خبر : الطيب عبد الرحيم:حكومة إسرائيل ترى أن الاستيطان أهم من السلام

الثلاثاء 20 أبريل 2010 02:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
الطيب عبد الرحيم:حكومة إسرائيل ترى أن الاستيطان أهم من السلام



رام الله / سما / قال أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، إن حكومة إسرائيل اليمينية ترى أن الاستيطان أهم من السلام، وترفض حل الدولتين بشكل واضح على الأرض.وأضاف خلال استقباله وفدا من جمعية التضامن الفرنسية-الفلسطينية، برئاسة جون كلود لافور عضو الشرف في البرلمان الفرنسي بمقر الرئاسة في مدينة رام الله اليوم،، بحضور مستشار السيد الرئيس د. صبري صيدم، إن إسرائيل جربت كل أشكال القمع على الشعب الفلسطيني، ولكن كل أساليبها لم تفلح في فرض الاستسلام والخضوع والخنوع على شعبنا.وتابع أمين عام الرئاسة: ’إن الولايات المتحدة ودول أوروبية فاعلة قد أصبحت على قناعه أن إقامة الدولة الفلسطينية هي المدخل الرئيس لإحلال السلام في المنطقة والعالم، وأن الجدار والاستيطان لن يجلبا الأمن والاستقرار لإسرائيل.’وقدم عبد الرحيم، شرحا وافيا حول الإبعاد الخطيرة التي يفرضها جدار الفصل العنصري على الأرض الفلسطينية، خاصة أنه يحول دون إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا.وأشار، إلى أن هذا الجدار البغيض، يعتبر آخر مظاهر  التفرقة العنصرية، والكراهية البغيضة بين الشعوب، والتي لن تجلب الأمن والاستقرار للمنطقة.وتطرق أمين عام الرئاسة، إلى القرار الإسرائيلي العنصري، القاضي بترحيل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني من أماكن سكنهم، قائلا، إن القيادة الفلسطينية لن تدخر جهدا في التوجه إلى المجتمع الدولي، لمنع تنفيذ هذا القرار العنصري الخطير على مستقبل كافة أبناء الشعب الفلسطيني.وأضاف، أن إسرائيل بقرارها هذا، تسعى إلى تفكيك النسيج الاجتماعي الفلسطيني، من خلال التفريق بين الأم وأبناءها، والأب وعائلته، وتلغي بذلك كل الاتفاقيات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية، بما فيها اتفاقية أوسلو وتعيد السلطة والولاية على الضفة الغربية للسلطات العسكرية.وتابع عبد الرحيم حديثه قائلا، إن قوى السلام في إسرائيل رفضت هذا القرار باعتباره يمثل سياسة ’الترانسفير’ والتهجير القسري، كذلك هناك العديد من الكتاب والصحفيين الإسرائيليين الذين هاجموا هذا القرار، وحذروا من خطورته لأنه يهدد عملية السلام برمتها.وأوضح، أن المعلومات الأولية تقول أن حواجز الاحتلال المنتشرة في كافة إرجاء الضفة الغربية، بدأت في تنفيذ هذا القرار بخطوات تمهيدية بالبحث عن المواطنين الفلسطينيين المستهدفين بالقرار العسكري الجائر، خاصة أبناء قطاع غزة وأصحاب الهويات المقدسية وغيرهم.وقال أمين عام الرئاسة: ’نحن نعلم أن السيد ميتشل سيأتي إلى المنطقة ولكننا لا نعلم ماذا في جعبته، وأن القيادة الفلسطينية جاهزة للدخول في المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، فورا في حال أوقفت الحكومة الإسرائيلية الاستيطان، فلا مفاوضات مع استمرار الاستيطان بما في ذلك القدس الشرقية. وقال، إنه بلا شك أن جميع ممارسات الحكومة اليمينية الإسرائيلية تهدف إلى تدمير مشروع الدولتين، الذي أقرته قرارات الشرعية الدولية، والآن هناك فرصة لإقامة سلام شامل ودائم ليس فقط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإنما سلام مع 58 دولة عربية وإسلامية، إذا قبلت إسرائيل بالمبادرة العربية للسلام التي أكدها مؤتمر القمة العربية الأخير مرة أخرى.وأضاف، أن السيد الرئيس أصر على إبقاء مبادرة السلام العربية على الطاولة، رغم مطالبة أطراف إقليمية للجامعة العربية بسحبها، مما يؤكد جدية الموقف الفلسطيني في المضي بعملية السلام.وأشار أمين عام الرئاسة، إلى التغيرات التي تشهدها السياسة الأميركية، قائلا: ’إن هناك تطورات في المواقف الأميركية استمعنا لها من قبل الرئيس الأميركي اوباما ونائبه السيد بايدن ووزيرة الخارجية كلينتون والمبعوث الخاص السيد ميتشيل، الذين أكدوا جميعا على أن حل القضية الفلسطينية هو مصلحة وطنية أميركية ومدخلا لوقف العنف في المنطقة.