أربع وثلاثون عاماً مرت على انتفاضة شعبنا الفلسطيني والتي عُرفت بيوم الأرض ، هذا اليوم الذي سقط فيه الشهداء الأبرار والتحمت فيه كُل الأيادي الطاهرة من الجليل وعرابة إلى المثلث إلى طولكرم لتشكل حالة فلسطينية مٌشرفة في التضحية من أجل أرض فلسطين الطاهرة . لقد كانت انتفاضة يوم الأرض هي العنوان الحقيقي لنضال الفلسطيني من أجل الحرية والإستقلال وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الذي صادر الأرض ولازال يحاول مصادرة المزيد منها في الضفة الفلسطينية والقدس وأراضي أهلنا الصامدين في فلسطين المحتلة عام 1948م . إن هذا اليوم الخالد ونحن نحيي ذكراه يجب أن يكون حافزاً مهماً لإستمرار المقاومة الشعبية للتصدي لكُل الإجراءات الإسرائيلية الهادفة لضم المزيد من أراضي أهلنا في الضفة في إطار مشاريع الإستيطان القديمة الجديدة واستكمال مشروع جدار الفصل العنصري الذي نهب الأرض الفلسطينية وجعل الضفة الفلسطينية عبارة عن كنتونات وتجمعات سكانية بعيدة جغرافياً مما سيؤدي إلى إنهاء حُلم الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967م . لقد نجحت الهبة الجماهيرية في يوم الأرض في فت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية التي تشكل الأرض الجزء المهم فيها لأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مبني بالأساس على قضية سرقة وإحتلال الأرض ، وقد نجحت أيضاً الهبات النضالية الفلسطينية الحالية في إعادة أنظار العالم مرة أخرى إلى الأرض الفلسطينية وما تتعرض له من نهب وسرقة على يد إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة التي تدعي التمسك بالسلام . إن شعبنا اليوم بحاجة إلى كُل دعم دولي وعربي من أجل الإستمرار في المقاومة الشرعية التي أقرتها كُل الشرائع والمواثيق الدولية من أجل حماية الأرض وطرد هذا المُحتل الغاصب الذي يعمل جاهداً من أجل تحقيق نظرية البُعد الجغرافي والديمغرافي الفلسطيني في القدس والضفة الفلسطينية للتهرب من أي تسوية سياسية تقوم على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967م . رحم الله شهداء يوم ألأرض ، وشهداء شعبنا الفلسطيني الذين ضحوا من أجل هذا التراب المقدس وأناروا لنا طريق الحق نحو فلسطين الأرض والهوية .صحفي وكاتب فلسطيني rm_sh76@hotmail.com
