دردشة رقم ( 21)هذه دردشات سيكون بعضها قديم وبعضها جديد ..وبعضها عليه تعليق ما / وآن أوان نشرها .تمت كتابتها في 21/3/2010 [ البُـعد عن السلطان .. سلطان . ] مقدمة الإنسان العادي يعرف كيف يلتقط الحقيقة لأنه يعرف أين تكمن الحقيقة .. ولا يحتاج لكبير عناء في ذلك ..، إنه خير من يتعامل مع تحطيم المسافة الوهمية بين تكذيب الحقائق وتصديق الأكاذيب .. لسبب بسيط .. هناك مساحة مادية تقف عليها الحقيقة .. ولا يمكن للأكاذيب أن تصل لإمتطاء صهوة هذه المساحة المادية . ومن هنا فإنك لا تعرف القيمة الحقيقية للشيء ، إلا بعد أن تخسره ، ( رحمة الله عليك يا أبا عمار ) . ( 1 ) نعم للقيصر ، لا للدكتاتور .إنى أقبل الحاكم الملك .. فليكن مليكاً ..، أو قيصراً ..، أو فليكن إمبراطوراً .. إني أقبله ..، فهؤلاء .. لهم جذور وثقافة وتقاليد وعادات وأعراف .. أكرهها .. إنها منحطة .. ولكنهم ليسوا نبتاً شيطانياً أو هبوطاً براشوتياً .. إنهم آتون من بيئة ما ، والإنسان بطبيعته حيوان إجتماعي وهو إبن بيئته ..، ولكن الذي لا أقبله .. ولن أقبلهُ أبداً ..، مهما بان مظهره سمحاً ومهما تقبل النكتة .. ومهما إدعى الوعي الفطري .. ومهما إستظهر من غرائز إنسانية .. الذي لا أقبله هو هذا النوع من البشر .. إنه الديكتاتور .لأن الدكتاتورية .. لا أصل لها ولا فصل .. إنها خبط عشواء قبيحة ورديئة الصيت والسمعة .. ولم يسجل التاريخ ديكتاتوراً .. إلا كان عدواً سافلاً في أدائه مع وضد إنسانية البشر . إنه يريد أن يأخذ قراره منفرداً وأن يجعل من الجميع أدوات .. لا فرق بين فلان وعلان ..، لا يؤمن بالاستشارة أو النصيحة .. الجميع قاصر الذهن والعقل والتجربة اللهم إلا هو .. إنه الكمال ..، وإلا لماذا جاء إلى هذه الدنيا ..؟ ، إنه الإضافة النوعية الإنسانية الخالدة .. وبدونه لا تدور الكرة الأرضية دورتها المعتادة مع عقارب الزمن ..، إنه الدكتاتور / رغباته أوامر .. ويا ويل من يعارضه ، إن الجحيم ينتظر من يقول له .. لا .. ، الانتقام الشخصي جاهز 100 % ــــ إنه المطلق .. الذي ألغى النسبية في الوعي والإدراك ..، إرهاب مباشر .. ضد الكبير والصغير ..، ما عدا نفر قليل .. لا يزيد عددهم عن عدد أصابع اليد الواحدة ..، إستبدالها جاهز .. فالقرار مزاجي وابن ساعته ، وإلا لماذا هو الدكتاتور ؟ــ .( 2 ) الدكتاتور على صواب ، الأمة على خطأ . كل الأمور تهون ... إلا أن تقول له : " لا " ــ فهذه تكلف صاحبها الكثير من الانتقام والثأر .. لكرامة الدكتاتور ..، . ولا يمكنني أن أُصدق دكتاتور البتة في أنه يعمل للمصلحة العامة ..، إنه يوحي بذلك ، والخوف يدفع " حملة أختام الدكتاتور " للقول الدائم له .. رغباتك أوامر ..، وسرعان أن تصل رغباته للإطاحة بهم .. وبمواقعهم أو الإطاحة بقدراتهم .. أو بمؤهلاتهم المرتبية أو الرتبية أو ( حتى ) درجاتهم العلمية .. أو قوة مشاركتهم في القرار .. كل هذا دون أن يرف له جفن ..، . نعم .. إنه يريدهم أو بعضهم أو قَلة منهم ليكونوا جسراً يعبر عليهم للوصول إلى هدفه الشخصي .. الذي يخدم به نفسه وبطانته الضيقة جداً ..