في زيارته التي استمرت يومين الى قطاع غزة بدعوة من مركز "بال ثينك" للدراسات الاستراتيجية استطاع الدكتور توفيق عكاشة رئيس قناة "الفراعين" الفضائية المصرية الحديثة المنشا وباحتراف شديد ان يخلق جوا من النقاش والتفاعل المجتمعي والسياسي حول دور الشقيقة مصر على كافة الصعد الاقليمية والعربية والدولية . وما اثار الانتباه لدى كافة القطاعات التي التقاها "عكاشة" هو رؤيته الواقعية والاستراتيجية لمستقبل المنطقة وتحديد الادوار التاريخية لكل اللاعبين الكبار والصغار بصورة تحليلية اثارت اعجاب القوى السياسية وطلاب المجتمعات والقيادات المتنفذة التي التقاها والتي خرجت جميعا بانطباع واحد وهو "انهم امام شخصية غير عادية قد يكونوا عرفوها من خلال برامجه الجريئة ولكن هذه المرة اتيحت لهم فرصة معرفته من خلال نقاش طويل ومعمق وهادئ وفهم لرؤية مصر لفلسطين وقطاع غزة بالتحديد والتي اكد من خلال حديثه القطعي بان دور مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية يرتبط اساسا بامنها القومي ورؤيتها لمستقبل المنطقة "ولذلك لا تراجع في هذا الدور على كافة الصعد". يومان من العمل الشاق لم ينس خلالهما "الدكتور عكاشة" مهنيته الصحفية فاشرف وقدم وطاقمه العديد من البرامج من غزة على الهواء مباشرة متلبسا جرأته المعتادة وكانه في استوديوهات قناة "الفراعين" في مدينة الانتاج الاعلامي بالقاهرة ليطلع الجمهور المصري على كافة تفاصيل الواقع الفلسطيني بتعقيداته المختلفة وكافة صور معاناته وبجرأة منقطعة النظير قوبلت باحترام كبير من كافة من التقاهم.لسنا بصدد مدح "الدكتور عكاشة" ولا اعتقد انه بحاجة الى هذا المدح ولكن من الجدير التاكيد على ان قطاع غزة شهد حراكا على كافة مستوياته.. قادته شخصية اعلامية مصرية خفيفة الظل تتمتع بروح مرحة وصدق في التعبير ورؤية تعبر عن اخلاص وحب متجذر لكل ما هو عربي وفلسطيني ورغبة ملحة في رؤية اوضاعنا بافضل مما هي عليه. ومل لا شك فيه ان "عكاشة" هو ابن بار لمدرسة الاعلام المصري الرائدة في الوطن العربي والتي يشهد لها القاصي والداني باصالتها ودورها في نهضة الاعلام العربي بكافة اطيافه. نسوق ذلك ليبقى التساؤل الكبير والذي ووجه به عكاشة من قبل العديد ممن التقوه في غزة ..متى نرى اعلاما مصريا يعبر عن حجم مصر وقدراتها وامكانياتها وثرواتها البشرية ودورها التاريخي الكبير؟.. لا ندري متى واين وكيف ستكون الاجابة ولكن قد يكون لدى الدكتور "عكاشة" وقناته "الفراعين" اجابة ..نتمنى ذلك . وكالة سما