خبر : فلسطين: شيك كرتوني على طريقة من سيربح المليون - لينا ابو بكر

الخميس 01 أبريل 2010 12:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
فلسطين: شيك كرتوني على طريقة من سيربح المليون - لينا ابو بكر



من ذاكرة القمم العربية المصورة لا يمكنك أن تنسى حضور فلسطين ليس كقضية فقط بل كرمز، فكل خطاب كان يكتسب أهميته مما يوليه لتلك الرقعة الجغرافية المغتصبة - على عينك يا ...حاكم - غير أنك مع الزمن تدرك فداحة الغياب أو إن أردت النسيان عن سابق إصرار وتعمد، لأن القضية تمت بوتقتها على المستويين الإعلامي والسياسي، مما قزم منسوب الاهتمام بها، وحصرها في زاوية ضيقة من عين الكاميرا لا تتعدى كونها خبرا عابرا أو مجرد عبارة في شريط اخباري مبتور أو شيك كرتوني على طريقة من سيربح المليون؟لابي عمار في ذاكرة القمم حضور خاص، وربما كان غيابه عن القمة العربية الأخيرة - التي عقدت قبل رحيله ومنعته اسرائيل من التوجه اليها لما حاصرته في رام الله - تكريسا لحضور استثنائي للقضية الفلسطينية، كيف لا وأنت تتابع وعلى مرأى العالم مدى ما وصل اليه أولو الحكم من عجز ومهانة تمنعهم من اتخاذ أي موقف ديناميكي ومشرف من ذلك الحصار؟ هنا بالضبط تتحدد قيمة الرمزية في القيادة الفلسطينية التي تفضح المحتل بغيابها أو حضورها، وتفضح أيضا مواطن العار لدى سدنة الكراسي والاعتدال ..ولأن الأيام دول، فالظروف حكام، والظرف الآن عباسي بلا منازع، تعال تفرج على ’ كشرة الريس ’ في القمة، وقل على الأمة السلام، الريس زعلان، فاستقبال القذافي له لا يليق بمقام ما قدمه من خدمات جليلة للقضية الفلسطينية تتمثل بتغييبها تماما عن الحدث السياسي الراهن وتحويلها إلى ’تسالي’ تفاوضية .... وهنا بالذات تلفت الكاميرا نظرك إلى غياب الحضور العقيم وحضور الرمز الغائب، يا أيها الناس : العوض بسلامة الكاميرا!المارد التركيأردوغان ’دمه حامي’ وهذا ليس لأننا أمة مأخوذة بالعاطفة بل لأن هنالك مؤشرات يجب ان تؤخذ بالاعتبار كونها تعبر عن حراك حقيقي للقوى السياسية والدينية في تركيا من أهمها:خطاب أردوغان في القمة العربية الذي يدعو فيه العرب لوحدة المصير مع تركيا مما يعكس نفاذا في الرؤية التي تعبر عن إيمان حقيقي بالاشتراك في الثقافة والعقيدة وحق الدفاع عن المقدسات.تكرار الرفض التركي لسياسة أمريكا وأوروبا من إيران التي تعد منافسا تاريخيا للسلطة العثمانية على مر العقود مما يترجم الصحوة التركية والوعي التركي للمؤامرة الدولية المعاصرة بقيادة القياصرة الجدد.عرضت الـ’بي بي سي’ العربية شريطا اخباريا يقضي برفض اردوغان لاقتراح ميركل باجراء اتفاق شراكة مع تركيا بدل ضمها للاتحاد الاوروبي مما عده اردوغان اهانة لتركيا، وهذه ترجمة عملية لموقف بلاده الذي يتجاوز مرحلة التخاطب الاعلامي الى التحرك السياسي.بمكر...بثت فضائياتنا العربية من ’الجزيرة’ و’العربية’ والـ’بي بي سي’ وغيرها في أحتفال أحد الشعانين بفلسطين لقطة لاحد الشباب في مسيرة تضم عربا واجانب وأحد الجنود الاسرائيليين يحاول القاء القبض عليه حيث تستلقي فوقه فتاة تستبسل بمنعهم من اقتناصه، لأول وهلة بدا المشهد فلسطينيا، حيث اعتدنا على ذلك ونحن نتابع - نتفرج - على ذلك النضال المستميت من النساء الفلسطينيات قبل أسر احد ابنائهن أو ازواجهن او احد ذويهن، غير أنك بتأمل المشهد الذي كانت تعوزه الدقة الخبرية في النقل - يتبين لك أن الموقف خاص باحدى الناشطات، وتلك شارة ايجابية لصالح القضية حيث يدرك العالم تماما مدى الوحشية التي ينتهجها الاسرائيليون بالتعامل مع الأسرى، وهنا عليك ان تسأل بمكر: لماذا يركز الخطاب الفلسطيني الرسمي على بعض جوانب الصراع مع العدو ويهمل ماعداها؟