صفقة السلاح الكبرى بين روسيا وسوريا، والتي بلغت عنها وكالة الانباء الروسية ايتراتس، أثارت ردود فعل غاضبة في اوساط محافل سياسية في اسرائيل، تتهم بالصفقة وزارة الدفاع بالذات. وحسب التقرير فان روسيا وسوريا وقعتا يوم الجمعة على صفقة في اطارها تحصل سوريا على طائرات قتالية، مروحيات قتالية، ومنظومات دفاعية ضد الطائرات والمدرعات. توقيت التوقيع على الصفقة – بعد ثلاثة ايام فقط من زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفديف الى دمشق – يثير القلق في اسرائيل. وحسب رئيس الجهاز الفدرالي في الاتحاد العسكري – الفني لروسيا، ميخائيل ديمترييف، فان روسيا ستزود سوريا بطائرات قتالية من طراز ميغ 29 وكذا منظومة بنتسير – اس 1، منظومة متداخلة من المدافع وصواريخ ارض – جو ضد الطائرات والصواريخ الجوالة. واضاف ديمترييف ان سوريا ستحصل من روسيا ايضا على صواريخ مضادة للدبابات، ولكنه لم يشر الى كمية ونوعية الصواريخ التي سترسلها موسكو الى دمشق. "وزارة الدفاع مذنبة في جزء كبير من هذه القصة وفي النهاية هي التي ستتحمل هذه المسؤولية"، ادعت امس مصادر سياسية. "فهي تجر الارجل وترفض الدفع الى الامام بصفقات مشتركة بين الصناعات الامنية الاسرائيلية ودول ثالثة مما سينتج مئات ملايين الدولارات، يمكنها أن تحل محل جزء كبير من الصفقات مع السوريين. وعليه فلم يتبقَ امام الروسي خيار آخر غير بيع السلاح لاعدائنا". ويشار الى أن وزارتي الخارجية والدفاع توجدان في خلاف اساسي في هذه المسألة، حيث ان وزارة الخارجية تؤيد بالقطع زيادة التعاون الامني مع روسيا. ويدور الحديث مثلا عن صفقة مشتركة بين روسيا والصناعات الجوية في اطارها تم تحسين طائرات روسية وتحويلها الى طائرات استخبارية متطورة. "الروس يعملون لاعتبارات اقتصادية"، قالت المحافل السياسية. "نحن لا يمكننا أن نقول لهم كل الوقت لا تبيعوا لهذه الدولة ولا تبيعوا لتلك الدولة. يجب ان نعرض بديلا لهم. اما في وزارة الدفاع فيخشون من الامريكيين وهم بالاساس لا يزالون عالقين في عقلية الحرب الباردة ويرون في روسيا عدوا". ومع ذلك، تشير مصادر اسرائيلية الى أن الروس في نهاية المطاف لا يعتزمون ان يبيعوا للسوريين ما يخافون في اسرائيل منه: طائرات ميغ متطورة من نوع إي31، صواريخ ارض – جو من نوع اس 300 وصواريخ جوالة متطورة من نوع اسكندر. بناء على طلب اسرائيل والولايات المتحدة، يؤخر الروس تزويد هذه المنظومات المتطورة ولا ينقلون في هذه الاثناء سوى منظومات سلاح اكثر قدما.