خبر : كيف تواجه إسرائيل أخطار الإيديولوجيا والديموغرافيا والتكنولوجيا ؟ - ماجد عزام

الخميس 01 أبريل 2010 12:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف تواجه إسرائيل أخطار الإيديولوجيا والديموغرافيا والتكنولوجيا ؟ - ماجد عزام



"ان استمرار النزاع والواقع الحالي  لا يخدم مصالح الولايات المتحدة  ولا يمكن أن يبقى مستداماً لجميع الأطراف، خصوصاً في ظل ديناميكيات الديموغرافيا  والإيديولوجيا والتكنولوجيا، بل يعد بمزيد من العنف  ويهدد إسرائيل كدولة  يهودية ديموقراطية, إن حل الدولتين هو المسار الوحيد القابل  للتطبيق  لضمان بقاء إسرائيل  دولة ديموقراطية ويهودية." الكلام السابق  جاء فى سياق خطاب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون  أمام مؤتمر إيباك السنوي  الذى التئم الاسبوع الماضى فى واشنطن، وضمن مرافعة طويلة  قاعدتها الأساس  الالتزام المطلق  بأمن إسرائيل   وبالتالى فان الاستراتيجية او السياسة الأمريكية الراهنة   تهدف إلى حفظ المصالح المشتركة   الذى يشكل الوضع الراهن خطرا عليها . اذن حسب تشخيص كلينتون   الواقعى والدقيق أيضا    تتعرض إسرائيل لأخطار  لا يمكن مواجهتها  سوى بحل الدولتين اي دولة فلسطينية مستقلة  قابلة للحياة الى جانب دولة اسرائيل , قراءة اكثر عمقا لتلك الاخطار تظهر ان الخطر الاول -الايديولوجيا -له  بعدان: -بعد مباشر رمت اليه هيلاري كلينتون ومعناه ,أن استمرار الاحتلال سيؤدى على المدى الطويل  الى  تقويض الديموقراطية فى دولة اسرائيل وتحولها الى دولة فصل عنصري-"ابارتهايد"-  ثمة بعداً آخر للخطر  الايديولوجى لا ينال حظه من الاهتمام ويتمثل:  بالتحالف بين الجاليات العربية والاسلامية فى العالم خاصة في أوروبا وحركات اليسار ومنظمات حقوق الانسان من اجل حصار وعزل إسرائيل  نتيجة لممارساتها ضد الشعب الفلسطينى  خاصة خلال حرب غزة الاخيرة ,  وصولا الى التشكيك بشرعية وجودها بسبب ايديولوجيتها العنصرية وارتكابها لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية  وهو الخطر الذى اعتبره مركز "رؤية" الإسرائيلى فى تقرير نشر منتصف شباط فبراير الماضى بمثابة خطر استراتيجي  لا بد أن تنتبه الحكومة الإسرائيلية له  وتحشد الأدوات والوسائل الملائمة لمواجهته حتى لو بثمن تغيير الذهنية السابقة  التي أعطت الأولوية  خلال ستين سنة  لوزارة الدفاع وموازنتتها ومواردها  على حساب وزارة الخارجية   الاقل نفوذا وتاثيرا  فى السياسة الاسرائيلية .الخطر الآخر  اى الديموغرافي  يبدو أقل تعقيداً يمكن إيضاحه ببساطة   بعد عقود قليلة ثلاثة أو أربع على الأكثر  سيصبح العرب اغلبية و اليهود أقلية في فلسطين التاريخية  اي فى الارض الواقعة ما بين البحر والنهر و إذا لم يتم التوصل إلى تسوية حتى ذلك الحين  فستفقد إسرائيل إسرائيل يهوديتها  أو طابعها اليهودي  وتتحول اما الى دولة ثنائية القومية لكل مواطنيها او إلى دولة يهودية تمارس الفصل العنصرى  بطريقة فظة وعنيفة  وليس من داع للتفكير مليا  فى نهايتها  المحتومة عندئذٍ.الخطر الثالث والاخير يبدو ذا طابع امنى ولكنه يتضمن مغزى مهم ايضا، التكنولوجيا الحديثة  التي حيدتها الجغرافيا أو همشتها إلى أبعد الحدود بمعنى أن العمق الامنى الإسرائيلى او الجبهة الداخلية لم تعد بمنأى عن الصواريخ الفلسطينية و اللبنانية علماً أن التكنولوجيا نفسها فشلت في بلورة حل عملى و مضاد، " منظومة القبة الفولاذية الاسرائيلية " و-اخواتها -المضادة للصواريخ ليست اكثر من أسلحة باهظة الثمن ومحدودة الجدوى والضمان  وما من حل للمشاكل والتهديدات الامنية سوى عبر السياسة والتسوية  الذى بات عنوانها حل الدولتين . في مواجهة الأخطار الثلاث السابقة  لا يطرح اليمين فى إسرائيل  اى حلول جوهرية  سوى المضى قدماً في اتباع قاعدة ما لم يحل بالقوة  يمكن أن يحل بالمزيد منها   بمعنى اخر الحفاظ على الوضع  الراهن  الذي تراه كلينتون  مؤذيا و خطرا وقوياً على المصالح الامريكية  وحتى الإسرائيلية.يجب الانتباه إلى أن لغة هيلارى كلينتون وحتى باراك اوباما  تتطابق لى إلى حد كبير مع  تلك التي تستخدمها تسيبى لفنى   المهجوسة  بكيفية الحفاظ  على يهودية وديموقراطية اسرائيل  والتى كتبت في دستور كديما   أن الانسحاب  من اجزاء من ارض اسرائيل  هو تطبيق للأيديولوجيا الصهيونية  و ليس تنازل عنها. لفنى كما كلينتون واليسار اليهودى الامريكى المحيط الأن بالرئيس باراك أوباما  يعتقدون  جميعا أن ليس من سبيل لمشاكل إسرائيل  والأخطار والتحديات  التي تواجهها سوى حل الدولتين  اى  إقامة دولة فلسطينية  إلى جانب دولة إسرائيل يهودية وديموقراطية  مع السعى الحثيث لتقريب شروط الحل من ثوابت  او لاءات الاجماع الصهيوني  لا لحق العودة للاجئين الفلسطينيين لا للانسحاب الى حدود حزيران يونيو 1967  لا لتقسيم القدس  العاصمة الابدية والموحدة لاسرائيل .يبدو الانتظار مشوقا من اجل معرفة  مالات السجالات والتجاذبات الاسرائلية-الامريكية-كما الاسرائلية-الاسرائلية  فهل سينجح اليمين فى الحفاظ على الوضع الراهن الخطر والمؤذى ام سينجح اليسار-بالمعنى الاسرائيلى طبعا- فى فرض وجهة نظرته وانجاح التسوية  واقامة الدولة الفلسطينية  بصفتها ضرورة ايديولوجية  وديموغرافية  وامنية   للدولة العبرية حسب مقاربة تسيبى لفنى التى باتت هيلارى كلينتون  تتبناها ايضا.مدير مركز شرق المتوسط للاعلام