، وما أن يصل حتى يمارس صلاحياته الدكتاتورية .. ضارباً بهم .. بأجسادهم .. بعقولهم .. بتاريخ ( إن كان للبعض منهم تاريخ ) .. ضارباً بهذا وغيره عرض الحائط ..،. هكذا يصبح الدكتاتور هو " الكل في الكل " .. يتخذ القرار الخطأ .. في الموقع الخطأ .. للإنسان الخطأ .. وفي الزمن الخطأ .. ، ويريد من الجميع التطبيل والتزمير .. هكذا هو الصواب .. صواب الرأي .. وحكمة المشورة ! ، وتبيان الحقيقة ..،.بقي للديكتاتور في ذمتنا ( !!! ) أمر واحد .. نعم لا بد من تبرأة ذمتنا ..، أن ندعو له على المنابر .. كل المنابر .. منابر المعابد .. ومنابر الأمم المتحدة .. وأن نستعيد ذكرى منابر " عصبة الأمم " وندعو له هناك ..، وأنه نهتف من حناجرنا .. حتى تنبّـح ( ولا ينفع معها اليانسون أو البابونج أو الزنجبيل .. أو خلطة كل الأعشاب الصينية والعربية ) .. أن نهتف ملْ حناجرنا [ .. بعد أن جهد الدكتاتور في نفي عقولنا .. وسحق قلوبنا .. ] ، وأن نهتف من حناجرنا .. عاش الدكتاتور ... عاش نيرون ... وكل من تبعه بإخلاص إلى يوم الدين . ( 3 ) حتى أنت يا بروتوس ! . والحمد لله .. ثم الحمد لله .. ثم الحمد لله .. أننا في العالم الثالث نتصور أن ليس لدينا روما .. لكي يأمر بحرقها نيرون .. ويتلذذ على النار وهي تأكل وتلتهم روما ، ويضحك ويصرخ فَـرِحاً وفَـرَحاً ..، وهنا لا بد أن أنبه أن كل شعب أو أمة .. لها روما الخاصة بها ــ وليس بالضرورة من حجارة وبناء / منازل ومسارح ..، بل ربما تكون روما الروح ـ لا روما المادة ..، . سيان لدى الدكتاتور .. أي روما .. المهم أن يحرق روما ويهدمها .. وأن يستفيد عدد من الأنفار من بيع بقايا روما المحترقة ..، . أهم وأسوأ ميزة لدى الدكتاتور .. أنه لا يثق إلا بنفسه .. وربما الأنفار المستفيدة .. لا تزيد عن ( زوز ـ كما يقول الإخوة أهلنا التوانسة ) وربما بقدر أقل من الاستفادة .. كمان ( زوز ) .. وليس أكثر ..، وخلاف ذلك .. يحيط بالدكتاتور مجموعة إرزوقـيّـة ..، يظنون أنفسهم من أهل البيت أو من عظم الرقبة .. ونسوا أنهم جزء من توزيع الأدوار . لا يتورع الدكتاتور عن التضحية .. بأقرب الناس إليه .. وهذا / " الضحية " .. كان بالأمس يظن ( وساءت به الظنون ) أنه من أقرب المقربين للدكتاتور وغاب عنه .. أن المقرب الوحيد للديكتاتور .. هو " مصلحة الدكتاتور " وفائدة الزوز أو الأقل ــ أو الأكثر من الزوز قليلاً ، وإلا كيف أصبحت .. وشاعت " حتى أنت يا بروتوس " وذهبت مثلاً ..، لقد ظن الدكتاتور أنه يستطيع أن يَـطعن .. لا أن يُـطعن ..، فجاء من طعنه ..، . لهذا فإن ثقته بالعباد محدودة في حدودها الدُنيا على عكس الثقة بحدود الدنيا بأسرها . ( 4 ) الدكتاتور .. معدته تهضم اللحم البشري .ما أروع تواضع الدكتاتور .. ومسوح الرهبان تدهنه بزيت الزيتون الصافي ..، وكم هو خَـجِـل ..