خبر : جدل فلسطيني حول شرعية قرار العودة للمفاوضات غير المباشرة

الإثنين 10 مايو 2010 01:05 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جدل فلسطيني حول شرعية قرار العودة للمفاوضات غير المباشرة



رام الله أثار تغيب 7 اعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن اجتماع اللجنة الذي عقد السبت برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبمشاركة اللجنة المركزية لفتح وتقرر فيه العودة للمفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل حالة من الجدل في الساحة الفلسطينية حول قانونية ذلك الاجتماع والقرار الصادر عنه.وعلمت ’القدس العربي’ الاحد بأن الدكتورة حنان عشراوي وحنا عميرة ومحمود اسماعيل وواصل ابو يوسف ورياض الخضري وفاروق القدومي - مقيم في الخارج - لم يحضروا ذلك الاجتماع الذي كان مشتركا بين اعضاء التنفيذية ومركزية فتح برئاسة عباس.وفيما طعن نبيل عمرو عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير في قانونية اجتماع اللجنة التنفيذية الذي اتخذ فيه قرار العودة للمفاوضات بسبب غياب عدد من اعضاء التنفيذية قال الدكتور اسعد عبد الرحمن عضو اللجنة التنفيذية الذي شارك في الاجتماع لـ’القدس العربي’ الاحد ’كان هناك 11 عضوا’من اصل 18 عضوا عدد اعضاء اللجنة التنفيذية.وشدد عبد الرحمن على قانونية اجتماع اللجنة التنفيذية كون اللوائح الداخلية تنص على ان النصاب القانوني يكتمل بحضور النصف زائد واحد، وقال ’10 اعضاء يقيمون النصاب القانوني’.من جهته قال نبيل عمرو احد قادة حركة فتح عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير لـ’القدس العربي’ ’الاجتماع لم يكتمل فيه نصاب اللجنة التنفيذية’ مشددا على ’ان الاجتماع الذي اسفر عن الموافقة على الذهاب الى المفاوضات غير المباشرة لم يكتمل فيه نصاب اللجنة التنفيذية فقد غاب 7 اعضاء عن الاجتماع’.واشار عمرو الى انه جرى تعويض عدم اكتمال النصاب القانوني لعقد اجتماع التنفيذية لاتخاذ قرار العودة للمفاوضات بالتصويت على القرار بمن حضر، واضاف ’جرى تعويض الغياب بتصويت من حضر’، متابعا ’من حيث الشكل هذا عمل غير قانوني ومن حيث المضمون فان اتخاذ قرار على هذا المستوى من الجدية يجب ان يتم من خلال اطار مستكمل الشروط’.من جهته اشار عبد الرحمن الى ان المفاوضات غير المباشرة متواصلة اصلا من خلال الجولات المكوكية التي يقوم بها المبعوث الامريكي جورج ميتشل.واكد عبد الرحمن ان الجبهة الشعبية الفصيل الثاني في منظمة التحرير رفضت قرار العودة للمفاوضات في حين تحفظت الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب على العودة للمفاوضات. وتمنى عبد الرحمن لو كان اجتماع التنفيذية منفصلا عن مركزية فتح والامناء العامين للفصائل الفلسطينية وقال ’ولكن هذا الذي حدث’، وقال عبد الرحمن ان جميع الذين تغيبوا كانوا بمهمات رسمية، ما عدا فاروق القدومي الذي يقيم بالخارج.من جهته اكد حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لـ’القدس العربي’ الاحد بأن اجتماع السبت الذي اخذ فيه قرار العودة للمفاوضات رغم قرار المجلس المركزي للمنظمة عدم العودة للمفاوضات الا بوقف الاستيطان كان اجتماعا سياسيا على حد قوله. واضاف عميرة الذي اكد عدم حضوره اجتماع التنفيذية قائلا ’اعتقد بان هناك نصابا سياسيا كان في الاجتماع’ في اشارة الى انه كان اجتماعا موسعا.من جهته اكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات الاحد ان المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل بدأت. وقال خلال مؤتمر صحافي عقب لقاء المبعوث الامريكي لعملية السلام جورج ميتشل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله ’نستطيع ان نقول ان المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الاسرائيلية بدأت اليوم التاسع من ايار (مايو)’.واشار الى ان المفاوضات ستجري لمدة ’اربعة اشهر’، معبرا عن الامل في ان ’تتجاوب الحكومة الاسرائيلية وان تعطي فرصة لعملية السلام وجهود السناتور ميتشل وادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما’.وقال عريقات ان ’الخطوات ايجابية، والرئيس محمود عباس اكد لميتشل انه سيبذل كل جهد ممكن لانجاح جهوده وان هذه المفاوضات سيتم التركيز فيها على الحدود والامن’. وتابع عريقات ’ليس بيننا وبين الحكومة الاسرائيلية مفاوضات بل ان محادثاتنا مع الجانب الامريكي والسيد ميتشل ونحن من طلب من الادارة الامريكية ان تعلن هي في بيان رسمي مواقفها’. واضاف ان المفاوضات ’ستكون على مستوى الرئيس عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وسيتنقل بينهما ميتشل وفريقه’.وكعادتها استبقت اسرائيل استئناف المفاوضات غير المباشرة مع السلطة الفلسطينية بحملة تسريبات اعلامية متضاربة، وبحسب موقع ’يديعوت احرونوت’ على الانترنت فقد قالت مصادر مسؤولة في ديوان نتنياهو، لمراسل الموقع انّ الدولة العبرية لم تقدم اية تعهدات لاستئناف المفاوضات ولم تُطالب بالقيام بخطوات خاصة. علاوة على ذلك، اوضحت انّها ’لا نعرف حاليا ما هي الضمانات التي تم تقديمها، وننتظر لنسمع ما سيقوله الامريكيون، على اية حال، زادت المصادر عينها، اسرائيل لم تقدم تعهدات من اي نوع ويجري الحديث عن حوار مباشر بين الامريكيين والفلسطينيين.في نفس السياق، نقلت صحيفة ’هآرتس’ في عددها الصادر امس الاحد عن مصدر اسرائيلي رفيع المستوى قوله انّ مسؤولين في الادارة الامريكية ابلغوا السلطة الفلسطينية ان الولايات المتحدة ترى بوجوب الانتقال في اسرع وقت ممكن للمفاوضات المباشرة مع الدولة العبرية، وانّ الرسالة التي سلمتها الادارة الامريكية لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تنص بأن لا تقوم واشنطن بطرح مقترحات تجسير للمواقف او خطة سلام قبل الانتقال للمفاوضات المباشرة وقبل مناقشة الطرفين بشكل جدي للقضايا الجوهرية او قضايا الوضع النهائي.