غزة / سما / دعا صحافيون وإعلاميون ومحاضرون في قسم فنون التلفزيون إلى تنسيق جهود الإعلاميين وتكثيف الجهود المبذولة لخدمة مصالح الشعب الفلسطيني ونقل القضية الفلسطينية بصورتها الحقيقية للرأي العام العالمي ، مطالبين بضرورة إعداد خطة إعلامية شاملة يشرف عليها خبراء ومختصون لتحقيق الأهداف المنشودة . وأكدوا خلال ندوة الإعلامية التي نظمتها كلية فلسطين التقنية في دير البلح بعنوان "دور المصور والمراسل التلفزيوني في خدمة القضية الفلسطينية، بحضور عميد الكلية الدكتور هيثم عايش عميد الكلية وأساتذة الكلية وطلبة قسم فنون التلفزيون في الكلية .بدوره أكد الدكتور عايش على الدور البارز للكلية في نهضة ورقي المجتمع الفلسطيني من خلال إعداد جيل واعي يخدم قضيته ووطنه في شتى المجالات ، مشيراً إلى أن الكلية تدرك دور الإعلام في تسليط الضوء على القضايا المصيرية للشعب الفلسطيني مثل القدس واللاجئين.واستعرض الدكتور عايش الانجازات التي حققتها الكلية خلال الفترة الماضية، مشدداً على المضي قدماً نحو تحقيق المزيد من الرقي والنهضة بالكلية لتحقيق أهدافها المنشودة لها .من جهته أكد الدكتور نعيم المصري رئيس قسم فنون التلفزيون بالكلية على دور الإعلام في خدمة القضية الفلسطينية خاصة التلفزيون لما به من أهمية كبيرة كوسيلة إعلامية في نقل الصورة الحية المعبرة عن حدث بدقة وموضوعية، مبيناً أن الصورة أصدق تعبيراً عن الحدث لما لها من مميزات عديدة نتيجة التطور التكنولوجي الذي طرأ عليها ودخول النشاط التلفزيوني ساحة الإنتاج الإعلامي .وأشار المصري إلي الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية وما نجم عنه من تراشق إعلامي انعكس سلباً على القضية الفلسطينية وعلى الأداء الإعلامي للصحفيين، داعياً لإيجاد آلية عمل مشتركة تضمن توفير مناخ مناسب لتحقيق الوفاق القائم على أرضية مشتركة للإعلاميين من خلال تعزيز الدعوات واستضافة الشخصيات الأكثر اعتدالاً من الأطراف المتخاصمة.وطالب المصري بإعداد خطة إعلامية يشرف عليها خبراء ومختصون ذوي كفاءة عالية، وإعداد وتدريب الكوادر البشرية العاملة في المجال الإعلامي، وتشجيع الإنتاج الإعلامي الوطني و التركيز على العناصر الشابة، إضافة لتوفير الإمكانيات المالية والفنية المطلوبة للعمل الإعلامي.من جهته طالب الصحفي عماد الإفرنجي مدير مكتب قناة القدس الفضائية بإيجاد ميثاق شرف يضبط عمل الصحفيين ويحترم أخلاقيات المهنة ، منوهاً إلي ضرورة التزام الإعلاميين بنقل الخبر موضوعية ودقة في ظل التجاذبات السياسية وتسارع الأحداث على الساحة الفلسطينية .واعتبر الإفرنجي أن بعض القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية ساهمت بتعميق الانقسام من خلال مشاركتها في المناكفات الإعلامية، داعياً لضبط ومحاسبة القائمين على المواقع الالكترونية التي تنشر بعض القضايا والمواضيع المسيئة للشخصيات والقيادات الفلسطينية .وأشار إلى الصحفيين الفلسطينيين يعملون في حقل أشواك ويخاطرون بحياتهم لنقل الحقيقة الناصعة للرأي العام، موضحاً أن الصحفي الفلسطيني لا يقل دوره عن المقاوم الذي يحمل سلاحه فالصحفي يتحمل المشاق الكبيرة للحصول على صورة معبرة ونقلها للعالم الخارجي بمهنية عالية .بدوره اعتبر المصور محمد البابا مصور الوكالة الفرنسية بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي يعيق عمل الصحفيين الفلسطينيين و يفرض عراقيل ومعوقات كبيرة تصل لحد إطلاق النار عليهم رغم وجود إشارات واضحة تشير لكونهم صحفيين ، لافتا إلى أن الصحفي الفلسطيني يواجه تحدي من نوع آخر هو تحقيق عمله المهني والإنساني .وبين البابا أن الواجب يقتضي على الصحفي ممارسة واجبه المهني باعتبار أن الدور الإنساني قد يقوم به آخرين لكن توثيق الحدث من الصعب على الآخرين القيام به، مستشهداً ببعض المواقف التي حدثت أمامه والتي كان له دور في توثيقها وكشف جرائم الاحتلال وتعريته أمام الرأي العام العالمي ومن بينها توثيق استشهاد الزميل فضل شناعة ومجزرة الفاخورة في بيت لاهيا التي استهدفتها قوات الاحتلال بقنابل الفسفور الأبيض راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.من جانبه تحدث تامر المسحال مراسل قناة الجزيرة الفضائية عن دور المراسل التلفزيوني في تغطية العدوان على غزة ومعوقات أداء الرسالة الإعلامية ، مبيناً أن العمل الإعلامي متكامل فيجب أن يكون التقرير الإخباري قوي و الصورة المرافقة له جيدة ومعبرة كي تخرج الرسالة الإعلامية بالشكل المطلوب .وتطرق المسحال لبعض تجاربه الشخصية التي واجهته خلال تغطيته للعدوان الأخير على غزة، ،وقال هناك الكثير من المواقف العصيبة التي تعرضت لها خلال تغطية العدوان ، منوها بأنه لم يتراجع عن تأدية واجبه المقدس في توصيل الرسالة الصادقة للعالم حتى لو دفع ثمن ذلك حياته.من جانبه،تحدث الصحافي المصور خالد الأشقر مصور الوكالة الفرنسية حول دور المصور التلفزيوني في رسم الصورة الحقيقية للواقع الفلسطيني، مبيناً أن المصور تقع على عاتقه مسئوليات عظيمة لنقل تلك الحقيقة بشفافية وموضوعية دون تحيز .وأوضح الأشقر أن المصور الفلسطيني يدافع عن رسالة سامية وقضية عادلة لذلك يجب أن يعمل بكل أحاسيسه لايصال الصورة المناسبة للعالم الخارجي. بدوره، اعتبر خالد أبو قطة المحاضر لمادة تكنولوجيا الاتصال بالكلية أن الصورة الصحفية أكثر تعبيرا عن الحدث من الكلام لأنها تنقل مشاعر وتعابير الصورة لصاحبها، مشدداً على ضرورة أن يتميز المصور الصحفي بمميزات عديدة تمكنه من انجاز مهمته بنجاح ودقة.وفي ختام الندوة التي تخللها العديد من الأسئلة والاستفسارات من الحضور الذين عبروا عن إعجابهم وتقديرهم للمشاركين في الندوة على حسن التقديم تم توزيع شهادات تقديرية للمشاركين في الندوة ولقسم فنون التلفزيون في الكلية .