خبر : أسطول للحرية ....أم حملة عسكرية..!! .. بقلم:عماد عفانه

الثلاثاء 25 مايو 2010 03:21 م / بتوقيت القدس +2GMT
أسطول للحرية ....أم حملة عسكرية..!! .. بقلم:عماد عفانه



  أقل من عشرة من قوارب الركاب وسفن البضائع، ستحمل ما تيسر من مساعدات إنسانية إضافة لمئات من الأحرار من المتضامنين مع غزة والذين يطالبون بكسر الحصار، الأسطول سيحمل خليطا بشريا متنوعا يعكس كيف أصبحت غزة  قبلة الإنسانية يقصدها كل الأحرار في العالم سواء كانوا أعضاء برلمان، أو كتاب وصحفيين، أو موسيقيين مشهورين على أنواعهم، ستنتظم هذه السفن في قافلة الحرية لكسر الحصار، ستشق طريقها عبر البحر نحو قطاع غزة. الهدف المعلن لأسطول الإنسانية البحري هذا هو تحطيم الحصار الذي يفرضه العالم الظالم بقيادة "إسرائيل" على غزة، السفن لن تحمل معدات عسكرية، لا طائرات ولا دبابات ولا حتى مسدسات ماء. لكن المستمع لردة الفعل الصهيونية حيال أسطول الحرية البحري يحسب للوهلة الأولى أن كيان العدو بصدد التصدي لحملة عسكرية تستهدف حدودها الجنوبية. باراك ونائبه: سنمنع القافلة البحرية بأي ثمن. ميناء أسدود: ينفذ إخلاء جزئي لاستيعاب سفن القافلة بعد أسرها واقتيادها للميناء، ويقيم زنازين وغرف للتحقيق.     أردوغان: سنرد على " إسرائيل" إذا تعرضت بالقوة لأسطول الحرية. تركيا: تبعث برسالة سرية "لإسرائيل" تحذرها من منع الأسطول البحري وتبلغها بوجود طائرات مروحية ترافق الأسطول.   "إسرائيل" بما تملك من قوة عسكرية يمكنها أن توقف الأسطول البحري بالقوة، لكن السؤال الأساسي والتي ستعجز إسرائيل عن الإجابة عنه هو : ما بعد التعرض بالقوة لأسطول الحرية..!!  وما هو الثمن الذي ستدفعه "إسرائيل" من  صورتها في العالم، ومن دبلوماسيتها ومن علاقاتها الإقليمية والدولية، ومن اتفاقاتها الإستراتيجية مع تركيا بالذات.!! فقد قامت "إسرائيل" قبل 22 سنة وتحديدا في شباط 1988، بتفجير السفينة التي خططت م.ت.ف لإرسالها إلى ميناء حيفا وعلى متنها معظم المبعدين الفلسطينيين، فجرتها في قبرص قبل أن تنطلق . كما قامت "إسرائيل" في شهر آب 2006 بعلمية قرصنة وبتفتيش فحص لسفينتي " الحرية لغزة" اللتان انطلقتا من لارنكا، قبل السماح لهما بالوصول إلى غزة. لغة التهديدات المتبادلة بين تركيا و"إسرائيل" حيال أسطول الحرية قد لا تقود إلى مواجهة عسكرية بين الدولتين كرمال عيون غزة، ولكنها بالتأكيد ستقود إلى مواجهة دبلوماسية ليس بين "إسرائيل" وتركيا فقط، بل بين "إسرائيل" وكل الدول التي تشارك في هذه القافلة. قد تنجح "إسرائيل" في القيام بعملية قرصنة واقتياد الأسطول إلى ميناء أسدود، ولكنها ستقتاد معه أنظار العالم بأسره وستسيطر مشاهد هذه القرصنة على شاشات البث المباشر التي ترافق القافلة عبر العالم بأسره، وستحقق الهدف الذي انطلق من أجله أسطول الحرية. أسطول الحرية لم يكن يعتقد لحظة أن ما يحمله من بضائع ومتضامنين سيتمكنون من إغاثة أهل غزة وسد رمقهم وتلبية احتياجاتهم ، فهو لم ينطلق لذلك فقط، فأسطول الحرية يحمل اسم" أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة" وليس لإغاثة أهل غزة ببعض المساعدات، وكسر الحصار لن يتحقق إلا بإثارة هذه القضية على المستوى العالمي بمثل هذا الأسطول الأضخم في تاريخ القوافل البحرية التي تتوجه إلى غزة ليس لحربها بل لفك قيود الحصار المفروض عليها.           . في واقع الأمر، "إسرائيل" بتهديداتها بمنع الأسطول البحري تبحث عن المشاكل لنفسها وترسخ صورتها كدولة ابرتهايد عنصرية تحاصر وتجوع وتقتل الناس بسبب تمسكهم بخيارهم الديمقراطي،  وليست كواحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط كما تدعي. وفي ذات الوقت تحقق الهدف الذي انطلق من اجله أسطول الحرية، وهو خلق وتكوين رأي عالمي ضاغط ومؤثر وفاعل لكسر الحصار عن غزة. فغزة المحاصرة لا تنتظر حملة عسكرية بل تنتظر أسطولا يحمل معه بيارق الحرية.