فى قطاع غزة اختتم اليوم المؤتمر الفكري والسياسي الثالث للدفاع عن حق العودة الذي يعقده التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن حق العودة , ومركز قدس نت للاعلام والنشر الإلكتروني والذي استمر على مدار يومين وجاء هذا المؤتمر متزامنا مع احياء شعبنا لذكرى يوم الأرض الخالد , وهنا تكتمل صورة المشهد الفلسطيني وتجتمع أهم ركنين للقضية الفلسطينية – الأرض والانسان - , فى هذه اليوم كانت الذكرى متكاملة عندما يلتقي حشد كبير من اللاجئين الفلسطينيين ليرفعوا صوتهم بعد وقت من الفتور العام الذي اصاب الاهتمام بقضية اللاجئين , وجاءت الكلمات حماسية وقوية ومباشرة كأنها تنفض عن نفسها غبار مرحلة كأداء يمر بها الوضع الفلسطيني , وزاد حماس المؤتمر عندما يتذكر اللاجئون أرضهم وشهداءهم وتاريخهم الطويل المملوء بالذكريات القاسية الأليمة التى واجهتهم وواجهوها ولكنهم صبروا وصمدوا وتمسكوا بحقوقهم ولم يتنازلوا عنها وبقي الموقف الشعبي والرسمي الفلسطيني واضحا وصريحا لا لبس فيه ولا غموض أنهم لا يقبلون حلا لقضيتهم سوى ما أقرته لهم الشرائع الدولية والقانونية وهو حقهم في العودة الى أراضيهم ومدنهم وقراهم التى هجروا منها وتعويضهم عن كل ما أصابهم وإضافة الى ذلك حقهم فى العائدات التى تم استثمارها على أراضيهم وممتلكاتهم طوال السنين الماضية . وكان ملاحظ فى هذا المؤتمر حجم المشاركة وتنوعها وحماس المشاركين جميعهم , فقد شمل المؤتمر مختلف الأجيال الفلسطينية فهناك الجيل الأول الذي عايش النكبة والجيل الثاني الذي عايش النكسة وجيل الشباب المتوقد حماسة ليسمع كل كلمة حول قضيته ومستقبله , وكان حضورا مميزا للمرأة الفلسطينية لتؤكد دورها فى هذه القضية التى تمس كل فرد فلسطيني ولا يقتصر الاهتمام بجنس دون آخر – وهذا مؤشر جديد للوعي الفلسطيني المتجدد بين صفوف شعبنا - , وحضرت الفصائل جميعا وشاركت فى أيام المؤتمر بفعالية كبيرة لأن الجميع أدرك أن هذه القضية لا ولن يختلف عليها أحد لأنها تشكل جوهر القضية الفلسطينية وكانت فتح وحماس والجبهتين الشعبية والديمقراطية والجهاد وكافة الأطر الفلسطينية الأخرى , وحضر ممثلوا اللجان الشعبية فى كافة مناطق قطاع غزة والمنظمات التى تحمل لواء الدفاع عن حق اللاجئين والحفاظ على مكتسباتهم وترسيخ وجودهم وحضورهم فى كافة الميادين وعدم السماح لأي طرف أن يتجاوز دورهم لأنهم هم أصحاب القضية والقادرين على فرض رؤيتهم فى كافة المحافل والمجالات وهم القادرين على الوقوف فى وجه كافة المحاولات التى ترمي للمقايضة على حق اللاجئين مقابل أي صفقة مشبوهة مهما حاول البعض زخرفتها وإظهارها بلباس وطني أو عقلاني , والتأكيد على دورهم فى فضح ورفض كل تلك المحاولات الرامية لإضعاف حق اللاجئين فى تحقيق أقدس حقوقهم فى العودة والتعويض , وشاركت الشخصيات الفلسطينية الفاعلة لتؤكد على وحدة الموقف واستعدادها لتحمل المسئوليات من أجل المضي فى النضال مهما طال الزمن فى الالتفاف حول أهم ركن من أركان القضية الفلسطينية ألا وهي قضية اللاجئين . وتحدث ممثلوا الفصائل والتجمعات الشعبية لحماية حق