اليوم تصادف الذكرى الثالثة لأزمة نهر البارد وهي مناسبة تدفعنا للتفكير أين نحن الآن وكيف نسير قدما. وكما فعلنا خلال السنوات الثلاث الماضية لا بد لنا في كل مرة تواجهنا تحديات أو فرص أن نبقي أهدافنا نصب أعيننا وهي توفير الاحترام والكرامة للاجئين الفلسطينيين والاستقرار للدولة اللبنانية. بدأت عملية إعمار مخيم نهر البارد في 25 تشرين الثاني 2009 وجاء ذلك تكليلا للجهود الجبارة التي بذلتها السلطات اللبنانية –وهنا أشير بشكل خاص إلى السلطات اللبنانية وممثلي المجتمع الفلسطيني في لبنان والدول المانحة- لتجاوز الكثير من العقبات. أما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الاونروا فهي تكثف جهودها الآن للتأكد من حسن سير عملية إعادة الاعمار إذ ان العمل جار حاليا في الرزمة الاولى من الرزم الثماني التي قسم اليها المخيم ويتوقع ان تستكمل الرزمة الاولى في نهاية العام الجاري بينما يبدأ اعمار الرزمة الثانية خلال أسابيع. نأمل بحلول 31 كانون الأول 2010 أن يعود قرابة ألفي نازح من أصل 27000 نازح إلى بيوتهم المعاد بناؤها داخل المخيم. فضلا عن ذلك، تأمّن تمويل ثلاث مدارس تابعة للاونروا وسيبدأ اعمارها قريبا جدا بينما تبقى الاونروا متفائلة في إمكانية جمع التمويل اللازم لاستكمال بناء مدارس الوكالة الست المهدمة. هذا ما كان ليتم لولا سخاء الدول المانحة التي تبرعت حتى الآن ب117 مليون دولار. من المفترض أن يساهم ذلك في تحسين الظروف القاسية التي يعيشها الناس في نهر البارد منذ ثلاث سنوات، لا سيما وأن عائلات كثيرة تقيم في مرائب سيارات مكتظة تم تحويلها إلى أماكن سكن، او في وحدات سكنية مؤقتة، في وقت ما زال التعليم في المخيم يتم في مدارس جاهزة الصنع تعمل بنظام الدفعتين. تواجه الوكالة ككل أزمة مالية غير مسبوقة. فاليوم، تعاني الاونروا نقصا في التمويل الذي تحتاجه لإعادة اعمار مخيم نهر البارد في الاشهر والسنوات المقبلة مع تقدّم المشروع، وقد بلغ هذا النقص 209 ملايين دولار أميركي. تسعى الوكالة جاهدة لتأمين الاحتياجات الاساسية للنازحين عن نهر البارد، من طعام ومسكن الى حين اعادة بناء بيوتهم. إن الفرص الاقتصادية هي الاساس لاحلال الاستقرار والتقدّم. علينا ان نعالج مشكلة النفاذ إلى هذه الفرص لتجنب تجدّد عدم الاستقرار. تبقى الاونروا ملتزمة في بذل اقصى الجهود للمساهمة في وضع رؤيا جديدة لمخيم نهر البارد وللمخيمات الفلسطينية في لبنان وهي تأمل أن تشهد تحقيق هذه الرؤيا. يجب ان تستجيب هذه الرؤيا لاحتياجات اللاجئين الفلسطينيين من جهة – طالما هم في لبنان والى حين التوصّل الى حل سياسي لهم يتماشى مع قرارات الامم المتحدة – واحتياجات اللبنانيين من جهة أخرى. علينا ألا ننسى الانسان في صلب هذا المشروع. لذلك لا بد وان تترافق إعادة بناء البنية الهندسية بنموذج قانوني واداري متطوّر، وعملية نفاذ أسهل من والى المخيم والاهم من ذلك تأمين آفاق اقتصادية أفضل للعائلات الفلسطينية لتصبح قادرة على اعالة ذاتها. في هذه الذكرى الثالثة، تؤكّد الاونروا من جديد التزامها اعادة اعمار مخيم نهر البارد. اننا ندعو الأطراف ذات الشأن كافة إلى تجديد الجهود لنبلغ هدفنا المشترك ونغتنم فرصة يجب ألا تفوتنا. مدير عام الاونروا في لبنان