القدس المحتلة / سما / تُشير التحذيرات التي أطلقتها هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية للإسرائيليين من السفر إلى سيناء، إلى أنه وصل إليهم معلومات مؤكدة وموثوقة تدلل على خطر فعلي موجود. ويرى المحلل السياسي في صحيفة يديعوت "يرون بن يشاي" أن القضية لا تحتاج لخبير في شئون المخابرات لفهم نية التنظيمات المعادية لإسرائيل، خطف إسرائيليين أو القيام بعملية "تخريبية" في سيناء خلال ساعات أو أيام معدودة، خاصة وأن الهدف هو المستجمين الإسرائيليين. وأشار إلى أنه ليس من الصعب التخمين حول من يقف وراء هذه الأشياء، مبينا أن أكثر من 20 منظمة "إرهابية" تعمل في سيناء وأن الكثير منها مرتبط بالجهاد العالمي والقاعدة، وأُخرى ذات مستوى محلي تعمل في أمور التهريب. ويرى المحلل السياسي أن الهدف الأساسي لتلك المجموعات هو التسبب للسلطات المصرية بالعجز وبأضرار اقتصادية كبيرة، وخاصة للسياحة، زاعما أن تلك التنظيمات تحاول القيام وبكل قوتها بعملية كبيرة يكون ضحاياها من السياح الغربيين وخاصة من إسرائيل. ولفت إلى أن مجموعات المهربين –ومعظمهم من بدو سيناء-، يتواجهون وبشكل مستمر مع أجهزة الأمن المصرية، والتي تحاول منعهم من إدخال أسلحة إلى قطاع غزة والمخدرات والمهاجرين الراغبين في العمل داخل إسرائيل. ورأى أنه وبجانب عمليات المهربين، تُضاف مصلحة قوية وجوهرية من جانب حزب الله وحماس لخطف إسرائيليين، حيث أن حزب الله يبذل جهود كبيرة منذ عامين للانتقام بعد مقتل قائده العسكري عماد مغنية، بينما حماس من ناحيتها تفقد الأمل من نجاح فرض شروطها على إسرائيل في صفقة شاليط. ويعتقد المحلل بأن حماس ترى في إمكانية اختطاف إسرائيلي آخر، يعطيها الفرصة لإضافة أوراق ضغط أخرى على إسرائيل بشأن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. وتُعتبر منطقة شبه جزيرة سيناء حلبة مُثلى لحزب الله وحماس، خاصة وأنها موقع استجمام مفضل وبشكل كبير جدا للإسرائيليين، بالإضافة إلى أن الكثير من السكان البدو مستعدون للتعاون مع تلك الخلايا مقابل مبالغ مالية. وتُوفِّر المنطقة الجبلية في سيناء لتلك العناصر، تشكيلة واسعة من الأماكن الخفية، التي يمكن من خلالها التوجُّه إلى أنفاق محور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة، وعلى طول حدود البحر الأبيض المتوسط شمال سيناء، حيث يكون من السهل الوصول إلى قارب يحمل الخاطفين إلى حزب الله في لبنان. وأوضح "بن يشاي" أن هناك سببا إضافيا يجعل من سيناء المنطقة المفضلة للقيام بالأعمال "الإرهابية"، وهو رغبة حزب الله وحماس في القيام بعمليات انتقامية، لكي لا يكون الرد الإسرائيلي ضارا على السكان المتواجدين تحت سيطرتهم، وأن العملية تمت خارج أراضيهما. وقال: "حزب الله لا يريد أن يتهمه اللبنانيون بإشعال المنطقة، والتي من الممكن أن تتسبب في تدمير كبير للدولة، وكذلك حماس التي لا تريد تكرار سيناريو آخر لعملية الرصاص المسكوب". وزعم أن المستوى القيادي لتلك المنظمات، يُقدِّر بأن إسرائيل ستستصعب في جمع رأي دولي لعملية عسكرية كبيرة على أراضي لبنان أو قطاع غزة، كرد على خطف أو قتل إسرائيليين على الأراضي المصرية، وعلى بُعد جغرافي من حدودهم.