القدس المحتلة / سما / انتقد الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي يوسي يهشوع بشكل لاذع الخلافات القائمة بين وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الأركان غابي أشكنازي وما تمخض عنها من قرار عدم تمديد ولاية أشكنازي, وكذلك الطريقة التي خرجت فيها هذه القضية إلى الإعلام والرأي العام, خاصة أن هناك من يتربصون بإسرائيل في المحيط العربي والإسلامي ولاسيما حزب الله وإيران وحماس. وتساءل الكاتب الإسرائيلي عن الطريقة التي ينظر بها مقاتلوا حزب الله والحرس الثوري الإيراني عندما تلقوا في اليوميين الماضيين أنباء حول كيفية إدارة الجيش الإسرائيلي الذي يعتبر الأكثر تقدما في الشرق الأوسط, على حد تعبيره. علما أن الأمر لم يقتصر عن هذا الحد بل إن مساعدي أشكنازي وباراك دخلا في نفس المعترك حيث إدعى سكرتير وزير الدفاع أنه أرسل وثيقة لسكرتير رئيس الأركان تؤكد أن ما يصدر من مكتب أشكنازي أمر غير مقبول وأن الأخير نفى, وما إلى ذلك. وأشار يهشوع إلى أن الغريب في هذه القضية أنها تقع في نفس الطابق الذي تتخذ فيه القرارات الحاسمة والمصيرية لإسرائيل حول التهديد النووي الإيراني وعمليات التسلح السورية واللبنانية بوسائل قتالية متقدمة, وفيها أيضا تتخذ قرارات بالخروج لعمليات هامة للوحدات الخاصة. وأضاف "ولا ننسى أن هذين المكتبين سيديران الحرب القادمة في حال اندلاعها, ونحن نرى إلى أي حد وصلت أزمة الثقة بينهما". ولفت يهوش إلى أن مصادر في الجيش الإسرائيلي عبرت عن قلقها من هذه التصرفات ولاسيما عندما يمس هذا الأمر الجندي رقم واحد وعندما يكون أشكنازي بالذات الذي قدم الكثير من أجل النهوض بالجيش في فترة منصبه كرئيس لهيئة الأركان, وعليه فإن الشعور السائد أن إيهود باراك فقد الكثير من رصيده الجماهيري على خلفية هذا التصرف. وأخيرا فإن أكثر ما يقلق المستويات العسكرية هو كيفية الاستمرار والتقدم, للمحافظة على ماتم بناءه خلال السنوات الثلاث الأخيرة ولاسيما كيفية الاستعداد لمواجهة التحديات القادمة في ضوء هذا التلاعب بين تلك الشخصيات الهامة في إسرائيل.