، يقال أن الهر أدولف هتلر .. كان خجولاً جداً ـ حتى أمام عشيقته إيفا .. لدرجة أنه لم يكن يبدل ملابسه قبل النوم ــ في غرفة النوم ــ أمامها .. بل خلف ستارة ! . ودوماً لهذه الحفنة الضئيلة من البشر أوهاماً عظمى .. ويسيرون ويأخذون الجميع معهم .. في مسارب ودروب ومسالك الأوهام .. وبعد فترة من الزمن ليست يسيرة أو قصيرة .. يكتشف المرء والجماعة والشعب والأمة والإنسانية .. أنهم قد أخذوا المسيرة إلى رؤى السراب والتهلكة في صحاري الحياة والمال والاقتصاد والأمن والاجتماع والثقافة والسياسة . إن الدكتاتور .. لا يتورع عن فعل أي شيء .. كما فعل أحدهم عندما وضع وزير خارجيته الذي قتله بيديه في الثلاجة .. وأكله في وجبات طعام متعددة .، . أو كما فعل أخر .. عندما أراد أن يكذب أكثر وأكثر .. فإدعى أنه إمبراطور .. والحقيقة أنه ديكتاتور .. وعند الإطاحة به .. وجدوا ثلاجته ملأى بلحم بشري .. كان يتلذذ كسابقه على أكله ..، . الدكتاتور هو الدكتاتور سواءاً أكل لحما حياً جمده وحفظه في الثلاجة أو أكل لحماً طازجاً .. أو أكل إرادة شعب .. أو آتى ــ وهذا هو الأخطر ــ بمن يساعده في أكل إرادة الشعب .. وعطاء الشعب وتاريخ الشعب ..، ففي هذه الحالة يكون كمن إمتص دماء كل الشهداء .. وكمن صادر الغد والمستقبل لمرحلة ليست بالهينة زمنياً وتضحية . ( 5 ) الدكتاتور .. طنين مزعج .إن أسوا نوع من أنواع الديكتاتور .. هو الذي لا ينجح في تجنيد الدنيا بما فيها من أفكار لتمجيد ديكتاتوريته .. فيلجأ إلى السماء لتعينه ( عبر تحريفه ) على أنه الدكتاتور الصالح من أجل الحكم الرشيد .. من خلال الإدعاء بأنه وكيل السماء حصرياً على الأرض ..، وعندما تواضع قال أنه ظل الله في أرضه ..، والبعض إدعى أنه صاحب الحق والحقيقة الإلهية بالدنيا وهذه النوعيات من الدكتاتوريات .. يريد كل منهم أن يُـمَـجَّــد إسمه ونظام حكمه السياسي .. على حساب ( ما وراء الطبيعة ) ..، . على كلٍ / لكل دكتاتور ما وراء طبيعته وطبيعيته .. فالقاسم المشترك الأعظم واحد .. قهر الإنسان .. اضطهاد الأفكار .. رفض النصيحة .. البطانة الفاسدة المستفيدة .. الانهيار السريع إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم . والأغرب من الخيال أن الدكتاتور .. هو شخص ضعيف وإن بطش ..، وهو خاوٍ ومفرغ المحتوى من الجوهر وإن أظهر في عيون بطانته أنه " أبو الفهم ـ وأبو العُـرِّيف " ، يُـجزم أنه يأخذ الأمة أو الشعب أو الجماعة حزباً أو خلافه .. إلى حيث الماء العذب ليرتوي البشر والحجر وأديم الأرض .. فإذا بالماء إن وُجد فإنه ملح أجاج لا يروي ظمأ إنسان البتة .. ، بل ولا تشربه دابة ، ويعوفه الحجر ..، . هذا النوع من البشر " الدكتاتور " يريد أن يفرض على المواطن ـ كل مواطن ـ أن يصدقه فيما يذهب إليه من قول ..، بل وأن تُـصدَّق سكَـنَـات حديثه ..، وبعد حين .. يكون اكتشاف الطامة الكبرى .. أنه قد أخذ القوم إلى حيث لا عودة ولا يحزنون . ( 6 ) حواكير الدكتاتور .عبر التاريخ .. كان الرأي والرأي الأخر هو سيد التقدم الحضاري .. كان الدكتاتور هو السيف القاطع لتطور المجتمع ، ولهذا كان الدكتاتور عبر العصور .. أشد من رفض التطور الفكري المجتمعي .. الذي هو مراكمة تجربة القوم بكامله ..، وأشد من رفض " رأيي صواب يحتمل الخطأ ..، ورأيك خطأ يحتمل الصواب " ..