رام الله / سما / رفض غسان الخطيب الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، اليوم، الاتهامات الأمريكية والإسرائيلية لها بممارسة "التحريض" عبر إطلاق أسماء ناشطين فلسطينيين تصنفهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أنهم "إرهابيون" على شوارع في الضفة الغربية. وقال الخطيب " يجب أن يعلم الجميع أن السلطة لا تمتلك صلاحيات إطلاق أسماء أو تغييرها على شوارع في الضفة الغربية أو غيرها". وأوضح الخطيب في تصريح صحفي، أنه حسب القانون الفلسطيني "فإن إطلاق أسماء على الشوارع هو من صلاحية البلديات وليس الحكومة أو السلطة، ومجالس إدارة البلديات منتخب من الشعب وبالتالي لا سلطة رسمية عليه". ورد الخطيب بنفي أن يكون تم مؤخرا إطلاق اسم يحيى عياش في رام الله موضحاً "أن الشارع موجود بهذا الاسم منذ العام 1998 ولا نجد سببا إسرائيليا لإثارته هذه الأيام". وأضاف:" (إسرائيل) تفتعل قضايا قديمة وسخيفة وتخترع أمور تؤدي للفت الانتباه عن الضغوط الأمريكية والدولية التي تتعرض لها بسبب مواقفها المعطلة لمفاوضات السلام والعملية السلمية". وشدد الخطيب على أنه "إن كان تسمية أشخاص مجرمين بنظر الطرف الأخر مشكلة فيجب أن ينطبق هذا الأمر كذلك على الطرفين ولنتساءل كم عدد الشوارع في (إسرائيل) تحمل أسماء أناس قتلوا أبرياء فلسطينيين ويجرى تمجيدهم". وقال الخطيب : "عندما يتم وصف نشاط شرعي وغير عنيف مثل مقاطعة السلع المنتجة في المستوطنات بأنه تحريض فإنه ما من عجب في أن إسرائيل تواصل مثل هذا الاستخدام السخيف لذلك المصطلح". وأوضح الخطيب أن "إسرائيل مليئة بالشوارع المسماة على أسماء قتلة من أمثال مناحم بيغين والأرغون والليهي". وكانت بلدية رام الله التي تعتبر العاصمة الإدارية المؤقتة للسلطة الفلسطينية، أطلقت أخيراً أسماء على كافة شوارعها البالغ عددها نحو 500 شارع. وقالت رئيسة البلدية جانيت ميخائيل، أن البلدية راعت العناصر الوطنية والثقافية والتاريخية في تسمية شوارع المدينة. وأضافت: على سبيل المثال، سميت شوارع بأسماء 400 قرية دمرتها إسرائيل عام 1948، كما سميت شوارع بأسماء شخصيات دولية صديقة للفلسطينيين مثل نلسون مانديلا وشارل ديغول وريتشيل كوري وغيرهم، وشوارع أخرى بأسماء قادة سياسيين مثل جورج حبش وخليل الوزير، ورموز ثقافية مثل ادوار سعيد ومحمود درويش وغيرهم، وشهداء مثل أبو علي مصطفى ودلال المغربي ويحيى عياش وغيرهم. وأضافت: يحيى عياش شهيد قتله الإسرائيليون، والإسرائيليون أنفسهم يطلقون أسماء قادة كانوا متورطين في جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين، وكانوا مطلوبين للانتداب البريطاني أو لمحاكم أوروبية على شوارع وميادين عامة، ونحن لا نتدخل. وتمثل مدينة رام الله عاصمة للعمل السياسي والثقافي الفلسطيني، ورمزاً للتسامح والتعايش بين الأديان والاتجاهات السياسية والاجتماعية والثقافية المتعارضة، ويتولى إدارة المجلس البلدي للمدينة ائتلاف يضم مستقلين ويساريين وإسلاميين. ومن ناحيتها نقلت صحيفة هآرتس عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قوله إن إطلاق اسم عياش على أحد الشوارع يشكل "تعظيما مثيرا للغضب من جانب السلطة الفلسطينية للإرهاب". يذكر أن عياش كان أحد قيادات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وتتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن عدد من الهجمات التي استهدفتها، وقد اغتالته الاستخبارات الإسرائيلية عام 1996 عبر تفجير هاتفه النقال خلال وجوده في منزله ببيت لاهيا في قطاع غزة. وكانت السلطة الفلسطينية قد ألغت قبل عدة أسابيع احتفالا لافتتاح ميدان في رام الله يحمل اسم الناشطة في حركة فتح دلال المغربي أثر ضغوط أمريكية وإسرائيلية مماثلة.