غزة / سما / نفى القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين" خالد البطش وجود مطالب من قبل قيادات الأجهزة الأمنية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوقف أعمال "المقاومة" ضد إسرائيل، سواء عبر إطلاق الصواريخ أو غيرها من الوسائل. وعقد مؤخرا اجتماع بين قيادات من الجهاد الإسلامي وقيادات الأجهزة الامنية التابعة لحكومة حماس بالقطاع على إثر احتجاز الأخيرة أربعة من عناصر "سرايا القدس"، الجناح المسلح للجهاد. وطبقا لبيان "سرايا القدس" الصادر أول أمس الاثنين، كانت عناصرها التي احتجزتها أجهزة أمن "حماس" تحاول القيام بعملية جهادية نوعية ضد إسرائيل. وقال البطش: "لم يطلب منا أحد ذلك ونحن لن نقبله من أحد بالأساس ، فنحن نرى أن إسرائيل كدولة احتلال هي المسؤولة عما يجرى في غزة، ولذا فإذا قامت بأي عدوان أو اجتياح أو تدخل هناك، فسنقف لها بالمرصاد والأحداث تبرهن ذلك". ونفى البطش ما يتردد عن محاولة الجهاد الإسلامي إخفاء التوتر بينها وبين حركة "حماس"، مشددا القول: "حركة الجهاد لا ترغب في أن تكون رقما إضافيا في ملف الانقسام الداخلي الفلسطيني بل هي معنية بإنهائه، وهى لا تخفي الخلافات ولكن تضعها في إطارها الصحيح وتحاول حلها بما يتجاوب ويتناسب مع المصلحة الوطنية العليا". وأضاف: "ليس من مصلحة الوطن أن تتفاقم الأوضاع وتنفلت الأمور بين حماس والجهاد بل المطلوب أن يكون هناك تنسيق وتفاهم وأن تكون هناك علاقات تفاهم وطنية بين كل الفصائل الفلسطينية". وفي معرض رده على سؤال حول اتفاق الجهاد مع "حماس" في تحميل السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" مسؤولية القرار الإسرائيلي بطرد آلاف الفلسطينيين من الضفة ، قال البطش :"أحمل إسرائيل المسؤولية مباشرة، وليس غيرها، فهي العدو وهى المسؤولة عن كل قراراتها، فهي التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين". وتابع: "العدو بالطبع يستفيد من الانقسام بين فتح وحماس ويستفيد أيضا من الصمت العربي الإسلامي، فالتقاعس الواضح من العرب والانقسام والوضع الفلسطيني السىء هو من جرأ إسرائيل على تقسيم القدس ومحاولة تهويدها وهو ما يشجعها الآن على اتخاذ قرار بطرد الفلسطينيين من الضفة". من جانبه ، وصف الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية المقالة بقطاع غزة، إيهاب الغصين، الخلاف الذي نشب بين أجهزة الأمن التابعة لـ"حماس" وحركة الجهاد الإسلامي بأنه "سوء فهم تسرع الأخوة في الجهاد بالإعلان عنه". وقال الغصين: "حقيقة ما حدث أنه كان هناك سوء فهم لوجود هؤلاء الشباب في أحد الأماكن الحدودية حيث ظنت أجهزة الأمن أنهم يقومون بأعمال تخريب لأعمال المقاومة الفلسطينية أي أنها ظنت أنهم عملاء أو تدخلوا لإفشال بعض المتفجرات الموجودة وغيرها". وتابع: "ثم قامت القوى الأمنية بالاستفسار منهم عن سبب تواجدهم بهذا المكان وخلال الاستفسار قام أحد أفراد هذه المجموعة بالتعدي على أحد أفراد الشرطة، فقامت أجهزة الأمن بتحويلهم لجهاز الأمن الداخلي المعنى بالأمور الأمنية وبعد معرفة حقيقيتهم وانهم يتبعون أحد فصائل المقاومة، تم تحويل الموضوع كقضية جنائية نتيجة اعتداء أحدهم على أحد أفراد الشرطة، ولكن الأخوة في الجهاد تسرعوا وأصدروا بيانهم بالرغم من أنه تم في نفس اليوم الجلوس مع الإخوة في الجهاد وحل الموضوع". ونفى الغصين ما ذكره بيان "سرايا القدس" عن إقدام جهاز الأمن الداخلي على احتجاز المجاهدين لمدة تزيد عن أربع ساعات في أحد المقار الأمنية التي تقوم أجهزة "حماس" بإخلائها خوفا من تعرضها لعمليات قصف إسرائيلية واتخاذ عناصر الأمن لأماكن آمنة وما يعنى هذا من تعريض حياة المجاهدين للخطر". وقال: "هذا الكلام غير دقيق.. فكيف أحتجز أشخاصا في مكان وأتواجد كعناصر أمن في مكان آخر، كما أن ما حدث كله لم يستغرق سوى ساعة واحدة وحدث معظمه في الميدان، ثم تم نقل المجموعة لجهاز الأمن الداخلي لتسجيل واقعة الاعتداء كقضية جنائية، وهذه الفترة لا توجد بها أي إخلاءات تماما". وردا على سؤال بشأن قيام قيادات أجهزة الأمن بمطالبة المسلحين الذين تم احتجازهم أو قيادات الجهاد وقف الأعمال المسلحة ضد إسرائيل، أجاب الغصين بالقول :"هذا ليس عملنا هذا عمل الفصائل الفلسطينية مع بعضها البعض وهناك توافقات فلسطينية ونحن بدورنا نقوم باستلام ما يتم الاتفاق عليه وتنفيذه، ولكن الموضوع الأساسي بالنسبة لنا هو التأكيد على حق المقاومة".