القدس المحتلة / سما / سمحت المحكمة المركزية في تل أبيب بعد ظهر اليوم الخميس جزئيا بنشر تفاصيل القضية الأمنية التي أحيطت بالكتمان التام وفرض عليها تعتيم إعلامي مطلق في إسرائيل في الوقت الذي أصبحت فيه تفاصيل هذه القضية معروفة للقاصي والداني عالميا منذ أواخر الشهر الماضي. ويستدل من التفاصيل التي سمح بنشرها جزئيا ان الصحفية عنات كام البالغة ال- 23 من عمرها والعاملة في موقع (والله) الالكتروني كانت اعتقلت قبل 5 أشهر بعد تحقيق سري أجراه جهاز الامن العام (الشاباك) وفرضت عليها الإقامة الجبرية للاشتباه بارتكابها مخالفات أمنية خطيرة خلال خدمتها العسكرية. وبعد اعتقالها بشهر قدمت النيابة بحقها لائحة اتهام بتهمة التجسس الخطير وتسليم وثائق سرية لعنصر غير مرخص بذلك - وهو الصحفي المدعو ( اوري بلاو) من صحيفة (هآرتس) الذي يقيم في لندن حاليا خشية ان يعتقل بمجرد عودته الى البلاد. وبحسب رواية الشرطة فان عنات كام اعترفت خلال استجوابها بانه خلال ادائها الخدمة العسكرية كمجندة في مكتب قائد المنطقة الوسطى خلال عامي 2005 - 2007 قامت بجمع وثائق سرية عديدة وبعد تسريحها من الخدمة العسكرية قامت بتسليم الصحفي بلاو ما لا يقل عن ألفي وثيقة عسكرية سرية بينها وثائق سرية للغاية . وقام بلاو بنشر تحقيق صحفي يتضمن بعض هذه الوثائق العسكرية وجاء في لائحة الاتهام المقدمة بحق عنات كام ان بحوزتها وثائق اخرى . وكانت القضية قد بدأت بتحقيق صحفي مسهب نشره بلاو في صحيفة هآرتس في الـ 28 من تشرين الثاني نوفمبر 2008 وتضمن هذا التحقيق مادة مكتوبة وصورا من جلسات سرية عقدت في قيادة المنطقة الوسطى والاركان العامة تناولت توجيهات عملياتية وإقرار عمليات بهدف القبض مطلوبين كبار في شمال الضفة الغربية وحصل الانطباع من هذا التحقيق الصحفي بان الجيش الإسرائيلي اقر لوحدات عسكرية معينة تخفيف القيود المفروضة اطلاق النيران الامر الذي من شأنه ان يؤدي الى تصفية هؤلاء المطلوبين خلال عملية القبض . وقال رئيس الشباك يوفال ديسكين في ايجاز صحفي نادر عقده مع كبار مندوبي وسائل الاعلام صباح اليوم ان الصحفي اوري بلاو المقيم في الخارج حاليا مطلوب للشرطة والشباك لاستجوابه في القضية حيث يشتبه جهاز الامن العام بانه ما زالت بحوزة بلاو وثائق عسكرية سرية كان تسلمها من الصحفية عنات كام . واكد ديسكين ان الشباك ينظر بخطورة بالغة الى هذه القضية من حيث الاضرار الامنية المحتملة التي تنطوي عليها موضحا ان القضية لم تنتهي بعد حيث يبحث افراد الشباك عن الوثائق العسكرية السرية . واوضح رئيس الشباك في ايجازه الصحفي ان عنات كام عملت لدواع إيديولوجية وان الوثائق السرية التي سرقتها تتضمن تفاصيل عن انشطة عملياتية واستخبارية وحجم وحدات مختلفة ووسائل قتالية .