خبر : في ذكراها 62: النكبة الحقيقية...نكبة وطن...أم نكبة أمة...!! .. بقلم: عماد عفانه

السبت 15 مايو 2010 12:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
في ذكراها 62: النكبة الحقيقية...نكبة وطن...أم نكبة أمة...!! .. بقلم: عماد عفانه



  متى ضاعت فلسطين.؟ سؤال يبدوا ساذجا، لكن السؤال هنا ليس عن تواريخ أو مواعيد، بل السؤال يهدف إلى بيان السياق التاريخي الذي ضاعت فيه فلسطين. متى ضاعت فلسطين؟ سؤال إجابته واضحة وجلية: ضاعت فلسطين عندما فقدت الأمة العربية والإسلامية هويتها وإرادتها الحرة. إذاً النكبة الحقيقية ليست هي نكبة فلسطين الوطن المقدس الموقوف إسلاميا على أجيال الأمة، بل هي نكبة الأمة التي فقدت جزءا لا يتجزأ من ماضيها وحاضرها ومستقبلها بفقدانها فلسطين مسرى نبيها وأرض الملاحم القادمة. ألستم معي يا سادة أن الأمة العربية على الأقل وإن لم نقل الإسلامية أيضا أصيبت بالنكبة عندما تاهت بوصلتها، ونسيت تاريخها، وجهلت حاضرها فضاع مستقبلها. كيف بربكم لأمة تمتد من المحيط إلى الخليج بكل هذا الحشد البشري الغني بالإمكانات والقدرات البشرية، وبهذه الثروات التي لا تنتهي والتي يسيل لها لعاب الأمم الأخرى، كيف لمثل هذه الأمة أن ترتهن لسراب الشرعية الدولية التي هي في الحقيقة شريعة الغاب الأمريكي والأوروبي التي هي في النهاية شريعة صهيوصليبية لإدامة السيطرة على أمتنا ومصادرة قرارها والتهام ثرواتها. هل سمعتم يوما أن الأمة الصينية أو الأمة اليابانية أو الكورية أو حتى الأمة الفيتنامية قد ذكرت يوما ما يسمى بالشرعية الدولية أو عولت عليها لإخراجها من أزمتها أو إنصافها من محتليها أو مساعدتها على الالتحاق بركب الأمم المتقدمة...!! ألم تخلق هذه الأمم واقعها وتمكن أغلبها من الانطلاق سريعا حتى سابقت دول المركز أمريكا وأوروبا في الإمكانات والقدرات بل والثروات..!! إذاً ضاعت فلسطين عندما ضاعت بوصلة الأمة في سوق العبيد الذين امتطوا صهوتها نحو أسواق النخاسة . ولن تعود فلسطين إلا إذا عادت أمتنا العربية والإسلامية لتمسك بزمام قرارها الحر الذي يطفح تاريخا مطرز بالكرامة والسيادة والعزة. لذا رأيتم جميعا كيف أفلح الذي يمكرون لذل الأمة بتحويل القضية الفلسطينية من قضية إسلامية قضية كل مسلم في أنحاء العالم، إلى قضية عربية قومية. ثم قزمها العرب تحت غطاء خلاب براق- القرار الفلسطيني المستقل- وجعلوها قضية فلسطينية بحتة عبر تصدير م.ت.ف التي صنعت بقرار عربي ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. وها هي م.ت.ف التي يقودها أقزام صنعتهم الهزائم يلهثون خلف سراب السلام ودولة الأحلام في جحر ضب يسمى مقاطعة الظلام في رام الله. فهل تعتقدون معي أن الفلسطينيون حتى  لو توحدوا جميعا على قلب رجل واحد لن يستطيعوا تحرير فلسطين ما لم تكن خلفهم وتحيطهم وترعاهم وتحتضنهم أمتنا العربية والإسلامية. لكن هذا لم ولا ولن يعفي الفلسطينيون من القيام بدورهم وواجبهم نحو وطنهم وقضيتهم ليس باستمرار النضال والمقاومة فحسب بل وبالتواصل مع أحرار الأمة وشعوبها لجهة إيقاظهم من غفلتهم ولجهة إعادتهم إلى تاريخهم الحقيقي تاريخ العزة والكرامة والعدالة والسماحة التي بها سدنا العالم. فبأيدينا العارية سنبقى نطرق جدران الخزانات التي يحبسون أنفسهم داخلها، وبدمنا وأشلائنا سنمحو من ذاكرتهم صور الهزيمة والجبن والخور، وبشجاعة أطفالنا وأجيالنا سنأخذ بأيديهم نحو مواقع القيادة من جديد.