خبر : أرفعوا أيديكم عن أطفال غزة !! .. بقلم: محمد الغول

الخميس 27 مايو 2010 01:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أرفعوا أيديكم عن أطفال غزة !! .. بقلم: محمد الغول



سألني طفلٌ غزي.. من الذي حرق ألعاب الصيف؟ لم يكن معي علم في تلك اللحظة لكنني سرعان ما تساءلت من له مصلحة في حرق مخيم للأطفال؟ للمرح .. للسعادة .. لرسم البسمة على شفاه الأطفال... فسرعان ما أجبته بأن من له علاقة بذلك هو كل من يحاول أن يسرق البسمة والفرح عنكم وعن كل ما هو جميل بهذه الدنيا.  ألا تكفيكم نكبة الشعب الفلسطيني التي سرقت وطننا وتركت الحسرة في عيون الأطفال والشيوخ والنساء؟! ألا يكفيكم الاحتلال بممارساته اليومية القمعية الوحشية وهو يسرق البسمة والفرح والسرور من عيون أطفالنا؟! ألا يكفيكم الانقسام الذي شتتنا ؟!  لقد بات من الواضح أن هناك بين فئات المجتمع الغزي من يروق لهم أن لا يشاهدوا الابتسامة تتربع على شفاه أطفال غزة، رغم الحصار والكبت النفسي والتعصب والفئوية ، فبدلا من أن نخرج أطفالنا ومجتمعنا الغزي من الآثار النفسية التي تعرض لها بعد العدوان على قطاع غزة، خرجت علينا فئة خارجة عن قيم وتقاليد شعبنا، وحرقت لعب الصغار حرقت صيفهم ولونهم البرتقالي ولوثت صفاء بحرهم وحاولت أن توصل رسالة للأطفال لا للأنروا  - من وجهة نظري - لأن هذه المخيمات ملك للأطفال وليس للأنروا لحظة لعبهم وفرحهم وسرورهم إن هذه المخيمات الصيفية التي يخططون لها من العام للعام وينتظرونها من صيف إلى صيف بالتأكيد هي ملك للأطفال لحظة نشاطهم فيها، إن أطفال غزة يعلمون كم تخفف ألعاب الصيف من وطأة المعاناة التي يقاسونها والتي تمارس يومياً من قبل جهات عديدة (....). الغريب في هذه الحادثة أن حكومة غزة لم تترك حتى مؤسسات المجتمع المدني أن تعبر عن رفضها وإدانتها بالشكل السلمي ورفضت السماح لشبكة المنظمات الأهلية أن تقيم اعتصام تضامني مع أطفال غزة الذين دمرت ألعابهم في مخيم تقيمه وكالة الغوث على شاطئ بحر غزة. على حكومة غزة أن تبحث عن الجناة وتقدمهم للمحاكمة بدلا من أن تضيق مساحات الحرية والديمقراطية وبدلا من أن تمنع هذه الاحتجاجات السلمية، وعليها أيضا أن توسع من مساحة الحريات لا تضيقها، لأن القانون يكفل ذلك فكفى للمجرمين أن يتغلغلوا في أوساط الشعب لاحقوهم ولا تكونوا أنتم وهم على أطفال غزة.