، . الدكتاتور هو الصواب .. ولا صائب إلا الدكتاتور .. وحقاً لا مصيبة في تجارب الشعوب أكثر وأكبر وأضر من الدكتاتور ..، إنها مصيبة ماحقة ، ساحقة ، لاحقة ..، إنه لا يعترف بما قاله المسيح " أعطى ما لله لله .. وما لقيصر لقيصر " .. إنها جميعاً له ..، وهناك من يُـحَـسِّـن له أرذل القول ..، واللعنة أنه يصدق ذلك وهو يعلم أن ذاك القول .. قد صِـيغ وصُنع خصيصاً من أجل طبلة أذنه ..، . من هنا يضيع القول السديد الناصح الأمين في طنين الأذان الصمغية أو في صمغ الأذان .. ويكون صاحب النصيحة .. معارضاً فيلقى الاضطهاد والعنث .. ومحاولات الإذلال والإضطهاد ما أمكن للدكتاتور وبطانته من ذلك سبيلاً ..، . إن أخطر ما في الظاهرة الدكتاتورية .. أن الدكتاتور هو فيروس معدي وميكروب ينتقل بسرعة البرق من الدكتاتور إلى البطانة الفاسدة فيمارس كل منهم دكتاتورية ما ( على قد حاكورته ) .. وتجد البطانة المتسلقة على غرار النباتات الاستوائية المتسلقة بلا جذور ولكنها تتسابق إلى ضوء الدكتاتورية .. لتحظى بأكبر عمر زمني ممكن .. قبل أن تذوي متهالكة وقد إنتهى عمرها الافتراضي ..، هكذا يأتي نبات متسلق جديد وأخر وأخر .. وأخر .. إلخ .. إلخ ..، فيصبح المجتمع ويضج بظاهرة الدكتاتورية .. من الدكتاتور الأول الأكبر الأوحد .. إلى أخر خفير في النظام السياسي قديماً ووسطاً وحديثاً .. ــــوالله من وراء القصد .. نسألك التوبة وزوال ظاهرة الدكتاتورية ... اللهم أمين .. ثم أمين .. ثم أمين ، . ( 7 ) الدكتاتور عشيق البراشوت .لكل ما سبق أقبل أن أعيش العمر في كنف ملك .. أو قيصر أو إمبراطور ولا أقبل أن أعيش لليلة واحدة في كنف دكتاتور ، فالثلاثة الملك ، القيصر ، الإمبراطور لهم شركاء من أهلهم وذويهم .. ولقد أتى كل منهم ضمن قانون مجتمعي ما .. ولم يسقط على قومه ( أيا منهم ) من السماء ..، وأما الدكتاتور .. فإنه نبت عشوائي شيطاني يرى أنه قد هبط بالبراشوت على هذا القوم .. لكي يفرض دكتاتوريته عليهم ، وسليل البراشوت يهبط هبوطاً .. أي أنه بلا جذور ، أو هكذا يطيب له أن يدعي . لقد حق القول .. " مِـين فَـرْعَـنَـك يا فرعون .." ، هكذا سأل الكاهن المصري القديم فرعون .. فَـرَد : لم أجد أحد يردني " أو كما يردد العامة لم أجد مين يردني . وهنا يقع اللوم على عاتق المخطئ / الخطَّـاء الأول .. إنه القوم .. إن كان أمة أو شعباً أو مجتمعاً أو حزباً أو جماعةً من البشر . ( 8 ) الدكتاتور يوظف التعارضات . إن صلافة الديكتاتور ــ وعجرفته .. تعطيه الانطباع بأنه ديمقراطي .. بل " سيد الديمقراطية " وهذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع .. من هنا فإنه يوظف أدوات الديمقراطية وأشكال الديمقراطية ومتغيرات الديمقراطية لخدمته ولخدمة مصالحه الذاتية ، وبالتالي يوظف نتائج ومخرجات الديمقراطية لخدمة أوضاعه الديكتاتورية وأحواله الفاشية .. والمهم أن الجميع .. المثقف والجاهل ..، العاقل والغبي ..، الصغير والكبير ..، الأُمي والأكاديمي ..، التاجر والسارق ..، الإمام والفاجر ..، الإعلام الدعائي والمنهج الدراسي ..، المؤذن والمغني ..، جرس الكنيسة وجرس " شعر البنات " ..