خبر : اختراق فلسطيني هام ... و لكن! ..د.هاني العقاد

السبت 15 مايو 2010 08:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
اختراق فلسطيني هام ... و لكن! ..د.هاني العقاد



  اخيرا بعد عام ونصف من السعي المتواصل السيناتور الأمريكي ميتشل بالمنطقة، وبعد الضمانات والتطمينات الأمريكية للفلسطينيين فيما يخص الاستيطان في القدس والأراضي الفلسطينية وسقف الحل النهائي انطلقت المفاوضات الغير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر الوسيط الأمريكي السيناتور ميتشل ومساعديه والذي كاد أن يخفق تماما في النجاح بإطلاق هذه المفاوضات لولا الإصرار الشخصي للرئيس اوباما لإلزام حكومة إسرائيل بالتفاوض والتوجه نحو الحل النهائي للصراع , ليس المهم هنا إن المفاوضات قد انطلقت بشكل غير مباشر بقدرما هو هام للفلسطينيينالذين نجحوا اليوم في إحداث اختراق هام على صعيد انفراد إسرائيل وحدها بصنع السلام معهم, فقد بات معروفا أن الولايات المتحدة أصبحت طرفا هاما في المفاوضات ذاتها و باتت تتولي إدارة التفاوض وبالتالي توجه وتراقب وتقيم السلوك التفاوضي لكل طرف وهذا هام جدا على صعيد إنجاح المفاوضات وانتقالها من مرحلة إلى أخري ومن ملف إلى أخر.أن الاختراق الهام الأخر الذي نجح الفلسطينيين في الوصول إليه إنهم أسسوا لمرجعية عربية وفلسطينية هامة للمفاوضات وعملية السلام بالكامل تتمثل في قرارات اللجنتين التنفيذية و المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينيين والمرجعية الثانية هي لجنة المتابعة العربية والتي يهمها متابعة سير المفاوضات بين الطرفين والتعرف على كل طرح يصل للفلسطينيين بل وكل رد ينبغي على الفلسطينيين إبلاغه للسيد ميتشل , ولعل سعي القيادة الفلسطينية لوضع القادة العرب والقوي الرئيسية بالعالم العربي في صورة الموقف التفاوضي الأولى هام جدا للمتابعة والتقييم ليس للجولة الأولى من المفاوضات بل لكافة الجولات القادمة بهدف رسم سياسة تفاوضه بتوجيه عربي كامل بالإضافة لتلقي الدعم السياسي على أكثر من صعيد وهو أمر في غاية البراعة و الدبلوماسية الفلسطينية , وهنا فقد توجه الدكتور صائب عريقات مباشرة بعد انتهاء الجولة الأولى إلى مصر الشقيقة بهدف اطلاع الإخوة بالقاهرة على ما جري باللقاء الأول والملفات التي تم ترتيبها على طاولة البحث وخاصة أن القاهرة منذ فترة طويلة وهي تعارض الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة لأنها قد تصبح أمرا واقعا في المستقبل. لعل نتنياهو رئيس حكومة التطرف الصهيوني أدرك أنالفلسطينيين أحدثوا اختراق هام على صعيد حشد موقف عربي موحد وقوي نحو السلام وأحدثوا اختراق كبير عندما نجحوا بدفع الأمريكان ليكونوا طرف هام في عملية السلام بالمنطقة العربية وأدرك أن إسرائيل أصبحت في وسط الفخ الذي سيجبرها في نهاية المطاف لان تصنع السلام وهذا ما يخيف نتنياهو شخصيا لأنه زعيم يميني لا يؤمن بالسلام مع الفلسطينيين ضمن دولتين لشعبين , فكيف سيسعي لإنجاح مفاوضات يكون فيها الأمريكان طرفا مشاركا وهاما ومفاوضات تبدأ بمناقشة حدود الدولة الفلسطينية على كامل حدود العام 1967, وكيف سينجح نتنياهو مفاوضات تسعي لان تقسم فيهاالقدس لذا فان محاولاته من الآن فصاعدا ستتمحور حول نقطة هامة وهي إفشال المفاوضات الحالية وإجبار الفلسطينيين على وقفها ومغادرة المبعوث الأمريكي ميتشل إلى البيت الأبيض دون عودة للمنطقة , ولعل تصريحه الخطير بعد الجولة الأول للمفاوضات لم يتركز على المفاوضات بذاتها بل إعلانه أن الشعب اليهودي يرتبط بالقدس قبل المسلمين وأن حكومته ستستمر في البناء بالقدس وإسكان اليهود بكل مكان. لعل المهم الآن على صعيد المرحلة القادمة أن ينجح الفلسطينيين أيضا في تحجيم حكومة نتنياهو دوليا عبر السعي الدولي لدي كافة دول العالم المشجعة للسلام وخاصة الرباعية الدولية وكافة دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمريكيتين يستطع الفلسطينيين من خلاله أيضا أن يحشدوا دعم دولي جديد لصالح القضية والمفاوض الفلسطيني من ناحية أخري يعي التطرف الصهيوني أن العالم يفهم نية الحكومة الإسرائيلية الحالية , وهذا يعتبر كخطوة احترازية من جانب القيادة الفلسطينية , لذا فان التواصل مع الحكومات المشجعة للحل السلمي والتي تدعم الجهود المبذولة لإنهاءالصراع بلا حروب وبلا دماء وبلا تهجير وبلا انتهاك حقوق بات من ضروريات تهيئة الساحة الدولية لإيقاف ومواجهة أي سلوك إسرائيلي متهور قد يحبط المساعي التفاوضية , مع أن القيادة بهرميتها سعت خلال الفترة السابقة للتنقل بين المعسكرات المركزية بالعالم لشرح التوجه الفلسطيني و مخططات إسرائيل للنيل من أراضي الدولة الفلسطينية بالتهويد والاستيطان و نجحت في ذلك , لكن عليها الاستمرار بحملة دبلوماسية مكثفة الآن تجوب كل دول العالم بالتوازي مع المفاوضات الدائرة لشرح وجهة النظر الفلسطينية والبعد الفلسطيني للسلام بالمنطقة كونه شعب محتل وتمارسدولة الكيان ضده العديد من الإجراءات الاحتلالية , لا بل وتخاطب الرأي العام العالمي والمنظمات الحكومية والغير حكومية بتبني توجه مشترك نحو توجه عين مراقبة للسلوك الإسرائيلي على الأرض بالإضافة إلى إيجاد تحرك شعبي دولي واسع لتسيير مسيرات وإقامة المهرجانات والندوات من جهة وتخاطب الإعلام العالمي والعربي لتجنيد حملة إعلامية مكثفة من جهة أخري تدعم وجهة النظر العربية عبر بث الأفلام الوثائقية والندوات والتقارير المتلفزة بالفضائيات العالمية لدعم المسيرة الحالية لتصبح معركة السلام مع حكومة إسرائيل المتطرفة معركة عالمية و ليستعربية فقط .Akkad_price@yahoo.com