غزة / سما / تجد أسر غزية نفسها أسيرة الجغرافيا في مناطق القطاع الشمالية، التي تتاخم الاراضي المحتلة 1948 التي تستهدفها إسرائيل خلال اجتياحاتها المتكررة، فضلا عن العيش تحت تهديد سقوط صواريخ المقاومة محلية الصنع. وقال غزيون، ان عددا كبيرا من هذه الصواريخ سقط على مناطقهم وأودت بحياة عدد من المواطنين. وأوضح الصحافي محمد سالم من بلدة بيت حانون الحدودية، ان "قدرنا أن نقع بين مطرقة قذائف الاحتلال وسندان الصواريخ المحلية الصنع التي تطلقها المقاومة على أهداف إسرائيلية، فان نجونا من قذائف الأولى أصابتنا صواريخ الثانية التي تخطئ في كثير من الأحيان أهدافها وتسقط فوق رؤوسنا". وكان الشاب إبراهيم سليمان الملالحة(18 عاما) توفي ليلة أول من أمس اثر إصابته بشظايا صاروخ فلسطيني محلي الصنع، وأصيب آخران في منطقة المواصي غير الحدودية غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأشار سالم إلى أن أربعة فلسطينيين من بينهم طفل أصيبوا في السادس من الشهر الماضي، بجروح خطيرة ، اضافة الى تضرر منزلين سكنيين اثر سقوط صاروخ محلي الصنع في منطقة شرق بلدة بيت حانون. وأكد أن سكان المناطق الحدودية تنتابهم مشاعر القلق والخوف بمجرد سماعهم ازيز الصواريخ المحلية، وهي تنطلق في سماء مناطق سكناهم حيث يستعدون فور سماع هذا الصوت لاستقبال هدير دبابات الاحتلال وانفجارات قذائفها. وقال سالم، انه ليس هناك من يجرؤ من المقيمين في المناطق الحدودية على مخاطبة مطلقي الصواريخ ومطالبتهم الامتناع عن استخدام اراضيهم لاطلاق الصواريخ المحلية، خشية رد فعل عناصر المقاومة الذين لا يأخذون بحسبه بخطورة الضرر الواقع على سكان هذه المناطق. واضاف موضحا "المهم ان يطلقوا الصواريخ فإن أصابت هدفها أعلنوا مسؤوليتهم عنها، وإن اخطات الهدف وأصابت فلسطينيين الكل يتنصل وينفي مسؤوليته". وأوضح سالم أن عددا من أقاربه أصيب بشظايا تلك الصواريخ المحلية مؤكدا أن كافة سكان المناطق الحدودية يتجنبون الجلوس في شرفات وحدائق منازلهم، خصوصا خلال الفترات التي تشهد توترا عسكريا. واعتبر فلسطينيون مقيمون في المناطق الحدودية أن عدم اعتراف أيٍ من فصائل المقاومة بسقوط مثل هذه الصواريخ على منازل المواطنين، سواء تسببت بمقتل سكانها، أو إصابة أيٍ منهم، وذلك خوفاً من تحمل تبِعاتها، من دفع الدية، أو مصاريف العلاج، أو الإنفاق المادي عليهم في حالة التسبب لهم بضرر صحي، يعد استهتارا بأرواح المدنيين. من جهته اعتبر الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي "أن سكان المناطق الحدودية يتعرضون لمعاناة مزدوجة اولا بسبب الحصار المفروض والخسائر التي لحقت بأراضيهم، اثر الاجتياحات المتكررة التي تقوم بها قوات الاحتلال في تلك المناطق إضافة إلى الآثار الكارثية المترتبة على الحزام الأمني المضروب من قبل الاحتلال على تلك المناطق، وثانيا جراء معاناتهم من الصواريخ المحلية التي يسقط بعضها في مناطق سكناهم ". وأكد عبد العاطي ضرورة أن تتخذ الجهات الفلسطينية المسؤولة التدابير الضرورية لحماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم في تلك المناطق، مشددا على أن فصائل المقاومة مطالبة بالقيام بواجباتها تجاه حماية المدنيين وعدم تعريض حياتهم للخطر. وكانت مؤسسات حقوقية عاملة في غزة حذرت غير مرة من خطورة سقوط الصواريخ المحلية على المناطق الحدودية المأهولة بالسكان، مشددة على أن حماية أرواح المدنيين تشكل واجبات والتزامات قانونية تقع على عاتق السلطات الرسمية والمجموعات المسلحة بموجب القانون الدولي الإنساني. وأكدت المؤسسات ذاتها أن سقوط مثل هذه الصواريخ على أحياء سكنية فلسطينية، أدى إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة في صفوف المواطنين، كما ألحق أضرارا مادية فادحة بعدد كبير من المنازل.الغد الاردنية