اللاجئين وحملت الكلمات الإجماع على ضرورة التوحد خلف هذه القضية وضرورة إتهاء الانقسام الفلسطيني الذي يضعف الموقف الفلسطيني فى تحقيق مطالبنا ولا يخدم سوى أعداءنا , واستذكر الجميع كيف يستغل الكيان الإسرائيلي هذا الانقسام ويسعى لتنفيذ مخططاته على الارض بمواصلة الاستيطان ومصادرة المزيد من الأراضي وتهويد القدس وتغيير معالمها وفرض أمر واقع دون رد فعل شعبي يوازي جرائمه بحق مقدساتنا وأرضنا وما حدث فى القدس والحرم الغبراهيمي ومسجد بلال فى بيت لحم ليس ببعيد وكل ذلك يحدث بفضل استمرار الانقسام وعدم القدرة على تجاوز بعض الخلافات الداخلية , ومن هنا فقد أصدر المؤتمر نداءا باسم كافة المجتمعين الى ضرورة انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية من أجل قضايانا الكبرى وعلى رأسها قضية الأرض واللاجئين . وخلال المؤتمر تم تقديم العديد من الدراسات والأبحاث لكتاب ومفكرين فلسطينيين من الداخل والشتات الفلسطيني لتشكل وحدة الرؤية فى الهموم والحلول , وتضمنت فى مجملها حول الأوضاع العامة للاجئين الفلسطينيين فى كافة أماكن تواجدهم وحقوقهم القانونية والسياسية وتعريف اللاجيء الفلسطيني ونظرة كافة الأطراف لمستقبل حل هذه القضية وتقديم حلول عملية لتطوير وتفعيل عمل كافة اللجان الناشطة فى هذا المجال والتعريف التفصيلي بكافة جوانب الحقوق الخاصة بممتلكات اللاجئين التى هاجروا منها , والتطرق الى ضرورة وضع الآليات الكفيلة بإعادة التركيز على هذه القضية الجوهرية من خلال توحيد وتنسيق عمل كافة المؤسسات الفلسطينية وعمل خطة شاملة لذلك , وكذلك الاهتمام بشريحة الشباب الذين يشكلون حاضر ومستقبل هذه القضية لإثبات خطأ نظرية " الكبار يموتون والصغار ينسون " لذلك لابد من التركيز على توعية الجيل الجديد بتفاصيل حقوق اللاجئين وعدم السماح لسياسة التجهيل أن تحرف بوصلتنا عن مهمتنا وكذلك مواجهة سياسة الإحباط التى يحاول البعض زراعتها فى فكر وثقافة شبابنا . وخرج المؤتمر بجملة من التوصيات والقرارات التي تضمنت فى مجملها كافة الاقتراحات والأفكار التى طرحها المشاركون وهي تشكل فى مجموعها خطة عمل متكاملة للمرحلة القادمة لتشكل رافعة مهمة لإعادة الحياة من جديد وبقوة كبيرة للروح الفلسطينية المؤمنة بحقها فى تحقيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين والخروج من حالة التقوقع فى أطر ضيقة للانطلاق الى تشكيل تجمع عالمي للحفاظ على حقوق اللاجئين مستندين الى تجارب اللجان والمؤسسات المختلفة والإصرار على رفض كافة المشاريع التصفوية التى تهدف الى هضم الحق الفلسطيني وضرورة الارتفاع الى مستوى التحديات الجدية التى تواجه قضية اللاجئين فى المرحلة القادمة لأنها ستشكل مرحلة الحسم للقضية الفلسطينية وفرض حلول على الشعب الفلسطيني مستغلة المتغيرات الإقليمية والوضع الفلسطيني والعربي المترهل , فى هذا المؤتمر كانت ذكرى يوم الأرض حاضرة مع رفع صوت اللاجئين عاليا مدويا قويا لتتعانق الأرض مع أصحابها لتشكل بمجموعها الصورة الفلسطينية الكاملة " الأرض والإنسان " . رئيس مركز آدم لحوار الحضارات www.imadfalouji.ps