كأنه ليس بيننا وبين اسرائيل سوى مسألة الاستيطان، فإن توقفت حتى وإن آنيا، نعد العدة للموائد التفاوضية وإن استمر الاستيطان، نبدأ الموشح الاعلامي الذي يبدو الان أكثر عقما من أي وقت مضى.. الم أقل لكم: حاميها.....مراهقة إعلامية برنامج ’ليالي السمر’ الذي تبثه قناة أبوظبي لم يزل مستمرا بحلة جديدة هي مقدمة البرنامج، ميس حمدان، الحقيقة أن ما يلفت النظر بهذا البرنامج تعمده اختيار نمط معين من المذيعات، يعتمد على الضحك العشوائي وافتعال المواقف الطريفة بما لايليق لا بالضيوف ولا بالمشاهد ولا حتى بالقناة.تعرضت سابقا لاسلوب المذيعة السعودية وعد التي تم الاستعانة بها في الجزء الاول من ’ليالي السمر’، وهو ذات الاسلوب على أبلى لميس حمدان التي ان تابعت حوارها مع ضيوفها لن تعثر فيه على حوار أصلا بقدر ما ستتعثر بطريقك إلى الفضاء بكل تلك الخربشات او التهريج البهلواني في طرح السؤال ومجاملة الضيف مما يبتعد بك عن عنصر التشويق وخفة الظل والافادة الممزوجة بالمتعة الراقية ..لا ادري لماذا يصر الاخراج على هذا النوع من الطرح؟ هل عقمت الطاقات التي يمكن لها ادارة الحوار بشكل ينأى عن الاسفاف والنهج التجاري الرخيص؟ليست تلك ابدا الصورة التي يمكن لها ان تعكس مدى التصور الحداثي او العصري للبرامج الحوارية التي تسعى للرواج الجماهيري ..نرجو من القائمين على الاشراف في القناة استدراك تلك الكبوة الاعلامية التي لا ترقى ابدا الى مستوى الاعلام الاماراتي الملتزم.العلاج في القصر العيني الألماني ’الريس’ استأصل المرارة في مستشفى هيدلبرغ بألمانيا، على نفقة الشعب، أليس الشعب هو الدولة؟’مالو القصر العيني يا جدعان’؟ مش اد المقام يعني؟ مهو تلتين الدولة- يعني الشعب - راقدين هناك، ومنهم من ينتظر - على الدور- وما بدلوا تبديلا!ما الذي يعنيه أن تنمي لمصر؟ ان تكون مصريا؟ بثت قناة المحور اغنية اظنها لتامر حسني تقول: ’واحد مننا’ ...لن اعلق الان على كلمات الاغنية بل ساتعرض لقصة عرضتها قناة ’المحور’ في برنامج 90 دقيقة في حلقة قدمها معتز الدمرداش، ثم أعود لمسألة الوحدة بين الشعب والحاكم ..أسماء كما تبدو في الصورة التي عرضتها ’المحور’ فتاة جميلة، ذات بشرة نضرة ومحيا شاب وفاتن، يبلغ من العمر 25 ربيعا، وعمار يا مصر ..المفاجأة هي صورة أسماء بعد الخطأ الطبي في القصر العيني وبعد قرار الصحة بقطع النفقة المخصصة من الدولة عنها ومطالبة زوجها بكذا اربعين الف جنيه مصري، الصورة لا يمكن أن تشي لا من قريب ولا من بعيد بأي شبه أو صلة لتلك الاولى قبل مرحلة القصر العيني حيث تبدو فيها شاحبة هزيلة جدا، اقرب للجثة منها الى عمر الربيع، ملقاة على سرير أشبه بالعداد الرقمي، وزوجها يستغيث المسؤولين بمواصلة النفقة ولا من مجيب!اما أغنية ’واحد مننا’ فهي المفارقة، فربما يتوحد الشعب مع الحاكم بأمر يتيم هو الجنسية المصرية لانه حتى نفقة العلاج تقتصر على سيادته وبطانته، والشعب: ’يغور في داهية’ ولو كان الامر غير هذا فلماذا لم يسجل ’الريس’ المصري واقعة انتماء واحدة فقط للقصر العيني؟خوفا من الاخطاء الطبية يا ترى؟أم خوفا من تحديد نفقات العلاج؟أم خشية التحول إلى جثة؟ كلها احتياطات أمنية، وعمار يا مصر: ’الريس راجع شباب’!’ شاعرة عربية ـ لندن