خبر : الموت في غزة .. 100 شهـيـد في غزة بسبـب مولــدات صينيــة رخيصة

الخميس 20 مايو 2010 02:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
الموت في غزة .. 100 شهـيـد في غزة بسبـب مولــدات صينيــة رخيصة



غزة / وكالات / يلجأ سكان غزة الذين يعانون انقطاع الكهرباء لفترات طويلة إلى استخدام مولدات الكهرباء الرخيصة الصينية الصنع التي أغرقت العديد من العائلات في ظلام الحزن اثر مقتل أكثر من 100 فلسطيني خلال 18 شهرا بسبب حرائق أو انبعاثات من هذه المولدات.  وتصل هذه المولدات التي تعمل بالديزل إلى القطاع من مصر عبر أنفاق التهريب التي تعد شريان الحياة للقطاع المحاصر.  ويقول الناشط من منظمة «اوكسفام» الخيرية كارل شيمبري ان «الكثيرين قتلوا بمجرد تشغيلهم تلك المولدات وهم يدخنون السجائر على مقربة منها من دون أن يدركوا مخاطر غاز أول أكسيد الكربون الذي ينبعث منها».  وتحاول المنظمة توعية سكان غزة بكيفية الاستخدام الآمن لتلك المولدات.  وفي العام الماضي لقي 87 شخصا حتفهم بسبب حرائق في تلك المولدات او تسمم بأول أكسيد الكربون المنبعث منها، طبقا لرئيس خدمات الطوارئ في قطاع غزة معاوية حسنين.  وأضاف أن 23 شخصا آخرين لقوا حتفهم في الأشهر الأربعة الأولى من عام .2010 وفقد نسيم أبو جامع (48 عاما) ثلاثة من أبنائه الستة في حريق نشب عن تسرب وقود كان مخزنا في مطبخ منزله ووصل الى المولد الكهربائي. وأصيب الأطفال الثلاثة الآخرون بجروح في الحادث.أما أنعام أبو ندا وابنتها البالغة من العمر 20 عاما، فكانتا من المحظوظين.ففي إحدى ليالي فبراير الباردة وخلال إحدى فترات انقطاع الكهرباء الكثيرة، كانت الاثنتان تعملان في الطابق السفلي الذي يوجد فيه مولد الكهرباء. وأغلقتا الباب حتى لا تزعجا الجيران. وبعد نحو الساعتين أغمي على الابنة، بينما حاولت أنعام طوال 20 دقيقة النهوض. ونقلهما زوجها إلى المستشفى، حيث ابلغه الأطباء أنهما كانتا محظوظتين. وقالت أبو ندا التي أصبحت تلعب الآن دوراً بارزاً في حملة "اوكسفام" للتوعية «الآن نحن بحالة جيدة والحمد لله، ونحن نعلم الآخرين درسا مهما وهو ان عليهم عدم استخدام المولد الكهربائي داخل المنزل أو بالقرب من لهب مطلقا».ووزعت المنظمة 20 ألف نشرة إلى العيادات والمدارس وغيرها من الأماكن العامة تحتوي على تعليمات مفصلة بشأن الاستخدام الآمن للمولدات التي لم يستخدمها أي منسكان غزة في السابق قبل أن يصبح انقطاع الكهرباء أمرا لا يحتمل. وانقطاع الكهرباء ليس جديدا على القطاع المحاصر، ولكنه أصبح سيئا للغاية هذا العام، ما أدى إلى موجة من الطلب على المولدات الرخيصة نسبيا. وتلقي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم القطاع باللوم على الحصار الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني وقرار مصر إبقاء معبرها مع غزة مغلقا، إلا أن الخبراء يقولون أن ذلك ليس إلا جزءاً من المشكلة. فمنذ أن سيطرت «حماس» على القطاع عام ،2007 حدد الاحتلال كمية الوقود الصناعي المسموح بإدخاله إلى القطاع، ما أدى إلى خفض إنتاج محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، إلا أن خفض شحنات الوقود تراجع إلى ما دون الكميات المسموح بها وهي 2.2 مليون لتر أسبوعيا، ما تسبب في انقطاع الكهرباء مرات أكثر ولفترات أطول بعد أن علقت المفوضية الأوروبية التمويل للقطاع، وحولت مسؤولية شراء الوقود إلى السلطة الفلسطينية في نوفمبر الماضي. وقبل أسابيع قليلة فقط، أرسلت «حماس» الأموال إلى السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية لشراء الوقود، ما أدى إلى تحسن طفيف.ولكن منير أبو هريسة صاحب محل ومطعم للسمك في مدينة غزة، لا يزال يشعر بالقلق.ويقول «أن انقطاع الكهرباء يتسبب لنا في الكثير من الخسائر». فقبل أن يغلق متجره في الليل، يملأ الثلاجة بالثلج، ولكن بعض أنواع السمك تتلف على الرغم من ذلك. وقال«أحاول ألا أخزن كميات كبيرة من السمك، لأنني لا أعلم طول فترة انقطاع التيار الكهربائي، ففي بعض الأحيان تستمر ثماني ساعات، وفي الأحيان الأخرى من 12 ساعة إلى 24 ساعة.