وأضاف، نعتبر هذا تقدما في الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية، لا بد من المحافظة عليه وتطويره، مشيرا إلى مواقف وخطابات الرئيس الأميركي اوباما  وتصريحات المسؤولين في الإدارة والقادة العسكريين والتي شددوا فيها بأن حل القضية الفلسطينية هي أولوية بالنظر إلى أن حلها سيساهم بشكل كبير في إعادة الجنود الأميركيين سالمين إلى بلدهم’ ووقف التطرف الأعمى.وقال عبد الرحيم، ’إنه في نهاية ولاية الرئيس بوش، اتفقنا مع وزيرة الخارجية كونداليزا رايس على حدود الدولة الفلسطينية، والتي ضمت الضفة الغربية بما فيها القدس، والبحر الميت، ونهر الأردن، والمناطق الحرام، وقطاع غزة، لكن الحكومة الإسرائيلية يومها بقيادة اولمرت قامت بشن حرب على قطاع غزة وأسقطت بحجج الفساد، ثم جاء اجتماع اللجنة الرباعية الأخير في موسكو ليؤكد ما اتفقنا عليه.وأضاف، أن أعضاء اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي، أشادوا بجهودنا في تحقيق الأمن، الذي هو مصلحة فلسطينية بالمقام الأول، لكن الجانب الإسرائيلي يحاول جرنا إلى مربع العنف ليقول أننا لا ننفذ التزاماتنا في خطة خارطة الطريق ليتهرب من تنفيذ ما هو مطلوب منه.وتابع عبد الرحيم قائلا، إن الجانب الفلسطيني متمسك بخيار المقاومة السلمية ضد كل أشكال الاحتلال، بما فيها الاستيطان وجدار الفصل العنصري، وهو حق مشروع كفلته كل الأعراف والمواثيق الدولية.وجدد أمين عام الرئاسة، الترحيب بالوفد التضامني الفرنسي، قائلا، باسم السيد الرئيس نرحب بكم في مقر الرئاسة، ناقلا تحيات سيادته والقيادة الفلسطينية، إلى الوفد التضامني على ما يقوم به من تضحيات في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني.وأضاف، أنه بلا شك أن تضامنكم مع أبناء شعبنا ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري، يرفع من معنوياتنا، ويعمق البعد الإنساني لقضيتنا العادلة والمشروعة.وأوضح عبد الرحيم، أن كثيرا من المتضامنين الأجانب والإسرائيليين، تعرضوا للقمع والتنكيل على يد قوات الاحتلال، وهذا يدل على مدى قبح الاحتلال في مواجهة المقاومة الشعبية السلمية.وأعرب أمين عام الرئاسة، عن أمل القيادة والشعب الفلسطيني، بمواصلة هذا الدعم من الوفود التضامنية، واستمرارها حتى نيل شعبنا حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.وقال، من قلعة صمود ياسر عرفات، نبعث برسالة إلى جميع المتضامنين الأجانب مع قضيتنا العادلة، وهي أن وجودكم بيننا يرفع من معنوياتنا، وطالب ببذل المزيد من الجهد مع مؤسسات حقوق الإنسان على كافة المستويات.وأضاف عبد الرحيم، أن هناك قرار محكمة العدل الدولية بخصوص جدار الفصل العنصري، ونحن نحتاج الى صوتكم المؤثر لدى دول العالم في هذا المجال.ولفت، إلى المعاناة التي يعيشها أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، ومنهم القصر ومن قضوا أكثر من 33 عاما في سجون الاحتلال. بدوره أعرب عضو شرف البرلمان الفرنسي جون كلود لافور، عن تضامن الشعب الفرنسي القوي مع آمال ونضال الشعب الفلسطيني.وقال، جئنا لنشارككم بمناسبة الذكرى الخامسة لانعقاد مؤتمر بلعين الدولي للمقاومة الشعبية، الذي يعبر عن المثال الحي للمقاومة الشعبية السلمية.وأضاف، أن حقوق الإنسان في فلسطين مضطهدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني الذي يعيش في إسرائيل يعاني هو أيضا من التفرقة العنصرية الإسرائيلية.وأشار لافور، إلى الموقف الايجابي للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي طالبت ممثلة سياسته العليا السيدة اشتون، بسحب مشروع قرار رفع مستوى العلاقات الأوروبية مع إسرائيل.ووعد ببذل كل الجهود من اجل إيصال معاناة الشعب الفلسطيني نتيجة الاستيطان وجدار الفصل العنصري والاعتقالات والاغتيالات إلى كل المستويات .وقد اعتذر رئيس الوفد عن عدم حضور شخصيات أخرى وهامة بسبب إقفال المطارات في أوروبا نتيجة بركان أيسلندا .هذا وقد ضم الوفد حوالي أربعين ناشطا فرنسيا يمثلون مختلف مؤسسات حقوق الإنسان.ثم وضع اعضاء الوفد اكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات.