خبر : فلسطين والعرب والفرس والأتراك ..د . محمد صالح المسفر

الثلاثاء 06 أبريل 2010 12:55 ص / بتوقيت القدس +2GMT
فلسطين والعرب والفرس والأتراك ..د . محمد صالح المسفر



1) استمعت إلى حديث السيد سلام فياض ’النجم الساطع في سماء رام الله’ ورايته وراء المحراث خلف الحصان يفلح الأرض ويدير عجلة انسياب الماء إلى الأرض الموعودة بالحرث وزرع أشجار الزيتون ويتحدث عن الوطن والحقوق واللاجئين والدولة الموعودة وعاصمتها الوهمية، فياض نجم يسطع في سماء رام الله وأفول نجم الخماسي الفلسطيني مؤخرا الموكول إليهم حماية امن قطعان المستوطنات ومؤخرة الجيش الصهيوني، وكذلك المنظرين الفلسطينيين للقبول بالهيمنة الإسرائيلية لأنه لا بديل عن ذلك كما يزعمون. والحق انه هالني وأرعبني ما سمعت من ’فياض’ وما سمعت عنه من العالمين ببواطن الأمور في رام الله.لقد رحت أتأمل تاريخ الشعب الفلسطيني المرابط في ارض الرباط منذ آلاف السنين لم أجد في ذلك التاريخ تماثلا أو تشابها في تاريخ معظم المتصدرين بحق أو بدون حق للشأن الفلسطيني من حركة فتح المثخنة بالتبعية والفساد. فهل لهذا الليل الطويل أن ينجلي، وتسارع قيادة حركة فتح بتسليم الراية لقوى فلسطينية صاعدة قادرة على تحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني؟(2) القيادات العربية عبرت في قمة سرت عن عجزها المطلق في استرداد حقوق الأمة والدفاع عن الشعب العربي في فلسطين أو أي بقعة عربية، وراحوا يشكلون لجانا تلو اللجان ليوهموا أنفسهم ومن حولهم بأنهم يعملون وأنهم جادون في الدفاع عن امتنا العربية واسترداد الأجزاء المسلوبة من وطننا العربي الكبير، والحق أن الأمر لا يتطلب تحقيق لجان عربية ولا اجتماعات وزارية كل أربعة اشهر للنظر فيما أنجزوا، أو ما لم ينجزوا. إن الحال يتطلب إرادة سياسية يجمع عليها القادرون من ولاة امرنا تتمثل هذه الإرادة في توجيه كلمة صادقة وموقف حازم تجاه كل أصحاب المصالح من الأوروبيين والأمريكيين في عالمنا العربي والقول بان مصالحهم سوف تتضرر في الشرق الأوسط بشكل جدي ما لم يأخذوا المطالب العربية في الحسبان. إن التقاعس العربي في هذا المجال سيترك الساحة لقوى الجوار وهنا يذهب ولاء الشعب العربي والانقياد لكل من ينادي ويعمل على تحقيق أهداف هذا الشعب الذي لا يستحق كل هذا الإذلال والاحتقار من قياداته.(3) عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية كان بليغا في تشخيصه لحال امتنا العربية وما تؤول إليه وقدم اقتراحات أهمها عندي ما يتعلق بدول الجوار والدعوة ليكونوا ضمن النسق العربي. البعض من ولاة الأمر عارض والبعض تحفظ والبعض ما برح يشاور عقله ولكل منهم أسبابه ودواعيه، وليس هذا مكان مناقشة تلك الآراء. إيران احدى دول الجوار المعنية في خطاب عمرو موسى، ونعلم جميعا أنها في دائرة الضوء الساطع الأمريكي ونفترض أنها مستهدفة باستخدام القوة ضدها من قبل حلف الناتو. ماذا سيكون حال ولاة امرنا لو قرر النظام السياسي في طهران أن يعلن بأنه على استعداد للاستجابة لمشاريع (5+1) بشأن مشروعه النووي وطلب مقابل استجابته لتلك المشاريع انسحاب إسرائيل إلى ما وراء خطوط الخامس من حزيران (يونيو) عام 1967، وفرض التواصل الجغرافي بين غزة وبقية الأرض الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس، والقبول بالتفاهم مع دولة الإمارات حول الجزر العربية المحتلة، ماذا ستكون ردود الفعل عند ولاة أمورنا الميامين؟ حتما الشعب العربي سيتجه لمبايعة النظام السياسي في طهران ويتخلى عن مبايعة القيادات العربية أو الدفاع عنها.تركيا ’حزب العدالة والتنمية’ هي أيضا مستهدفة من الداخل والخارج لأنها اتخذت مواقف بوزن تركيا الجغرافي في شأن الصراع العربي الإسرائيلي اغضب ’الهنتا’ العسكر، واخذوا يتآمرون على حزب العدالة وأرجو الله عز وجل أن لا يمكن الهنتا في تآمرهم. الزعيم التركي ’اردوغان’ قال قولا في مؤتمر قمة ’سرت’ لم يتجرأ الكثير من الزعماء العرب قوله، لقد صفق وهتف له الشعب العربي لأنه كان الزعيم الذي إذا قال فعل وليس كبعض ولاة امرنا. المهم لو أعلن اردوغان أن على دول حلف الناتو أن ترغم إسرائيل على تنفيذ كافة قرارات الأمم المتحدة في الشأن الفلسطيني والأراضي العربية المحتلة وإلا فان تركيا تعلن انسحابها من حلف الناتو وستتخذ مواقف قد تغير موازين القوى في الشرق الأوسط. حتما ستكون ردود الفعل كبيرة فأين سيقف القادة العرب مما قد يحدث لكل من تركيا وإيران نظرا لمواقفهم المحتملة من قضايانا العربية. آخر القول: كل الدلائل تشير إلى أن الإرادة العربية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي تكاد تكون منعدمة إلا في مجال الكلام الذي لا يسترد حقوقا ولا يردع عدوا. وكل الدلائل تشير إلى أن الفاعل والمؤثر في مستقبل هذا الصراع هم الأتراك والفرس وعلى العرب السلام