خبر : حقيقة القاضي الذي زاود علينا اخلاقيا../ يديعوت احرونوت

الأربعاء 05 مايو 2010 11:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حقيقة القاضي الذي زاود علينا اخلاقيا../ يديعوت احرونوت



الماضي الاسود لغولدستونانظروا من يتحدث – غولدستون كان قاضي في الابرتهايد حكم بالاعدام على 28 متهما أسود في جنوب افريقيا قضى بان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب وهاجم الجيش الاسرائيلي الذي زعم أنه خرق حقوق الانسان الاساس. شيء واحد فقط نسيه القاضي ريتشارد غولدستون ان ينظر بامعان في المرآة وان يجري حسابا للنفس قبل أن يسارع الى انتقاد الاخرين. تحقيق خاص أجرته "يديعوت احرونوت" سينشر بكامله بعد غد في ملحق السبت يكشف عن الماضي القاتم لريتشارد غولدستون كقاض في عهد الابرتهايد في جنوب افريقيا. واضع التقرير النقدي عن حملة "رصاص مصبوب" كما يتبين، شارك مشاركة فاعلة في تنفيذ السياسة العنصرية لاحد الانظمة الاكثر وحشية في القرن العشرين. بصفته قاض في محكمة الاستئناف في اثناء الثمانينيات والتسعينيات بعث القاضي غولدستون بعشرات السود الى المشنقة دون رحمة. هذه الوصمة السوداء في ماضيه لم تمنعه من الخروج مرات عديدة ضد عقوبات الموت والانتقاد الحاد للدول التي لا تزال تسمح بالاعدام. ولم يكلف غولدستون نفسه في أي تصريح له بالاعتراف والحديث عن أفعاله هو. من المكتشفات التي بين يدي "يديعوت احرونوت" تبين أن غولدستون حكم على ما لا يقل عن 28 متهما أسود بالموت – معظمهم ممن ادينوا بالقتل واستأنفوا على حكمهم. في تلك الايام بالذات حرص على أن يظهر تأييده لسياسة الاعدام: "عقوبة الموت تعكس مطلب المجتمع في جباية رد على جرائم يراها الناس وعن حق، فظيعة"، كتب غولدستون في احد قراراته، والذي رد فيه التماس أسود ادين بالقتل. في قرار آخر صادق فيه على عقوبة الموت لشاب أسود ادين بقتل صاحب مطعم أبيض اقاله، يصرح القاضي بان المشنقة هي العقاب الوحيد الكفيل بالردع في مثل هذه الحالات: "الغضب هو عامل ذو صلة في فرض عقاب مناسب"، كما قضى القاضي غولدستون. تجدر الاشارة بان البيض – أبناء الطبقة العليا والقامعة – هم الذين طالبوا بجباية الثمن الاقصى من السود ممن كانوا ضالعين في حالات عنف قاسية. الاغلبية السوداء في جنوب افريقيا عارضت بشكل ثابت عقوبات الموت. في 1995 فقط، مع صعود حزب مانديلا الى الحكم جرى تعديل الدستور في جنوب افريقيا والغيت عقوبة الموت. مئات المحكومين من الموت نجوا من المشنقة، وبينهم اولئك الذين بعث بهم غولدستون الى هناك. وحتى عندما حكم على متهمين بجرائم أقل خطورة، أيد غولدستون على مدى كل الطريق السياسة العنصرية لنظام الابرتهايد. ضمن امور اخرى صادق على عقوبة الجلد لاربعة سود اتهموا بالعنف وبرأ ساحة أربعة شرطة اقتحموا منزل امرأة بيضاء للاشتباه بانها تقيم علاقات جنسية مع اسود، وهو فعل كان يعتبر في حينه جريمة خطيرة في جنوب افريقيا. في حالة اخرى حكم غولدستون بعقوبة السجن على شابين أسودين فقط لانهما كانا يحوزان شريطا فيه خطاب لمسؤول كبير في حزب نلسون مانديلا. ويقول غولدستون معقبا على تفاصيل التحقيق الصحفي الذي طرح عليه: "دوما عارضت عقوبة الموت، ولكني كنت جزءا من جهاز كانت فيه عقوبة الموت". كما يدعي بانه كقاض في عهد الابرتهايد كان ملزما بان يحترم قوانين الدولة، وما كان بوسعه أن يجد ما يكفي من الظروف المخففة كي يعفي المتهمين الذين عرضوا عليه من عقوبة الموت. ويدعي غولدستون بانه لم يسبق له أبدا أن ميز ضد متهمين سود وفعل أفضل ما يستطيع كي يعمل بنزاهة وان كان اضطر احيانا الى تنفيذ قوانين كان يعارضها اخلاقيا. وهو يقول: "منذ الازل كنت ملزما بالحفاظ على المساواة وعدم التمييز وكذا على القانون. احيانا كان هذان المبدآن يصطدمان بطرق معقدة للغاية". 5 مايو 2010