ازمة حادة بين اسرائيل وسوريا في اعقاب نقل صواريخ سكاد سورية الى حزب الله – هذا ما افادت به صحيفة "الرأي" الكويتية. وتفيد الصحيفة أيضا بأن اسرائيل هددت بمهاجمة أهداف في سوريا وفي لبنان الامر الذي من شأنه أن يشعل نار حرب شاملة اذا لم تحل الأزمة. الادارة الامريكية، التي حاولت منع نقل الصواريخ، تعمل الان على تعطيل الأزمة. بداية القصة، حسب التقرير في الصحيفة الكويتية، فمنذ صيف العام الماضي اكتشفت اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ومحافل غربية بأن سوريا تدرب رجال حزب الله على استخدام وسائل قتالية سورية، بما فيها صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ سكاد. ويدور الحديث عن انواع مختلفة من صواريخ سكاد لمسافات متوسطة وبعيدة، تغطي معظم اراضي اسرائيل. في اعقاب الكشف نقلت اسرائيل رسالة غير مباشرة الى سوريا بواسطة تركيا وقطر: اذا ما اجتازت هذه الصواريخ الحدود من سوريا الى لبنان فوصلت الى رجال حزب الله، فان اسرائيل ستقصف اهدافا في سوريا وفي لبنان. واخذ السوريون التهديد الاسرائيلي على محمل الجد، وامتنعوا عن نقل صواريخ سكاد الى حزب الله. ولكن في الزمن الاخير طرأ تغيير على السياسة في دمشق ونقلت الصواريخ الى لبنان. وحسب التقرير، غضبت اسرائيل وفكرت في امكانية مهاجمة القافلة وهي في طريقها الى لبنان، ولكنها في النهاية اختارت القناة الدبلوماسية. ووضعت الولايات المتحدة في الصورة في أنه اذا لم تجد واشنطن حلا، فستضطر اسرائيل الى العمل. في اعقاب ذلك دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى وطلبت منه اطلاع دمشق على مدى الخطر الذي في الوضع الراهن. واشارت كلينتون الى ان الادارة الامريكية معنية بحل الازمة بالطرق السلمية ومنع امكانية اندلاع حرب. كما افادت الصحيفة بأن السيناتور جون كيري سافر الى دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الاسد للبحث في الموضوع. ولم يبلغ كيري برد فعل الاسد، الا ان محافل في محيطه اشارت الى ان الاسد ينفي التقارير. ومع ذلك، فان النفي السوري لم يقنع واشنطن التي تؤمن بأن سوريا بالفعل نقلت صواريخ سكاد الى حزب الله. ورفضت محافل اسرائيلية التعقيب على ما نشر في الصحيفة الكويتية بدعوى انه لم يتأكد بعد. يحرسون النووي حسب تقارير مختلفة، نجحت منظمة حزب الله في مضاعفة بثلاث اضعاف ترسانة الصواريخ التي في حوزتها والوصول الى نحو 30 الف صاروخ من أنواع مختلفة. في حوزة حزب الله صواريخ قادرة على أن تضرب غوش دان بل وجنوبها. فرضية العمل في جهاز الامن في اسرائيل هي أن الايرانيين قد يفعلوا حزب الله وحماس من غزة لاطلاق صواريخ من انواع مختلفة الى الاراضي الاسرائيلية لاجتذاب الانتباه العالمي وجعل الامر صعبا على اسرائيل تهديد المشروع النووي الايراني. نظام حافظ الاسد، والد بشار، قرر في السبعينيات تغيير الاستراتيجية العسكرية السورية في التوتر مع اسرائيل وأمر بهجر شراء الطائرات والسفن والتزود المتسارع بمنظومات الدفاع الجوي وصواريخ ارض – ارض من انتاج الاتحاد السوفييتي والتي يمكنها أن تحمل رؤوسا حربية بمواد متفجرة، رؤوسا بيولوجية وكيماوية لردع اسرائيل من مهاجمة سوريا. في بداية الالفين بدأ الحكم السوري توثيق شبكة العلاقات مع النظام في كوريا الشمالية، وزيادة الترسانة من صواريخ اسكاد التي في حوزته. يفتح شبير، رئيس مشروع الميزان العسكري في الشرق الاوسط في معهد بحوث الامن القومي، المختص بالوسائل القتالية في حوزة الجيوش العربية، يدعي بان السوريين يحوزون صواريخ سكاد من ثلاثة انواع: سي وبي ودي . "طراز بي، من انتاج الاتحاد السوفييتي هو الاقدم والقادر على الوصول الى مسافة 300 كم"، شرح يقول. "اما طراز سي فقد تم تطويره بالتعاون بين سوريا وكوريا الشمالية وقادر على الوصول الى مدى 500كم فأكثر. وحسب منشورات أجنبية، فان طراز دي جرب مرتين، ليس واضحا اذا كان تنفيذيا، وهو قادر حسب التقديرات على الوصول الى مسافة 700كم فأكثر. شبير: "هدف سوريا هو الاظهار بان لديها سلاحا قادرا على معاقبة اسرائيل اذا ما تجرأت على مهاجمة سوريا. معنى الصاروخ من هذا النوع هو تهديد كل دولة اسرائيل. ومن المهم التشديد ان لدى سوريا ايضا سلاحا كيماويا". وحسب الخبراء، فان استخدام صواريخ سكاد يستغرق نحو ست ساعات وعشرات الاشخاص.
