خبر : ألآليات والوسائل ...د. ناجي صادق شراب

الأحد 04 أبريل 2010 05:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
 ألآليات والوسائل ...د. ناجي صادق شراب



               ترتبط الوسائل وألأدوات بالأهداف ، وألأمكانات وعتاصر القوة المتاحة ، وبطبيعة الصراع وخصائصه، وبالبعد ألأقليمى والدولى للقضية الفلسطينية ، وبموازين القوة وخارطة التحالفات التى تحكم العلاقات ألأقليمية والدولية .وتستند أولا على ألقرار بعدم قدرة الفلسطينيين ، وفشلهم فى أنهاء ألأحتلال ، على الرغم مما قدموه من تضحيات مادية وبشرية ، وثانيا من أصرار أسرائيل على ألأستمرار فى سياستها ألأستيطانية الإقتلاعية ، وثالثا من الدور الخارجى ، والضعف العربى وألأسلامى ، ومن التسليم بأهمية العامل السكانى ، وعلاقاته المتشابكة والمتداخلة فى داخل أسرائيل وفى الداخل الفلسطينى . وفى ضوؤ هذا ألأعتبارات لا يمكن ألأعتماد على خيار أو وسيلة واحده ، لأننا أمام نموذج من الصراع المركب والبنيوى الذى تتعدد عناصرة وتتداخل وتتشابك لدرجة لا يمكن التقليل من تأثير اى أسلوب من ألأساليب ، فالقضية الفلسطينية هى نتاج تفاعلات وموازين وحسابات سياسية دولية ، وهذا العامل لا يمكن أسقاطه فى معادلة الصراع ، ولا بد من ربطه بألأهداف الفلسطينية الساعية نحو أنهاء ألأحتلال ، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة . وبناءا عليه هناك رزمة متكامله من ألأساليب التى يعتمد كل منها على ألآخر ، بمعنى التعامل مع ألأسالب وألأدوات من منظور ورؤية كلية وشامله ، ومن منظور منهج ألأعتماد المتبادل . ومن هذه ألأساليب :أولا: الحق فى المقاومة ، والربط بين هذا الحق وألأحتلال ، فطالما أستمر ألأحتلال بقيت المقاومة قائمه كدليل على رفض ألأحتلال ، لأن عدم المقاومة يعنى التسليم والقبول بألأحتلال ، بصرف النظر عن قدرة هذا الخيار على أنهاء ألأحتلال. وتتحدد هذه المقاومة بعوامل كثيرة بعضها يتعلق بألأحتلال ، وبالعوامل الجغرافية المتداخلة ـ وبالعوامل السكانية المتشابكة ، وبعوامل القوة المتاحة ، لذلك التركيز على المقاومة الشعبية السلمية بكل أشكالها ، مع حق الشعب الفلسطينى فى المقاومة المسلحة إذا أقتضت الضروة ذلك ، وألأبتعاد عن كل أساليب المقاومة التى قد تقع فى دائرة ألأرهاب والعنف .ثانيا : والأسلوب الثانى ولا يقل أهمية عن الخيار الأول ، وهو الخيار السلمى والتفاوضى ، فأسرائيل دولة قوة ، ولا يجدى مع دول القوة ألأ التمسك بهذا الخيار ، ومن شانه أن يضمن التأييد الدولى اللازم لقيام الدولة الفلسطينية ،وهذا الخيار يحتاج الى رؤية للسلام واضحة ، وإلى مبادرة فلسطينية محدده ، فلا يكفى الرفض لكل ما هو مطروح ، وتحتاج الى شجاعة وجرأة فى الطرح طالما أن هناك رؤية بعيده شامله للصراع وأدواته ، وهذاا لخيار لا يعتمد على الفلسطينييين فقط بل يعتمد على تفعيل المتغيرات ألأقليمية والدولية ألأخرى.ثالثا : إقامة المؤسسات الوطنية والحفاظ على الكينونة الفلسطينية بإعتبارها أطارا تنظيميا وبنائيا مهما لحفاظ على الهوية والشخصية الفلسطينية .رابعا : تنمية وتطوير ألأمكانات ألقتصادية الداعمه لخيار المقاومة والخيار السياسى ، بما يضمن أستقلالية القرار الفلسطينى ، أوعلى أقل تقدير تخفيف المؤثرات الخارجية عليه.