النوايا العربية تتجه صوب ونحو إعتراف كامل بإسرائيل وتطبيع كامل معها ( علناً ) وذلك لأنهم في تطبيع ( سري ) مع إسرائيل منذ ما قبل زيارة السادات لإسرائيل بعشرات السنين وما كان السادات إلا مبعوثهم إلي إسرائيل وكل ما طبخوه من مقاطعة لمصر في ذلك الزمان كان مجرد مناورة تافهة من حكام العرب وبحكم العتمة الإعلامية كان الظاهر هو أن العرب رافضون لتلك الزيارة ، المهم ، العلاقات التاريخية بين اليهود والدول العرب ودولة إسرائيل عندما أصبحت دولة لم يكن يمنع خروجها إلي العلن سوي ( طقوس ) كانت لها إعتبار وإحترام ، خليط من المانع الديني والوازع العربي المزيف الذي كان يقول من وجهته الدينية هو أن اليهود أشد الناس عداء للإسلام وللمسلمين وتلك الحقبة كما ذكرنا بحكم العتمة التي كانت سائدة لم يكن شعوب العرب يعلمون عن ماهية علاقات المسيحيون العرب واليهود العرب مع إسرائيل في تلك الحقبة فكما يعلم الجميع أن اليهود في المغرب والعراق وحتي في مصر وتحت ستار التعمية المقصودة من عدم تتبع أخبارالجاليات اليهودية التي بقيت في الدول العربية رغم الهجرة إلي إسرائيل والتي يحسب معظم العرب أن كل اليهود هاجروا إلي إسرائيل أما الحقيقة التي لا يعرفها معظم العرب وهي أن كبار اليهود وأثرايائهم وحتي الكثير من فقرائهم لم يتركوا أوطانهم العربية الإصلية إمتداداً من البحرين والتي اليوم في منصب سفيرها في واشنطن سفيرة بحرينية تنحدر من أقدم وأثري العائلات اليهودية في البحرين وصولاً إلي اليمن وهذا نموذج بسيط من نماذج الفعاليات اليهودة في المنطقة العربية يستطيع البعض تسمية هذا الأمر بالولاء لأوطانهم العربية ويسميه البعض الآخر جزء من مخطط اليهود الكبير وهي إحقاقاً للحق كانت في بعضها بل معظمها كانت من واعز وطني لأوطانهم العربية التي ينحدرون منها وكما هو معروف مدي الخدمات التي قدمها اليهود المغاربة لوطنهم الأم ( المغرب ) والعديد من الدول العربية في أوقات كانت حساسية الإتصلات بالغرب تتطلب وسطاء لهم تغلغل غربي عن طريق يهود آخرين في تلك الدول الغربية ما كان من الممكن إتمامها بدون هؤلاء اليهود العرب . هذا الأمر تكرر في مصر وفي العراق وتونس وحتي في الجزائر قامت اليهود بأدوار في بلدانهم تلك لا يعلم بها بقية العرب شيئاً. وكان للمسيحيون العرب أيضاً دور فعال في دولهم العربية ورغم عدم إحتياجهم إلي السرية في العمل إلا أن وسطاء السلاح في لبنان وسورية كان لهم أكبر دور في إتمام صفقات سلاح ما كانت لتتم لولا كونهم مسيحيون نعم لولا كونهم مسيحيون لما كانت هناك ثقة في التعامل أدت إلي إتمام العديد من الصفقات مهما كانت كميات الأموال المدفوعة إلا أن في بعض المسائل فإن المال لا يكون العامل الإساسي لإتمام الصفقة. العلاقات العربية اليهودية لم تكن تقتصر علي اليهود من أبناء الدول العربية ومن الغير معروف للكثيرين أن الذي قام بإتمام صفقة إنشاء شركة بترومين في المملكة العربية السعودية وكان مرافقاً لروزفلت عند زيارته للملك عبد العزيز علي ظهر المدمرة آيزنهاور هذا المرافق لم يكن سوي ممول المعدات البترولية أسحق روزنثال وتواقيعه لا زالت علي الكثير من وثائق عقود التنقيب التي قامت المملكة بمنحها لشركات عديدة بأسماء مختلفة تعود ملكيتها الحقيقية أو بالأحري ملكية معظم أسهمها إلي إسحق روزنثال ، وهناك أعاجيب كثيرة لا يعلمها الكثير من العرب عن حكامهم وحكوماتهم ومع من كانت تتعامل. القصد من ما تقدم سابقاً هو أن حان أوان نزع القناع وتعرية الأشياء علي عيباتها ، فليس عيباً أن تعترف الدول العربية حكاماً وحكومات أن تعترف أنها كانت علي علاقات وطيدة بإسرائيل وكل من كانت تدعي أنه عدو لدود هو في الحقيقة صديق حميم. وبناء علي حقيقة الأمر في كل ما تقدم إكتشفنا أن العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والتي تعود إلي إنطلاق ما يسمونه بالثورة الفلسطينية كانت ولا تزال علاقات وطيدة تصل إلي ( الحميمة ) في بعض المستويات ولا تحسبوا لثانية أن ياسر عرفات كان ليقف على منبر الأمم المتحدة لولا الإتصالات اليهودية والإسرائيلية بالذات والمدهش هو أن إسرائيل كان لها مصلحة أن يقف عرفات علي منبر الأمم المتحدة من باب السخرية من ممثل هذا الشعب المدعي ( كما كانوا يطلقون علينا ) ولو تلاحظون معي بعد ذلك الخطاب كم تصاعدت الأرقام المالية في أرصدة منظمة التحرير والتي كانت تودع في بنوك تدار برؤوس يهودية إسرائيلية بالذات في سويسرا وقبرص وتركيا وكما يعلم السيد سلام فياض بحكم منصبه السابق كرئيس إقليمي في البنك العربي وبعض المناصب السابقة عندما كان يعمل لدي سيتي بنك أن شركات المقاصة المالية لكل بنوك العالم ومن ضمنها البنك العربي والذي كان من كبار المودعين لديه هي منظمة التحرير أن أصحاب بيوت المقاصة المالية والتي تمر من تحت أيديها أموال آل سعود وآل الصباح وملوك وأمراء كل العرب وملوك وأمراء حرب منظمة التحرير الفلسطينية يملكها يهود وبدون هؤلاء اليهود لا رولزرويس يباع لآل سعود ولا كلاشنكوف لعناصر منظمة التحرير ، علاقات غامظة متشعبة متشابكة نري حقيقتها علي الأرض اليوم في رام الله وفي قطر وعمان وعما قريب ستخرج إلي العلن في الرياض والكويت وبغداد وحتي في طرابلس الغرب. هذه هي حقيقة الموقف العربي ، فلا وازع ديني ولا وازع عربي ، الإتجاه هو صوب الخروج إلي نور الإعتراف بأن إسرائيل هي الصديق القديم الذي لم يكن مسموحاً بمصادقته علناً ، يعشقون إسرائيل وعما قريب سيقومون بإعلان هذا العشق للملاء. وهذه هي حقيقة الموقف الفلسطيني أيضاً ، قادته جمعوا أموالاً طائلة في عتمة الدعاية بالعداء لإسرائيل وإدعاء الكفاح ضدها لكي نكتشف أن قادة عصابات الشعب الفلسطيني كانوا يتبادلون مع إسرائيل الأحضان والقبلات تماماً كما يفعلون اليوم وكل يوم منذ أن باعوا فلسطين وقبضوا الثمن منذ عشرات السنين. - لوس أنجليس