خبر : حماس وحزب الله في جامعة تل أبيب../معاريف

الخميس 15 أبريل 2010 11:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حماس وحزب الله في جامعة تل أبيب../معاريف



 في كلية القانون في جامعة تل أبيب يعقد اليوم مؤتمرا تحت عنوان "أصوات من غزة" من ممثلي اليسار الراديكالي. وهذا سيكون على نمط مؤتمر الفيديو. بعض من المتحدثين معروفون كمدافعين عن حماس وحزب الله في الولايات المتحدة، وبعضهم سيظهر بالبث الحي والمباشر من غزة.  مدير المؤتمر من الجانب الاسرائيلي هو البروفيسور اوري هدار الذي يوقع تقريبا على كل عريضة لليسار الراديكالي بما في ذلك التضامن مع عزمي بشارة وتالي فحيما وتأييد رافضي الخدمة. وعلمت "معاريف" بان محافل عديدة في القمة الاكاديمية للجامعة غاضبة من المؤتمر، ولكنها تخشى الاعراب عن الرأي علنا.  مؤخرا دار في مجلس الامناء جدال عسير حول مكان محاضرين يؤيدون مقاطعة الجامعة. مؤتمرات ذات طابع مشابه أدت في الماضي الى ردود فعل غاضبة في اوساط المتبرعين. هذه المرة يبدو أن الحديث يدور عن تجاوز خط أحمر لانه خلافا للمؤتمرات السابقة فان المؤتمر الحالي يجري خصيصا لمتحدثين من اليسار الراديكالي. من الجانب الامريكي ستدير المؤتمر سارة روي من جامعة هارفرد. واصبحت روي الناطقة الاكثر نجاعة للخيال عن حماس برغماتية ومعتدلة. وهي تدعي، كما هو متوقع، بان اسرائيل مسؤولة عن الازمة في غزة، في ظل الميل لتجاهل رفض حماس قبول شروط الرباعية – الامر الذي كان سيرفع الحصار – وفي ظل التجاهل للطابع اللاسامي لحماس.  ما كان يمكن لحماس ان تحلم بناطقة أفضل: يهودية، ابنة لابوين ناجيين من الكارثة، تعلم في جامعة هارفرد الاعتبارية. غير أنه في الاكاديمية ايضا لم يعد ممكنا اخفاء الطابع السياسي، غير الاكاديمي، للناطقة بلسان حماس. جامعة تافت رفضت نشر مقال لها عقب كونه احادي الجانب. في ذاك المقال حاولت دحض كتاب أكاديمي طرح حججا معاكسة.  مشارك آخر من الجانب الامريكي هو اوغسطوس ريتشارد نورتون، كل ما تفعله سارة روي لحماس يفعله نورتون لحزب الله. وقد نشرا مقالا مشتركا يشرح لنا بان حماس في واقع الامر تقترح تسوية سلمية وانه يجب الحديث معها. وسيكون هناك ايضا شخص آخر، روبرت بلتشر، الذي اراؤه لا تختلف كثيرا عن المدافعين الاخرين عن الجهاد. منظمات الجهاد هذه، كما يتبين ليست ما اعتقدنا. ارهاب؟ قتل؟ قمع نساء؟ ما القصة. الجهاد لا يحتاج الى علاقات عامة، عندما يجلس في جامعة امريكية اكاديميون كاولئك. فهم يقومون بالعمل على نحو ممتاز. وهكذا سيجتمعون، مؤيد الرفض للخدمة وعزمي بشارة من الجانب الاسرائيلي، مع اعتذاريين من منظمات الارهاب من الجانب الامريكي ورجال غزة، كي يعرضوا شهادات ميدانية عن جرائم الحرب الاسرائيلية.  لقد سبق أن كانت مؤتمرات سياسية عديدة في جامعات اسرائيلية، بغطاء اكاديمي. غير أنه يبدو ان المؤتمر اليوم، برعاية دائرة الفلسفة، مركز منيرفا والمعهد الاسرائيلي للشعر والبيان – يحطم ارقاما قياسية قديمة. محافل عديدة في قيادة الجامعة، كما اسلفنا، غاضبة من انعقاد المؤتمر، ولكن يخيل بان التخوف من الانتقاد الداخلي العلني يؤدي الى نتيجة معاكسة. في نظر متبرعين كثيرين تتخذ الجامعة صورة معقل رجال اليسار الراديكالي، رغم أن الحديث يدور عن اقلية.  اضافة الى ذلك، فان المشكلة ليست في انعقاد مؤتمرات من هذا النوع، مع اشخاص ذوي اراء راديكالية. المشكلة هي في أنه لا يوجد احتمال في أن يكون مؤتمر آخر ذو طابع معاكس، بعلاقة سياسية داخلية أو خارجية، لرجال اكاديميين يتماثلون مع اليمين المتطرف. بحيث أن الادعاءات بـ "الحرية الاكاديمية" تبدو مزدوجة المعايير بعض الشيء، حيث أن هذه "الحرية" توجد بأسرها بيد طرف واحد. وتوجهت "معاريف" الى جامعة تل ابيب بسؤالها: "هل اصبحت الجامعة منصة دعاية لحماس؟ الا توجد اراء اخرى جديرة بان تسمع في مؤتمر كهذا؟ هل عقد في الجامعة مؤتمر تحت عنوان "اصوات من سديروت" لرجال يتماثلون مع اليمين المتطرف؟". وجاء من الجامعة بان "مركز مينرفا" لحقوق الانسان، المعهد الاسرائيلي للشعر والبيان ودائرة الفلسفة في جامعة تل أبيب تجري مناسبات مشتركة يبث فيه بالبث الحي والمباشر مؤتمر فيديو تنظمه جامعة هارفرد و MIT . وفي البث تجرى مقابلات مع ثلاثة اشخاص مهنيين من غزة من مجال الاقتصاد، الصحة النفسية والمجتمع المدني سيعرضون صورة عن وضع سكان غزة من زاوية نظرهم. بعد المقابلة سيجري بحث مفتوح بين جمهور الباحثين الاسرائيليين الذين سيجتمعون في القاعة. ومثلما في سياقات اخرى تحرص جامعة تل أبيب على الاستقلالية والحرية الاكاديمية للباحثين العاملين في اطارها".