خبر : إسرائيل تشبه كوريا الشمالية .. جدعون ليفي

الجمعة 21 مايو 2010 10:40 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تشبه كوريا الشمالية .. جدعون ليفي



إن انغلاق إسرائيل على آراء سياسييها فقط يدعونا لأن نقول بأنها تسير في طريق كوريا الشمالية رويدا رويدا ، وسوف نجد أنفسنا وحيدين مع أمثال البرفسور أرئيل رايخمان ! فقد طردنا البرفسور نوعام تشومسكي ، ولم يُثر طرده استنكارا قاطعا من الأكاديميين، وهم بفعلتهم تلك يدعمون مقاطعة جامعة بير زيت ، وأخيرا سنجد أنفسنا وجها لوجه مع ثلة قليلة من المبدعين الخائفين والباحثين المكارثيين من أمثال  رئيس معهد هرتسيليا ، ومعاهد ضباط الجيش ، والأغنياء الذين يقف على رأسهم أيخمان . أيخمان أستاذ القانون المتنور في عيني نفسه ، وكان مرشحا ليصبح وزيرا للمعارف ، هذا البارز يقول : " إنه لا يدعم مركز بيت سيلم لحقوق الإنسان، وهذا من حقه ، غير أننا نقول :  إن رئيسا لكلية هرتسيليا له هذه الأهمية يبدو وكأنه لا يفهم معنى الديموقراطية، فماذا فعلت بيت سيلم؟ لقد واظبت على جمع أخطاء جيش الدفاع ، ورايخمان لا يروق له ذلك ، فهو يتركنا مع الناطقين الرسميين باسم الجيش . سوف نصدقهم عندما يقولون بأن الجيش لم يستخدم الفسفورالأبيض في عملياته في غزة ، ونصدق بأن الجيش الإسرائيلي من أكثر الجيوش في العالم تمسكا بالأخلاق حينما يمنح أسرة في غزة خمس دقائق لإخلاء البيت قبل أن يهدم فوق رؤوسهم !   وقد سمع طلاب معهد هرتسيليا رئيسهم يقول عن بيت سيلم:  "هي طابور خامس"! وهذا عارٌ ، إن المجتمع الذي يسير بلا رقابة ذاتية، مجتمع عليل . إن ريخمان برفسور القانون الذي يدعو لتغيير النظام الانتخابي من أجل الحرية ، لا يستطيع في الوقت نفسه أن يعلم طلابه منزلة حقوق الإنسان، فهو بهذا لا يختلف عن رؤساء اليشفوت الحارديم ، بل إنه الأخطر ! كل المؤشرات تشير إلى أننا نقترب من حافة الهاوية، بحيث نتحول إلى دولة من دول العالم الثالث ! يقول البرفسور رايخمان : " إذا لم يتغير المجتمع الحريدي ويتعلم الطلاب الرياضيات واللغة الإنجليزية، فإننا نصبح أقرب إلى الهاوية " كان يجب عليه أن يعرف الديموقراطية، فالجامعات في العالم بؤرة إشعاع الديموقراطيات، غير أن معهد هرتسيليا لم يسمع به أحد ، أما البرفسور نوعام تشومسكي فهو برفسور بارز في الديموقراطية ! ولو قرأ رايخمان الكتب لاكتشف بأن مؤسسي بيت سيلم هم من مناضلي حقوق الإنسان في العالم. لقد قهقهنا عندما اقترح (أوتريل شلنر) على تشومسكي أن يدخل عبر أنفاق غزة ، فهو لم يكن يعلم عمن يتحدث !  غير أن نتنياهو الذي يعارض شلنر يعرف بالتأكيد منزلة نوعام تشومسكي  ، وهو العملاق البارز، ويعلم بأن منعه ضربه لأمريكا وليس لإسرائيل ، وهو عندما لم يعتذر لتشومسكي ، ويدعوه للعودة ، فإننا نشعر بالحزن. وعندما تغلق إسرائيل بواباتها في وجه من لا ينضمون إلى جوقة السياسيين، فنحن نصبح نسخة من كوريا الشمالية ! وعندما تتضامن الأحزاب اليمينية لنصرة القوانين والتشريعات المعادية للديموقراطية، يجب علينا أن نشعر بالضيق ، ولكن عندما يسقط الأكاديميون في خندق الظلام والرجعية مثل رايخمان ، فإن الأمر يصبح ميئوسا منه ! هارتس 21/5/2010 ترجمة / توفيق أبو شومر