خبر : تقرير لـهآرتس:10 اسباب تجعل اسرائيل دولة فاشية حتى في نظر الاسرائيليين من بينها الهرب من خسارتها حربين في 3 سنوات

الأربعاء 19 مايو 2010 10:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير لـهآرتس:10 اسباب تجعل اسرائيل دولة فاشية حتى في نظر الاسرائيليين من بينها الهرب من خسارتها حربين في 3 سنوات



القدس المحتلة / سما / كتب الصحافي الاسرائيلي برادلي بيرستون تقريرا نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في عددها الصادر  جاء فيه: "لا أحد يعرف الفاشية اكثر من الاسرائيليين. لقد تعلموا تاريخ الانظمة الفاشية وآلياتها وامكاناتها المرعبة. والاسرائيليون يتعرفون على الفاشية عندما يرونها، في الآخرين. وربما يكونون قد توقعوا بالفعل عندما بدأت الفاشية في التجذر هنا، انها ستبرز في زمن قيادة وطنية لها كاريزما طاغية واساليب عمل كاسحة ومنسقة بقوة. لكن هذا ربما كان واضحا جدا بحيث لا يمكن إنكاره. ويتطلب حصول الفاشية على موطئ قدم، في اي دولة تأسست على مسارها الدامي للغاية، الإنكار والبلادة والذاكرة الانتقائية وإحساسا بأن الأمور- مهما كانت سيئة- يمكن أن تستمر هكذا إلى ما لا نهاية. وبالفعل فان واحدة من اكثر الحكومات قعوداً عن اداء مهماتها واكثرها فقداناً للتوجه السليم هي التي جعلت المعتدلين يدركون رغما عنهم الوسائل المزينة التي لا حصر لها التي شرع اليمين الاسرائيلي ومؤيدوه في الخارج من خلالها بزرع بذور الفاشية وتغذيتها. وقد كتب بوعاز أوكون، المعلق القانوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الواسعة الانتشار في اسرائيل، وهو قاض اسرائيلي متقاعد، عن منع اسرائيل دخول نوعام تشومسكي بقوله ان "قرار إغلاق المعبر في وجه البروفسور تشومسكي قرار بإغلاق باب الحرية في اسرائيل. ولا أتحدث عن غباء تقديم الذخيرة لأولئك الذين يقولون إن اسرائيل فاشي،. وإنما عن خشيتنا من أننا نتحول فعليا في هذا الاتجاه". يوم السبت الماضي، هاجمت قوات شرطة مكافحة الشغب الاسرائيلية اعتصاما لاعنفيا قرب مدخل الشيخ جراح في منطقة استولى المستوطنون اليهود على عدد من منازل أصحابها الفلسطينيين الذين طردوا منها بأوامر من محكمة اسرائيلية. والغريب هنا هو ليس وحشية ثني الرقاب التي مارستها وحدة "ياسام" الأمنية بأزيائها ذات اللون الرمادي الشبيه بلون البنادق، والمدججة بالرشاشات الهجومية، والهراوات، والغاز المُدمِع والخوذات، التي احتشدت في مواجهة المعتصمين، ومعظمهم من الاسرائيليين اليهود، الذين تجاوز بعضهم سن التقاعد. ان ما اثار الاستغراب أيضا هو حقيقة أن عددا من رجال الشرطة أصحاب العضلات، عندما شاهدوا مراسلا شابا لإذاعة اسرائيل- وكان ميكروفونه ظاهرا ويمكن تمييزه بسهولة من دون خطأ، وهو يقابل واحدا من المعتصمين الجالسين- قفزوا على المراسل وسحبوه مطبقين عليه نحو مركبة احتجاز خاصة بالشرطة. وفي نهاية المطاف، فما كان غير اعتيادي هو أن الشرطة بدت مرتبكة كليا، وفاقدة بشكل كامل لأوامر واضحة، وتركت لتتخذ قراراتها ذاتيا حول كيفية التحرك في ساحة كان الضغط على الزناد فيها بالغ الحساسية. انها الفاشية بوجه مرتبك. فلماذا علينا أن نقلق تجاه أي من هذه المظاهر؟ ربما لاننا تصالحنا مع عدد من العوامل الآتية التي يمكنها تحويل مجتمع ما إلى الفاشية، كحل:   1 ـ الخسارة في الحرب خسرنا حربين في أقل من ثلاث سنوات. هدفانا، حزب الله و"حماس"، افضل تسليحاً وتخندقاً من أي وقت مضى. موقفنا الاستراتيجي والدبلوماسي في انحدار. ايران وسوريا في صعود. وهناك سبب قوي للاشتباه بأن الحرب على غزة، وهي عامل رئيس في خسارتنا لموقفنا الدولي، ربما كان من الممكن تفاديها كليا، والخسائر المدنية الهائلة في الأرواح لا يمكن تبريرها أو تحمل ثقلها على الضمير. هذا، بدوره أدى إلى   2 ـ الحجر الدولي، أحساس بالتحول إلى كبش فداء، وبحث عن طابور خامس داخلي.   