خامسا ، الحفاظ على وحدانية الشخصية وألأرض الفلسطينية ، وضمان التواصل بين الداخل والخارج من خلال منظومة من تفعيل وأصلاح منظمة التحرير للقيام بهذا الدور ، ومن خلال المؤتمرات ذات الصبغة العالمية . سادسا : أحياء وتفعيل كل قرارات الشرعية الدولية ، وتفعيل دور ألأمم المتحده ، وهنا ياتى دور تحميل المسؤولية الدولية عن نشؤ القضية الفلسطينية ، ودورها فى أنهاء ألأحتلال ،وقيام الدولة . سابعا : تفعيل دور المؤسسات المدنية الدولية ودور ناشطى حقوق ألأنسان والسلام ، لما لهذا الجماعات من دور مؤثر فى نظمها ، وعلى صانعى القرار السياسي فيها . ثامنا ، التركيز على البعد الثقافى فى الصراع ، ومحاولة التركيز على أظهار الوجه ألأحتلالى واللاأخلاقى للأحتلال ، وابراز سياسة أرهاب الدولة الذى تقوم به أسرائيل . وهذا يقتضى تفعيل دور كل المؤسسات والمنظمات الدولية ، ودور الجامعات والمؤسسات التعليمية . فالصراع فى جانب مهم منه صراع ثقافى ، وهذا يتطلب تغييرا فى لغة ومفردات الخطاب الثقافى وألأبتعاد عن المفاهيم التى تخدم الأحتلال وأستمراره .تاسعا : التركيز على تفعيل دور المواطن الفلسطينى العادى ، فهو ألأساس فى معادلة الصراع ، وهذا ألأسلوب يحتاج الى خطة كامله تقوى ألتصاقه بالأرض ، وتنمية وتقوية أرتباطه وولائه ، وتشجيع بقائه ، ودعم صموده ، وحتى يتحقق ذلك لابد من أحترام آدمية هذا ألأنسان ، وحماية حقوقه وحرياته ، ومشاركته فى صنع القرار، والتواصل بينه وبين القيادة السياسية.عاشرا : إقامة النظام الديموقراطى ،والثقافة السياسية المشاركة والمسؤولة ، والثقافة السياسية المدنية ، وهى تشكل أحد أهم مكونات الثقافة الفلسطينية . فالصراع فى جانب منه صراع مابين التقدم والتخلف السياسى ، والربط بين ذلك والقدرة على ممارسة حق تقرير المصير ، وادارة النظام السياسى على أساس من الديموقراطية ، لقد كان من عوامل نجاح أسرائيل أنها قدمت نفسها على أنها أمتداد للديموقراطية والحضارة الغربية. حادى عشر : التأكيد على البعد العربى وألأسلامى للقضية الفلسطينية ، والعمل على أعادتها على أولويات ألأجندة السياسية عربيا وأسلاميا ، فالجانب الدينى والقومى يشكلان أحد أهم مكونات القضية الفلسطينية . ولعل أحد اسباب التراجع فى القضية الفلسطينية هو تراجع القضية على هذين المستوين ، ولا شك فقد لعب الفلسطينيون دورا مباشرا فى ذلك .ثانى عشر : العمل على جعل القضية الفلسطينية حية فى الضمير المجتمعى على مستوى المواطن العربى ولأسلامى ، من خلال التواص بين مؤسسات المجتمع .ثالث عشر : أعادة النظر فى مفردات الخطاب السياسى وألأعلامى ، وألأبتعاد عن الخطاب الشعاراتى والعاطفى ، واللارادوى ، والتركيز على الخطاب العقلانى ،فنحن فى حاجة لمخاطبة الآخرين وليس لمخاطبة أنفسنا . وهذا يستلزم ألأبتعاد عن مفردات التدمير والقتل والفناء لأسرائيل مثلآ والذى يظهر فى مفردات الخطاب الدينى ، وحتى الوطنى . فأسرائيل مثلا تقوم بالحرب والتصعيد العسكرى وتتحدث فى الوقت نفسه عن السلام.ثالث عشر : عدم المبالغة فى قدراتنا العسكرية ، وتصوير ما نملكه من سلاح وكأنه يرقى الى مستوى التسلح النووى القادر على فناء أسرائيل . وهو ما يتطلب أعادة ترشيد وتقييم لعناصر القوة المتاحة ، ومعرفة متى توظف ، والتعامل مع عناصر الضعف لدى أسرائيل وليس عناصر القوة.