يواصل نتنياهو وحماس المماطلة، ما يعرقل الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتطلب تنازلات متبادلة. إذ ستُلزم هذه المرحلة إسرائيل بتقديم تنازلات جوهرية، تشمل إدخال مواد مزدوجة الاستخدام لإعادة الإعمار، وفتح معبر رفح في الاتجاهين، واستكمال انسحاب الجيش إلى محيط السياج الحدودي.
ويصطدم ذلك بطموحات الإدارة الأمريكية لمستقبل غزة، في ظل واقع ميداني متفجر يزداد ترسخًا. بحسب صحيفة يديعوت احرنوت.
من جهة أخرى، ستُطالب حماس بالتخلي عن حكم غزة وسلاحها، بما يشمل ترسانتها وبناها العسكرية تحت الأرض، التي لا يزال بعضها قائمًا ولم يُدمَّر بالكامل
في غضون ذلك، في الميدان، يروي الجنود الذين يسيطرون على الخط الأصفر واقعاً سريالياً: فهم يحددون كل يوم عناصر حماس المسلحة في عمق المنطقة.
وتصف مصادر مطلعة على مناقشات التخطيط بين الفرق الأجنبية في المقر الأمريكي المستقبلي لغزة، الذي أُنشئ في كريات جات، حالة من المماطلة من جانب إسرائيل وحماس.
ويشارك ضباط الجيش الإسرائيلي بشكل كامل في تفاصيل الخطط التي يجري العمل عليها، بدءًا من إزالة ملايين الأمتار المكعبة من مخلفات البناء، وصولًا إلى وضع المخططات التفصيلية لإنشاء أحياء فلسطينية جديدة، مبدئيًا على الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر.
على سبيل المثال، تكشف الصحيفة أن مناقشات قد بدأت ليس فقط حول الشركات التي ستتولى، إزالة الكميات الهائلة من مخلفات البناء من قطاع غزة، بل أيضاً حول إزالة الأنقاض الكثيرة التي خلفها الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشاسعة (على الأرجح بواسطة شركة أمريكية متخصصة في هذا المجال)، كشرط إضافي لبدء أي مشاريع إعادة إعمار.
ووفقاً لمصادر مطلعة على ما يجري في مقر قيادة كريات جات، فإن هذه المناقشات جارية وتتقدم ببطء، لا سيما من الجانب الإسرائيلي.
تُقرّ إسرائيل بأن قيادة حماس العليا تدير عناصرها من الأنفاق، بينما تنشط الرتب الأدنى فوق الأرض بغطاء مدني، مع تكثيف نقاط التفتيش والدوريات الشرطية وعودة عمل البلديات في قطاع غزة رغم الدمار الواسع.
بدأت حماس، حسب زعم الصحيفة بجمع أموال طائلة يومياً عبر فرض ضرائب على تجارة السلع القادمة ضمن المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة بكميات كبيرة، مستفيدة من زيادة الشاحنات اليومية والتي تصل إلى 4200 شاحنة أسبوعياً، أي ما بين 600 و800 شاحنة يومياً، بعضها من القطاع الخاص.
بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية "قد تُقدم حماس على حل وسط يتمثل في تشكيل لجنة حكم "تكنوقراطية" تتولى تدريجياً الحكم المدني في غزة وتعمل تحت إشراف مجلس السلام الدولي نفسه ، لكن من الواضح أن أعضاءها سيكونون من مسؤولي حماس والسلطة الفلسطينية، أو من المنتسبين لكليهما، لذا لم يعد يهم كيف يتم تسويق هذه الفكرة وفي الواقع سيستمر مسؤولو حماس في السيطرة الفعلية على القطاع".
كما بدأت حماس بإنشاء رياض أطفال ومدارس، والسماح بإقامة مناسبات عائلية كحفلات الزفاف تحت مظلة وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
"لا يوجد نقص في المياه في غزة، وبالتأكيد لا يوجد نقص في الغذاء، كما أن هناك كميات كافية من الوقود والكهرباء بعد إصلاح الخطوط في الأسابيع الأخيرة"، هذا ما صرحت به المؤسسة العسكرية. "من الواضح الآن أنه حتى في حال وجود قوة استقرار أجنبية، فإنها ستعمل فقط من الجانب الإسرائيلي للخط الأصفر ولن تدخل في مواجهة مع حماس.وفقا لتقرير يديعوت احرنوت الإسرائيلية.