3 ـ إعادة تعريف متطرفة للقيم الإيجابية. ما علينا ان ننظر إلى ما هو أبعد من الاسم البذيء لمشروع "متحف التسامح".   4 ـ الإجهاد الحسي لقد أصبحنا فاقدي القدرة على الإحساس بعواقب المنع الدائم للمواد الغذائية الأساسية ومواد البناء عن مليون ونصف المليون شخص في غزة، الذين ينتظر كثيرون منهم إعادة بناء منازلهم التي دمرناها. لقد أصبحنا معتادين على سرقة الأراضي المملوكة للفلسطينيين في الضفة الغربية، وإساءة معاملة الفلسطينيين الملتزمين بالقانون على الحواجز، والمعاملة السيئة والطرد للعاملين الأجانب، وللقوانين العنصرية غير الديمقراطية وحتى الفاشية التي يصدرها حاخامات اليمين المتطرف، خاصة أولئك الذين يتخذون مناصب رسمية في الضفة الغربية.   5 ـ الموافقة على الفاشية قالت الناطقة باسم وزارة الداخلية سابين حداد الإثنين حين سئلت عن السياسات الحدودية للوزارة في أعقاب منع تشومسكي من الدخول: "هناك ملايين الأسباب التي تؤدي الى منع شخص ما من الدخول إلى إسرائيل". أما المحامي في رابطة الحقوق المدنية في إسرائيل عوديد فيلر فقال: "هناك الملايين من الأسباب، لكن حاول أن تجد معيارا واحدا لرفض الدخول وستصطدم بحائط من الفراغ. وزارة الداخلية لا تنشر القوانين ببساطة، رغم أن هناك حكما قضائيا يأمرها بنشرها".   6 ـ الإحساس، رغم كل شيء، بأن كل شيء على ما يرام. سيكون ثمة من يجادل بأن حقيقة أنني وزملائي في "هآرتس" مسموح لنا بنشر ما نكتبه هو دليل على عدم وجود فاشية هنا، وعلى عدم وجود دولة شرطة. لكن الحقيقة هي لو اننا لم نكن يهودا إسرائيليين، وجزءا من مؤسسة مهمة، فإن أيا منا كان يمكن أن يجد نفسه ملقى على نفس الرصيف، من دون إجراءات قانونية أو تفسير، مثل نوعام تشومسكي.   7 ـ الإحساس بأن هناك حربا الآن، حين لا يكون هناك حرب.   8 ـ التطبيق الانتقائي للأحكام القضائية. والثورة عليها بشكل روتيني وعدم إطاعتها من جانب المستوطنين الراديكاليين على وجه الخصوص.   9ـ الكذب وعكس الحقائق 180 درجة عند القول بأن المسؤولين يسمحون للإسرائيليين والمقدسيين العرب بفعل ما يشاؤون، واتخاذ إجراءات صارمة مع جيرانهم اليهود.   10 ـ المساواة بين انتقاد الحكومة وتفضيل تدمير إسرائيل.   واصبح هذا امراً يشعر به الناس بصورة متزايدة خارج حدود اسرائيل. ففي سان فرانسيسكو، قامت الهيئة التي تشجع النقاش الحر ضمن الوسط اليهودي، وهي الرابطة اليهودية (جويش فيديريشين)، بمراجعة وتشديد الشروط التي توافق بموجبها على تقديم اموال لمنظمات. "الرابطة اليهودية لا تمول منظمات تقوم من خلال مهماتها اونشاطاتها او شراكاتها...بالدعوة الى، او تأيي، اوتقويض شرعية اسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية آمنة ومستقلة، بما في ذلك من خلال المشاركة في حركة "مقاطعة وسحب استثمارات وعقوبات" (دي بي اس)كلياً او جزئياً". وتضيف الارشادات: "ان ما تتظاهر به منظمات او افراد ينتقدون سيسات معينة للحكومة الاسرائيلية لكنهم يؤيدون حق اسرائيل في الوجود كدولة يهودية ديموقراطية آمنة ومستقلة يتطابق (موقفهم) عموماً مع بيان السياسة، ولكننا نشجع بقوة التشاور المبكر مع مجلس علاقات الوسط اليهودي ويجب تقديم البرمجة ضمن استراتيجية برنامج كلية متماشية مع القيم الجوهرية للرابطة اليهودية". هل يمكن لهذا كله ان يكون قد انتشر على هذه المسافة البعيدة وبهذه السرعة؟ فهل، بسبب اسرائيل، يمكن ان يكون يهود الخارج الذين لا يؤمنون بدولة يهودية تحديداً قد خسروا الآن حقهم في ان يكونوا جزءاً من الوسط اليهودي؟ هل اليهود الذين يحبون اسرائيل ولكن ينظر اليهم على انهم منتقدون لها اكثر مما ينبغي، او يدعمون مقاطعةً ما ليجعلوا انتقاداتهم مسموعة، اعتبروا الآن عملياً محرومين من عضوية المجتمع اليهودي؟ انها بلاد حرة، كا اظن".