خبر : حكومة فياض وحق العودة...بقلم : خالد بركات

الجمعة 02 أبريل 2010 11:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
حكومة فياض وحق العودة...بقلم : خالد بركات



حسنا فعلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حين اعتبرت تصريحات سلام فياض الأخيرة لصحيفة هآرتس الإسرائيلية بشأن حق العودة أنها لا تعدو كونها " مهاترات " وصفاقة فردية ، وأقوال " بلا أي مرجعية وطنية "  كما طالبت الجبهة الشعبية كل القوى الوطنية الفلسطينية للتصدي لمثل هذه التصريحات اللامسؤولة التي تصدر عن رئيس وزراء معين لحكومة غير شرعية ومرضي عنه في الدوائر الأمريكية والإسرائيلية.   صحيفة هارتس الصهيونية أجرت مقابلة مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض (الديمقراطي الذي لم ينتخبه احد ) وصاحب مشروع " الدولة الفلسطينية " ، نقلت عنه تصريحات خطيرة تعبر عن عدم احترام للذات أولا ، وتنكرا لحق فلسطيني مقدس هو حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة ، إذ يعتبر فياض أن بإمكان اللاجئين العودة لدولته المستقلة التي ينوي تشييدها بالتعاون مع إسرائيل والمجتمع الدولي ( يعني أمريكا ) على أراضي العام 1967 !   سلام فياض لم ينسَ أن يقدم تهانيه للشعب اليهودي بمناسبة عيد ( باسوفر ) الذي بسببه أغلق الاحتلال الضفة الفلسطينية ونصب عشرات الحواجز ومنع الناس من الصلاة في المساجد والكنائس.    قبل ذلك شارك سلام فياض في مؤتمر هرتسيليا للأمن وقد صفق له قادة الكيان الصهيوني، حين عبر عن مواقفه حيال حق إسرائيل في حماية أمنها وفعل ما تريده مناسبا لضمان هذا الأمن. كما شارك فياض في هذا المؤتمر بدعم وموافقة من رئاسة السلطة في رام الله التي يقودها محمود عباس وبرضا العديد من مراكز القوى في حركة فتح.   وهل يستطيع الرفاق في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التصدي لتصريحات وسياسات حكومة فياض وهي تشارك فيها؟ الأمر ذاته ينطبق على قوى أخرى صغيرة!     يبدو ان القوى الوطنية والإسلامية لم تعد قادرة على لجم جماح الموظف الدولي المخلص ، ربما لأنها ضعيفة ومفككة تبحث عن دور في السياسة وحصص في كعكة السلطة وقبولا من النظام العربي الرسمي المتهالك، وقد وصلت أمورها إلى درجة محزنة بحيث لا تستطيع قول " لا " لسلام السيد سلام فياض ووضع حد له وتجرؤه على حق اللاجئين في العودة .   إن هذا العبث والتلاعب بالثوابت الوطنية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني لم يبدأ مع حكومة السيد سلام فياض بل إن الأخير هو نتاج طبيعي لمرحلة سابقة تسمى  " أوسلو " و" واي ريفير " التي قادت بدورها إلى " خارطة الطريق " التي نساها العالم ولا يذكرها سوى رموز السلطة في رام الله ونبيل أبو ردينة.   مطلوب من القوى الوطنية وكافة اللجان والجمعيات والهيئات التي تدافع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين رفع الصوت عاليا لوقف هذا العبث بحقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لوطنهم وديارهم التي شردوا منها قسرا ، وهو حق فردي وجماعي وتاريخي لا يحق لأية هيئة أو حزب أو زعيم أن يلغيه أو يعيد إنتاجه وفق رؤيته " الخاصة " : ببساطة ، الخيانة ليست وجهة نظر.