خبر : دعوة لتشكيل لجنة وطنية للكشف عن محاولات تزوير إسرائيل للتاريخ والجغرافيا

السبت 22 مايو 2010 06:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
دعوة لتشكيل لجنة وطنية للكشف عن محاولات تزوير إسرائيل للتاريخ والجغرافيا



غزة / سما /  أوصى، اليوم السبت، مشاركون في ندوة علمية في غزة، كافة الجهات الدينية والإعلامية والقانونية بالعمل الجاد والسريع لكشف الاعتداءات الإسرائيلية البشعة على مقبرة مأمن الله في القدس المحتلة. ودعا المشاركون في الندوة التي نظمتها اليوم، كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية الجامعات والكليات ومؤسسات التعليم الفلسطيني بجميع مراحله، إلى تسليط الضوء على هذه المقبرة الهامة والتاريخية، وبيان الأخطار المحدقة بها في ظل الهجمة الاسرائيلية الشرسة عليها. وحث مشاركون في الندوة، التي عقدت في قاعة المؤتمرات في الكلية بمدينة غزة، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ’اليونسكو’ والمنظمات العربية والدولية الحقوقية والإنسانية ذات العلاقة إلى التدخل العاجل لفضح الممارسات الاسرائيلية في هذا المكان الأثري الهام، والعمل على الحفاظ عليه باعتباره مكاناً تاريخياً ذو أهمية دينية وإنسانية كبيرة. وأعرب المشاركون عن استغرابهم الشديد لحالة الصمت العربي والإسلامي والدولي إزاء الجريمة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأموات، منوهين إلى أنه لو كانت هذه الجريمة في مقبرة يهودية لقامت الدنيا ولم تقعد. وشدد المشاركون في الندوة، التي حضرها العديد من أساتذة الجامعات والعاملين في القطاع السياحي وحشد كبير من الطلبة والمعتمين، على أن ما يحدث في مقبرة مأمن الله والقدس برمتها هو مجزرة تاريخية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، منوهين إلى أن ما يحدث هو عملية تهويد بشعة، ومحاولة مفضوحة لتزوير الحقائق التاريخية والجغرافية في المدينة المقدسة، وطمس جميع المعالم الحضارية والتاريخية التي تشير إلى عروبة القدس وإسلاميتها. وأكد الدكتور أحمد إبراهيم حماد عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى بغزة، أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في فضح الجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بما في ذلك جريمته المستمرة بحق الأموات في مقبرة مأمن الله في القدس المحتلة. وشدد د. حماد على ضرورة توجيه جميع الطاقات والإمكانيات خاصة الإعلامية منها للكشف عن الاعتداءات المستمرة من قبل قوات الاحتلال بدلا من الانصراف إلى مهاترات ومعارك جانبية غير مبررة وغير مسؤولة. وقال عميد كلية الإعلام، إن سلطات الاحتلال تتذرع بنيتها لإقامة ما يسمى متحف التسامح زوراً وبهتاناً، منبهاً إلى أن المتحف المزعوم هو متحف تهويدي صهيوني يقتلع تاريخ القدس كما يقتلع رفات أهلها من مقابرهم. وأضاف إن هذا المتحف المزعوم المنوي إقامته يهدف إلى خلق تاريخ يهودي في منطقة القدس الشريف، وإزالة الإرث والتاريخ الإسلامي منها، حيث يبث المتحف في طياته تهويدا كبيرا؛ فيعرض في قاعاته التي صمم لها المصممون تاريخ الصهاينة المخترع منذ 3000 عام مرورا بما يزعمون من بناء المعبد ودولة إسرائيل الكبرى... وأشار إلى أن المتحف- وفق ما كشفت العديد من المصادر ووسائل الإعلام الاسرائيلية والأجنبية-  صمم كي يضم صالات كبيرة ضخمة بتصميم عصري، إذ يضم داخله قاعة للمؤتمرات الدولية،ومكتبة عبرية لنشر الثقافة الصهيونية على مستوى عالمي في القدس المحتلة، كما يضم كذلك مركزا علميا بظاهره أنه دراسات عامة لكنه يحمل هدفا لجعله مركزا للدراسات العبرية في المنطقة. ومضى بالقول في هذا التجمع سيتم بناء قاعات للأطفال والشباب تبث تاريخ دولة الاحتلال كما سيقام على رفاة الأتقياء والصحابة والمسلمين متاحف ومتاجر صهيونية  فوق أرض مقبرة مأمن الله سيبني اليهود الصهاينة مجمعا لهم يتجولون فيه بأسلوب دراماتيكي في مراحل