خبر : تقرير: الرئيس اوباما يفكر بان يعرض على اسرائيل والفلسطينيين خطة سلام على اساس كامب ديفيد؛ نتنياهو يعارض المبادرة../هآرتس

الخميس 08 أبريل 2010 12:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير: الرئيس اوباما يفكر بان يعرض على اسرائيل والفلسطينيين خطة سلام على اساس كامب ديفيد؛ نتنياهو يعارض المبادرة../هآرتس



قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو  في الاونة الاخيرة في احاديث مغلقة بانه سيعارض كل محاولة لفرض تسوية سلمية على اسرائيل من محافل خارجية. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" افادت أمس بان الرئيس الامريكي يفكر بان يعرض في الخريف القريب القادم خطة سلام خاصة به تقوم على اساس المفاوضات التي عقدت في الماضي بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية – مع التشديد على مؤتمر كامب ديفيد الذي عقد في تموز 2000. امكانية أن تحاول الادارة الامريكية أن تفرض على اسرائيل وعلى السلطة الفلسطينية خطة سلام خاصة بها، طرحت في الاسابيع الاخيرة في المداولات التي اجراها نتنياهو مؤخرا – كما نشر في "هآرتس" قبل نحو اسبوع ونصف الاسبوع. وافاد مصدر سياسي في القدس أمس بان رئيس الوزراء يعارض التسوية التي ستحاول الولايات المتحدة فرضها على اسرائيل. واقتبس المصدر السياسي عن نتنياهو قوله في احاديث مغلقة "اذا حاولوا ان يفرضوا علينا اتفاقا فهذا لن ينجح ولن يكون مقبولا".وحسب المصدر، شدد رئيس الوزراء في ذات الاحاديث على أن المسألة المركزية التي لم تتم معالجتها كما ينبغي في كل المحادثات التي جرت منذ اوسلو وحتى اليوم هي مسألة الترتيبات الامنية والحاجة الى منع دخول صواريخ ومقذوفات صاروخية الى اراضي الضفة. ويعتقد نتنياهو بان لهذا الغرض يجب ان يكون تواجد اسرائيلي على الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية، أي في غور الاردن، وان أي اتفاق لا يتضمن ترتيبات امنية كهذه لن يكون مقبولا على اسرائيل.وقال مصدر سياسي آخر امس انه يوجد في الادارة الامريكية جدال بشأن استمرار الطريق في المسيرة السياسية. المبعوث الخاص  الى الشرق الاوسط، جورج ميتشل يحاول الدفع نحو مسيرة في عدة مراحل، في اطارها تحاول الولايات المتحدة الحصول من اسرائيل على تجميد للبناء في الضفة الغربية وفي شرقي القدس وبدء المفاوضات في مسألة الحدود. بالمقابل، يعتقد مستشار الرئيس الامريكي دنيس روس بانه يوجد احتمال ضعيف لنجاح المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين ويجب التركيز على بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية "من تحت الى فوق". ومقابل الاثنين، يتعزز معسكر من مسؤولين كبار في البيت الابيض ومقربين من  اوباما يدعون بانه يجب بلورة خطة سلام امريكية، تشبه الصيغة التي عرضها الرئيس الاسبق بيل كلينتون في اعقاب فشل المحادثات في كامب ديفيد. على الصيغة التي عرضت في كانون الاول 2000 ردت اسرائيل بالايجاب، مع بعض التحفظات، بينما رئيس السلطة في حينه، ياسر عرفات، رفض العرض. المحلل الكبير في "واشنطن بوست" ديفيد اغنايشس، افاد أمس عن عصف للادمغة جرى في البيت الابيض في 24 اذار في موضوع مستقبل المسيرة السلمية في الشرق الاوسط. في اثناء النقاش طرحت امكانية عرض مبادرة سلام استنادا الى الاتفاقات التي تحققت بين الطرفين في الماضي – في الخريف القريب القادم.هذه اللقاءات، بحضور جملة من مستشاري الامن القومي السابقين، تعقد بين الحين والاخر في اعقاب مبادرة المستشار الحالي للامن القومي، الجنرال جيمس جونز. هذه المرة انضم اليهم ايضا الرئيس براك اوباما الذي طلب سماع رأيهم في هذا الشأن. برانت سكوكروفت، الذي كان مستشار الرئيسين جيرالد فورد وجورج بوش الاب، اقترح على اوباما ان يعرض مبادرة سلام تستند كما اسلفنا الى الاتفاقات التي تحققت في الماضي. وايد الاقتراح زبنغييف بججنسكي، الذي كان مستشار الرئيس جيمي كارتر، وكذا ساندي بيرغر، كولن باول، روبرت ماك برلاين، وفرانك كارلوتشكي الذين كانوا مستشارين في عهد ريغن.ايغنشس اقتبس مسؤولا كبيرا في الادارة قال ان الخطة ستقوم على اساس اتفاقات تحققت في الماضي في موضوع الحدود، حق العودة ومكانة القدس بينما قال مسؤول آخر لـ "واشنطن بوست" ان "90 في المائة من الخريطة ستظهر ذات الشيء" – أي، مثلما ظهرت في كامب ديفيد.الجديد الكفيل بان يعرضه اوباما سيتضمن فقط ربطا بين خطة السلام وبين التصدي لمسألة النووي الايراني. مندوب الادارة اشار الى ارادة الولايات المتحدة للسير بعيدا في النقاش حول مسألة المستوطنات وشرقي القدس ورفعها الى مستوى يسمح برسم خطة سلام اقليمية تضم سوريا ايضا. اما "نيويورك تايمز" فافادت في وقت لاحق من يوم امس بان المستشار السابق سكوكروفت شرح للرئيس اوباما بان "فقط زعامة امريكية يمكنها ان تحطم دائرة الاشتباه، العداء والعنف" في الشرق الاوسط.  كولن باول من جهته قال ان على الادارة ان تفكر بالخطوات التالية في حالة رفض الطرفين الخطة الامريكية. وتشير الصحيفة الى أنه في اثناء اللقاء لن يكشف اوباما كثيرا في افكاره بهذا الشأن، بل اساسا طرح الاسئلة وانصت. ورفض الناطق بلسان الخارجية الامريكية فيليب جي كارولي، التطرق امس الى المنشورات حول خطة السلام التي يجري نسجها. "كما قلنا مرات عديدة، نحن مستعدون لان نلعب دورا نشطا في اللحظة التي يدخل فيها الطرفان الى المفاوضات"، قال. "فضلا عن ذلك لا توجد لدي ردود فعل خاصة. فترة الاعياد انتهت. نحن على اتصال مع الطرفين. نحن نريد أن يعودوا الى المفاوضات في اقرب وقت ممكن. وكما قلنا مرات عديدة هذا هو السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله الوصول الى اتفاق ينهي النزاع. اريد ان ابتعد معكم عن فكرة اننا سنحاول في هذه المرحلة فرض رؤية معينة على الطرفين". واضاف كارولي يقول: "في نهاية المطاف نحن نؤمن بمفاوضات تتصدى للمسائل الجوهرية. يمكننا ان نساعدهم مثلما فعلنا مرات عديدة في الماضي، حين كان بوسعنا أن نطرح افكارا حول الشكل الذي يمكن من خلاله الجسر بين الفجوات. نحن مستعدون لان نفعل ذلك. ولكنكم تعرفون، في هذه اللحظة، نحن نركز على جلب الطرفين الى محادثات التقارب، الى المفاوضات وسنرى ما سيحصل بعد ذلك".