، الراعي متنقلاً بغنمه وصاحب العقار الثابت ..، المريض والطبيب ..، القن والقائد ..، الزعيم والجماهير ..، المختار والعطار ..، القانص والطريدة ..، الزوجة والعشيقة ..، الحلال والحرام ..، الليل والنهار ..، المجد والخسة ..، الحاسوب والمحراث الكنعاني ..، المعبد وبيت الدعارة ..، دماء العطاء ومياه المستنقع ..، رجال الغوريلا وعصابات اللصوص ..، الفدائي وقاطع الطريق ..، ماو وأبو حمدية ..، القلم والنبوت ..، جيفارا وكويسلنج ..، مانديلا والكولاك ..، السم والترياق ..، إلخ .. إلخ ، كل هذا وغيره يجهد الدكتاتور نفسه .. وكذا بطانته لتوظيفها في خدمة مآربه ..، . ربما يخوض حرباً ويخسرها جهاراً نهاراً ولكنه يجد من المطبلين والمزمرين من يُزين له الهزيمة ويحتسبها نصراً مؤزراً مبيناً .. لم يكن له مثيل من قبل ولا من بعد ..، وأن النصر قد صُـنع خصيصاً للديكتاتور ..، ولا يوجد دكتاتور بعد .. لم يمارس السادية ويتلذذ بتعذيب الجميع .. خاصة أهل الوعي والعزة والكبرياء والتاريخ ..، ويرى بممارسة الاضطهاد ضدهم حق مطلق له .. ويكره من يقول له " لا " في موضعها وغير موضعها ..، ويُـشَـخْـصِـن أي خلاف .. ظاناً أنه متمكن من إيقاع الأذى بالجميع .. خاصة العمل المثابر لإذلال أي مطلٍ على الحقيقة .. مستعيناً بهذا ضد ذاك .. ومن ثم ضارباً ذاك بغيره .. وهكذا دواليك .. ضرب الجميع بالفرد .. وضرب الفرد بالجميع .. وضرب الجميع بالجميع وهو يتمتع متفرجاً ..، . إن الدكتاتور يرى بنفسه أنه هو المَـعْـلَـم والمُـعّـلِّـم .. ظاناً إنه يهب لمن يشاء ويمنع عمن يشاء .. يُـعز من يشاء ويُـذل من يشاء ..، وخاب وخاب ظنه ..، إن الحل الوحيد الذي علمتنا إياه التجربة الإنسانية .. أن الدكتاتور لا يزول ولا يرحل بإرادته .. بل رغم أنفه ..، يتيه طاووسياً أنه الأقوى .. ومن هنا لا بد من القوة الثورية الفعلية الميدانية للإطاحة به ..، . ( 9 ) الدكتاتور عدو الثورة . سيرى الكثير عبر دراسة التاريخ ممن سبق وممن لحق .. أن هذا القول إنما هو موجه له ولشخصه دون غيره ..، ولهذا بل ولهؤلاء جميعاً أقول .. نعم .. لقد قصدتكم جميعاً أمواتاً وأحياءاً .. على كل تجمع بشري .. شعباً أو أمة أن ينهض ليحطم نيرون عصره ..، ألو سبارتاكوس .. إحضر حالاً لا بد من استنساخك بما لا نهاية له من الآدميين لنضع حالاً .. حداً نهائياً .. لكل من يطمع أن يكون دكتاتوراً ..، حقاً إن إدراك الشعوب هي خلاصة العصارة السبارتاكوسية .. لوأْد الحقارة الديكتاتورية ، وكما يُـقال .. إن إرادة الشعوب من إرادة الله .. الذي لا يُـحمد على مكروه سواه ..، . يقول العامة أن الغول يأكل الجميع .. إلا أهله ..، وأرى أن أي دكتاتور هو الغول بعينه .. الأتي من واقع الحياة . وأُجزم لا توجد قوة يمكن أن تمنع أياً من البشر أن يصبح دكتاتوراً إلا ممارسة الديمقراطية ـــــ في دوراتها المنظمة والمساءلة الوطنية الثورية .. وكفاكم إدعاءاً ديمقراطياً .. يا أهل النظم السياسية الدكتاتورية .. الأب الشرعي للهزيمة والانحسار كمقدمة حتمية لحقيقة حضارات سادت ثم بادت . أبو علي شاهين رام الله – 8/4/2010