تطور النشأة الصهيونية المعاصرة. واستعرض د. حماد مراحل العدوان الإسرائيلي على المقبرة  منذ أن كاناليهود يلقون بأنقاض أبنية لهم في تربة مأمن الله، في النصف الأول من القرن الماضي، منوها إلى أن وتيرة العدوان ’الإسرائيلي على مأمن الله  ازدادت منذ العام 1967 يوم سقطت مدينة القدس والمسجد الأقصى. وتابع قائلاً أنه منذ ذلك الحين ومقبرة مأمن الله تتعرض للانتهاكات ’الإسرائيلية المتواصلة، وكان آخر هذه الاعتداءات كما أشارت مؤسسة الأقصى لأعمار المقدسات الإسلامية، تحويل قسم كبير من المقبرة للرذيلة وخاصة بين اليهود الشواذ.  ودعا الإعلامي الفلسطيني وسائل الإعلام المحلية والعربية والإسلامية إلى تسليط الضوء على انتهاك سلطات الاحتلال لحرمة الشهداء في هذه المقبرة، والتنبيه إلى الجهود التي تبذلها دولة الاحتلال لتزييف الحقائق التاريخية والجغرافية في المدينة المقدس من جهته، نبه الأستاذ بسام سعيد الباحث في الدراسات الاجتماعية، من استمرار عمليات الحفر التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مقبرة مأمن الله في القدس المحتلة بذريعة بناء ما يُدعى بـ’مركز الكرامة الإنساني- متحف التسامح’. وقال إن استمرار الحفر في هذه المقبرة التاريخية يشكل انتهاكاً خطيراً للتراث الإنساني بشكل عام والإسلامي على وجه الخصوص باعتبار مقبرة مأمن الله المقبرة من المزارات التاريخية الهامة التي يجب الحفاظ عليها وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال. واعتبر سعيد أن استمرار الصمت العربي والإسلامي والدولي إزاء الجريمة التي ترتكب في مقبرة مأمن الله هو جريمة في حد ذاته، داعياً إلى العمل السريع لوقف عمليات التدمير والإزالة المستمرة التي تنفذها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مقبرة مأمن الله وغيرها من المعالم الحضارية في القدس الشريف. وكشف أن العديد من المصادر أكدت أن دولة الاحتلال قامت بشكل مخالف لجميع الأعراف والمعتقدات الدينية بنبش المقبرة وإخراج الجثامين منها، وتجميع الهياكل العظمية  بلا أي احترام لكرامة الميت في باستهتار مقصود للبعد الديني والحضاري للمقبرة ليتسنى لها  تزييف التاريخ والجغرافيا. وقدم الباحث في الدراسات الاجتماعية نبذة عن المقبرة التي تقع بالقرب من باب الخليل في القدس الشريف، منوهاً إلى  اسم المقبرة بأهم الأحداث التاريخية التي مرت بالقدس الشريف، ومن ذلك مثلا احتلال الفرس للمدينة سنة 614م واحتلال الصليبيين لها سنة 1099م، واسترداد القدس بقيادة صلاح الدين سنة 1187م. وذكر أن هذه المقبرة من أكبر المقابر الإسلامية في بيت المقدس، وتقدر مساحتها ’بمائتي دونم’ بينما قدرها المهندسون بتاريخ 16/4/1929 بـ  137.450.29م2 أي بنحو 137 دونماً ونصف، علماً أنه استثني منها بناية الأوقاف التي كانت مبنية على جزء من أرض وقفها، ومقبرة الجبالية التي كانت على القلندرية، والتي يفصلها عن المقبرة الشارع، وعندما سجلت المقبرة في سجلات دائرة الأراضي– الطابو- بتاريخ 22/3/1938 سجلت مساحتها (134.560) من الدونمات واستصدر بها وثيقة تسجيل أراضي ’كوشان طابو’ ضمن أراضي الوقف الإسلامي. وحول أهمية المقبرة، استحضر سعيد ما قاله صاحب الأنس الجليل مجير الدين الحنبلي والعديد من المؤرخين من أن المقبرة: ’فيها خلق من الأعيان والعلماء والصالحين والشهداء’ وأنها مدفن الخلاصة الأبرار الوارد في فضلها الأخبار والآثار. وأكد سعيد أهمية تكاثف جميع الجهود لمواجهة الهجمة الإسرائيلية ضد تاريخنا ورموزنا المسيحية والإسلامية. واعتبرت الأستاذة رغدة عبيد مسؤولة الأنشطة في الكلية، أن هذه الندوة تأتي في إطار الأنشطة اللامنهجية التي دأبت الكلية على القيام بها لتعريف الطلبة بتاريخهم وجغرافية وطنهم، وتنبيههم من المخاطر الإسرائيلية المحدقة بهم. ودعت إلى تشكيل لجنة وطنية من الجهات ذات العلاقة تضطلع بمهام الكشف عن المحاولات الإسرائيلية المستمرة لتزوير التاريخ والجغرافيا.