خبر : المهدد الوطني/هآرتس

الأربعاء 21 أبريل 2010 11:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المهدد الوطني/هآرتس



 ما المعنى الذي وجده رئيس الدولة شمعون بيرس في أن يذكر ايران عشية يوم الذكرى بقدرات اسرائيل وان يحذرها من تجاهلها؟ كان يخيل للحظة أن رئيس اسرائيل قرر التنافس مع رئيس ايران على ذات النوع من الخطابية الخطيرة التي هي اختصاص محمود احمدي نجاد. ولكن عندما يهدد رئيس اسرائيلي، او يحذر على الاقل، فان لهذا التحذير معان بالغة الاثار، ربما اكثر من تهديدات وتحذيرات احمدي نجاد.  تهديد اسرائيلي على ايران بـ "قدرات" اسرائيل يؤكد مرة اخرى ما تمتنع اسرائيل عن الاعلان عنه على الملأ: الطاقة الذرية الكامنة المنسوبة اليها وامكانية استخدامها. تهديد كهذا يضع اسرائيل مرة اخرى في رأس حربة الصراع ضد ايران ويعرض هذا الصراع كنزاع ثنائي بين اسرائيل وايران. كل هذا بعد أن اصبحت ايران، بجهد عظيم، بؤرة صراع عالمي. والاخطر من ذلك هو أنه عندما تتجند الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة في حملة لفرض عقوبات جديدة على ايران، فان من شأن التهديد العسكري الاسرائيلي – على لسان الرئيس، او على لسان أي مسؤول كبير آخر – ان يقلب الامور رأسا على عقب: بدلا من التجند ضد ايران، ممارسة ضغط دولي "لتهدئة اسرائيل" وعرض اسرائيل كمسبب للحرب التالية في الشرق الاوسط. ايران لا تحتاج الى تذكير بقدرات اسرائيل، بالضبط مثلما اسرائيل ليست عمياء امام الترسانة التي توجد في يد ايران. عندما ترسم ايران خريطة التهديدات ضدها فانها تربط اسرائيل والولايات المتحدة كتهديد واحد، وقدرات امريكا الهجومية وكأنها جزء لا يتجزأ من قدرات اسرائيل. هذا الفهم الاستراتيجي يجب ان يوجه خطى اسرائيل ايضا عندما تفحص حجم قوتها. على القوة المتداخلة هذه مفروض قيد التنسيق الملزم بين اسرائيل والولايات المتحدة، حتى وان بدا هذا التنسيق ثقيلا على محبي الضغط الرشيق على الزناد في اسرائيل. التباهي بالقدرة على ضرب ايران، مثلما فعل الرئيس، يتضارب وهذه الاستراتيجية الحكيمة، وبالتالي يمس بالمصالح الوطنية لاسرائيل. كان يجمل ببيرس لو أنه اكتفى بوصف يوم الذكرى كيوم ينبغي أن يضيء رعب الحروب، بدلا من أن يلمح بحرب اخرى.