يجب على اسرائيل مع بدء التفاوض السياسي أن تنتقل من توجه دفاعي الى توجه فعال، من الدفاع الى اقرار برنامج عمل ذي أفق لمواطنيها. كما رأينا في الخلاف المجدد في العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل حول البناء في القدس، نحب أن نضع أنفسنا في الدفاع. نحن نبني وندافع عن أنفسنا زاعمين أننا لم نفعل أي سوء. نحن نبني ونقف "مدافعين، يزعمون وبحق أننا لم نغير الوضع الراهن، وان البناء اليهودي في شرقي القدس قد أيدته جميع حكومات اسرائيل وأن لا أحد يعتقد وفي ضمن ذلك الولايات المتحدة أن القدس اليهودية وراء الخط الاخضر ستعاد في نطاق اتفاق سلام في المستقبل. المشكلة هي أننا أسارى ومحصورون داخل اطار محدود من دعاوى الدفاع التي تكتفي بمحاولات البرهان على أنه لا عيب في أفعالنا، بدل القيادة الى تقرير مصيرنا وبناء واقع مختلف. علينا ان نذكر ان القدرة على الدفاع عن النفس بل أداء العمل والبقاء داخل وضع راهن لحرب ذات قوة ضئيلة لا يستغرق مطامحنا الوطنية. نريد دولة تقوم على قيم السلام والرحمة والاحترام والحرية والعدل للجميع وفي ضمنهم جيراننا. وعلى ذلك فان الكثرة الكاثرة من مواطني الدولة مستعدون لمصالحة على المناطق مع اتفاق سلام. برغم حقيقة أنه لا سلام الان وان اتفاقا كهذا لا يبدو في الافق، ليس صحيحا أن أيدينا مكبلة وأننا لا نستطيع فعل شيء الان. هذا وقت البناء في نطاق واسع كبير. لا في شرقي القدس فحسب ولا جدار الفصل بيننا وبين الفلسطينيين فقط. علينا أن نبني قاعدة المصالحة على المناطق التي نعلن الاخلاص لها وفينا حكومة نتنياهو. علينا ان نبدأ اقامة مدن وبلدات جديدة من أجل مواطني اسرائيل الذين يسكنون اليوم في الضفة الغربية والذين سيحتاجون حينما يحين الوقت الى أن يجدوا لانفسهم بيتا في مكان آخر. علينا ان نبني في النقب وفي الجليل وأن نوسع الكتل الاستيطانية في غوش عتصيون ومعاليه ادوميم واريئيل بحيث يستطيع كل مستوطن تقريبا ان ينتقل للعيش في مكان لا يبعد أكثر من 30 دقيقة سفر عن مكان سكنه الحالي. تعلمنا أشياء كثيرة من الانفصال من جانب واحد عن قطاع غزة. أحدها أننا اذا طلبنا أن يترك سكان اسرائيليون بيوتهم فعلينا ان نفعل ذلك فقط بعد ان نكون قد بنينا بنية تحتية للسكن والاقتصاد تمكنهم من الاستمرار على عيش حياتهم في كرامة وأمن. يعلم الجميع ان كل اطار لاتفاقات السلام سيقتضي اخلاء بلدات. علينا البدء في الاستعداد لهذا اليوم وأن نكف عن حملة انكار الآثار التي تصحب ذلك. سيطول بناء البنية التحتية سنين ويكلف مليارات الدولارات. والسؤال الذي يجب ان يشغلنا جميعا هو هل نكون مستعدين عندما يوقع اتفاق للمطالب التي يثيرها. اذا لم نستثمر في البنية التحتية اليوم فسنظل محصورين في الوضع الراهن دائما. تخيلوا في أنفسكم كيف سيسهم مشروع بناء كهذا لاسرائيل وللشرق الاوسط كله. بدل أن نكون محصورين الى الابد في الدفاع وفي جدل لا قيمة له لتسويغ موقفنا والبحث عن "حقيقة" جديدة لسلب الآخر شرعيته، نستطيع أن نقود المسار الذي يبني مستقبلا جديدا. نجحنا بفضل الأحلام والرؤيا والشجاعة في تجفيف المستنقعات واستيعاب ملايين المهاجرين والتغلب على الاعداء واقامة البنية التحتية لاقامة دولة اسرائيل ونمائها. يجب علينا اليوم أن نستجمع الشجاعة من أجل الاجتراء على الاستمرار على الحلم والبدء في بناء بنية تحتية جديدة تمهيدا لسلام الغد. يجب أن يؤسس هذا البناء للمشروع الصهيوني الجديد، وشجاعة القيادة نحو مستقبل صهيوني ذي قيم ونبل.