مركز وطن للإعلام - عقد منتدى جامعة بيرزيت للمناظرة الحلقة السادسة من مسلسل مناظراته تحت عنوان" احتشام المرأة يمنع التحرش بها" وذلك بإشراف دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية بالجامعة. المناظرة تمحورت حول نقاش احتدم بين فريقين، شمل كل منهما ثلاثة طلبة، تم اختيارهم من بين ستين طالبا تقدموا للمشاركة في المناظرة، ودار النقاش فيها حول مدى قدرة الاحتشام على حماية المرأة من التحرش بها، ودوره في التقليل من دافعية الغريزة لدى الرجال. أعضاء الفريق الذي أبدى تأييده للاحتشام أوضحوا في مداخلاتهم أن العلاقة وثيقة جدا بين عدم احتشام المرأة، وبين تعرضها للتحرش، مؤكدين على ان التربية هي الأصل والأساس لحماية الأنثى من الوقوع في براثن رجلٍ- مريض النفسية- كما وصفه أعضاء الفريق. المؤيدون قالوا أيضا، انه بالرغم ان الاحتشام يقلل نسبة التعرض للتحرش، إلا ان المتحرش هو الذي يتحمل القسط الأكبر من اللوم، ولا بد من سحب الذرائع، وإغلاق كل الأبواب التي تسمح له بالاعتداء على المرأة. كما بين الفريق المؤيد أن الاحتشام لا يقتصر على اللباس، وإنما يتصل بالتصرف والحركات وأسلوب الكلام، وأنه لا يعني فقط المرأة المحجبة، إضافة إلى أنه لا يقف عائقا في طريق حياتها اليومية على أي من الأصعدة، ولا يعيق تطورها وتقدمها في المجتمع . الفريق المعارض، قال إن معارضته تنصب فقط على المقولة ان الاحتشام يمنع المرأة من التحرش، مبينا ان هناك العديد من الاحصائيات التي تدلل على تعرض القاصرات للتحرش، وان الاحتشام مفهوم نسبي يختلف باختلاف الزمان والمكان. الفريق رفض المقولة مبينا أن المعنى يضع على المرأة جزءا من المسؤولية في تعرضها للتحرش، رغم كونها الضحية وأن الداء والدواء بيد المتحرش، الذي اعتبره الفريق مضطربا نفسيا تسول له نفسه التعرض للمرأة، بغض النظر عن شكلها . وأكد الفريق أن الرادع هو العنصر الأساسي في وجه هذه الظاهرة، وأن لباس المرأة المحتشمة يكون في بعض الأحيان أكثر غواية، فهو ينتج صورة تخيلية تحرك الغرائز أكثر من غيرها. وأخيرا طالب الفريق بوضع قوانين وقواعد مجتمعية، تساهم بالحد من ظاهرة التحرش . وفي جو ديمقراطي ساده النقاش البنّاء، والحوار الفاعل، أعلن الدكتور مجدي عرار رئيس دائرة اللغة العربية انتهاء وقت المناظرة، واعلنت لجنة التحكيم، المؤلفة من مدير المركز الإعلامي الحكومي د. غسان الخطيب، ومديرة دائرة القبول والتسجيل في جامعة ابوديس هدى الحجة، واستاذة الفلسفة والدراسات الثقافية في الجامعة هدى العموري، النتيجة، واصفة أجواء المناظرة والنقاش الذي جرى ، بأنها عكست صورة مشرقة عن أصول الاختلاف في الرأي، وسماع الرأي الآخر. يذكر أن منتدى المناظرة في جامعة بيرزيت، هو منتدى طلابي بدأ نشاطه قبل ثلاث سنوات بمشاركة لجنة استشارية من دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية بهدف إثراء جو الديمقراطية في ساحة الجامعة بين الطلاب لإظهار أهمية الحوار العقلاني في طرح المنطق، وتعد هذه المناظرة السادسة على التوالي منذ بداية المنتدى .