خبر : قمة سرت: وإننا لمنتظرون ! - مروان عبد العال

الثلاثاء 30 مارس 2010 02:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
قمة سرت: وإننا لمنتظرون ! - مروان عبد العال



 ما ان انهت القمة العربية اعمالها في سرت الليبية  حتى اكتست الأرض الفلسطينية رونقها ، في يومها  الخالد أشاح  عن وجه الارض وروحها معنى الذكرى ، يوم لبست الفصول جميعها ربيع الشموخ والعطاء وكفاح  الشعب الفلسطيني، يوم كتب أبناء الارض بدمهم على تضاريسها  في الجليل والمثلث والنقب، حكاية فلسطينية ذات دلاله ، وهي لم تبدأ في النكبة ولم تتوقف عندها و مازالت وقائعها مستمرة حتى اللحظة حيث تتعرض الارض والمقدسات الفلسطينيه الى نهب وتدمير وتهويد واستيطان  صهيوني منظم يهدف الى ان يجتث معنى  فلسطين من الارض الفلسطينيه.        لا بل يهدف الى سحق الوجود الفلسطيني المتشبث فيها كتعبير عن  الهوية عربية في الارض  كي يجهز  روح البقاء في نفس  كل فلسطيني  ينزرع في ترابها  مقيما  او مشردا تسكنه فلسطين ، لأنه صراع من  اجل السيطرة على الزمن الفلسطيني واخراجه من صلب المكان وكي يزيف التاريخ  ويجد شرعية تبرر وجوده ، هو ارهاب الجفرافيا وعنف الخرائط  ، في الجدارات بانواعها  والاستيطان والحواجز والبوابات والمعابر واقتلاع الزيتون والحصار والاغلاق ، كان يوم الارض ، فصار كل يوم  هو يوم  ارض وعلى كل ارض فلسطين التاريخية.لذلك كل كتلة فلسطينية هي على مساحة صراع واحد ، ليس برغبة منه بل بفعل سياسة التميز التى باتت تهدد وجوده وكيانه وهويته.       واننا لمنتظرون نعم  سيل من العبارات الطنانة والقرارات التي تبعث في نفس الرضى والثبور ، والتي رافقت اعمال  قمة" القدس"  .ننتظر قرارات حاسمة حتى تصدر وعندما تتمكن من الصدور استجابة لغضبة الجماهير وانفة القادة لما اصابهم من غلو وصلافة نتانياهو ، نجلس للنتظر تنفيذ القرارات ، حتى لا تتحول القرارات هي الاخر الى صالون الانتظار مرة اخرى ، كل شئ قابل للانتظار حتى القدس، التي لم تعد تقوى  الانتظارعلى ترف الانتظار.. وتتوق شوقا حتى تتحول قرارات القمة بخصوصها رصيدا في صندوقها وليس في  جيوب احد او ارصدة مجمدة في البنوك بانتظار جديد  ايضا من امر الصرف الامريكي. ما أعلنه السيد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية من اقرار وزراء الخارجية العرب بدعم القدس بـ500مليون دولار أمر مهم على أهميته يستعيد سؤال ينتظر الاجابة عن جدوى هذا المبلغ في وقف سياسة التهويد وفي برنامج الكيان الاسترتيجي لعام 2020، وبالمقارنه بكرم وسخاء المليونير الصهيوني الامريكي موسكوفيتش  واعماله المستمرة  لتهويد القدس..       لكن الحكومة الاسرائيلية الحالية كسابقاتها تعتبر القدس مدينة  اسرائيلية  دون اعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي أو القانون الدولي،وعلى مرأى من الجميع ، ونحن نكتفي بالادانه والشجب وارضاء النفس باننا نتسلح بالقرارات الدولية وننتظر كي يتم تنفيذها ،  ولكن أسرائيل لا تنتظر احد وتواصل تهويد المدينة دون توقف، باعتبار انها مدينة اسرائيلية غير قابلة للتفاوض أو النقاش،وما قاله نتنياهو بأن القدس ليست مستوطنة وأن البناء فيها مثل البناء في تل أبيب، ليس جديدا في السياسة الاسرائيلية، بل هو قديم ومن قدم احتلال المدينة، لكن نتنياهو ووفقا  لبرنامجه الانتخابي الليكودي، صريح تماما  بوضع النقاط على الحروف بان يستبق اي تفاوض حول مدينة القدس وتكون هناك حالة جديدة وواقع عنيد : ان لا وجود لقدس شرقية و بوضوح تام، لأنه لا يوجد أمامه سد منيع . بل أمة مختلفة وعاجزة ومجزأة  ووضع فلسطيني منقسم ، هي فرصة العدو الصهيوني المناسبة و التاريخية ، لذلك هو بات غير مستعد للتراجع حتى لو من باب اللياقة الادبية  العامة أمام نائب الرئيس بايدن وحتى الرئيس الامريكي أوباما نفسه. وتحويل قضية القدس ليس الى قضية خلافيه مع المفاوض الفلسطيني بل قضية خلافية مع الولايات المتحدة الامريكية.        ترددت عبارة واننا لمنتظرون في اروقة  القمة العربية  ودعوة الشعوب كي تنتظر تنفيذ الوعد الامريكي الذي لم نعد نعرف كم رقمه في سلسله الوعود على مدار الادارات الامريكية الراعية للتسوية، تعليمات أمريكية  قالت انتظروا ،  نصحت بعدم  عرقلة  جهود السلام ،بل انتظار ما سيفعله الرئيس الامريكي بشأن الاستيطان  واخذ العلم بحجم الضغوط التي يتعرض هو وادارته الى حد وصفه على لسان وزير اسرائيلي بانه يمثل "كارثة استراتيجية لسرائيل" وكذلك  من قبل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ،النظام العربي يؤكد  على استرتيجيته المؤكدة بان السلام مازال خيارا استرتيجيا. ويضيف هذه المرة كلمة" العادل"... تبدو كانها استراتيجية استجدائية وسياسة تسول ،  وليس سياسة ادارة  صراع ، حين يقال باننا نتمسك بالمبادرة وسننتظر ونرى. اي ننتظر كيف ستضغط الولايات المتحدة على اسرائيل. ؟؟؟ اي اننا نتبنى السياسة كي تترجمها ضغوطا الولايات المتحدة. وعلى من؟ على اسرائيل هذه المرة. ولكن السؤال ماذا لو عادت الولايات المتحدة وطالبت الدول العربيه بمساعدتها في الضغط على اسرائيل وبمزيد من تقديم التنازلات؟        انتظرنا طويلا كي تتم يوما المصالحة العربيه – العربية.  لقد شكلت لجان للوصول الى هذه الغاية الكبرى . وانتظرنا ان تتم المصالحه الفلسطينية – الفلسطينية قبل القمة . علها تكون مهمازا محركا لمصالحة عربية.  وانتظرنا كي تكون في صلب جدول اعمال القمة . ولان نحن علة وعد انتظار جديد انها ستكون بعد القمه ، بدعوى ان المصالحة العربيه العربيه يجب ان تسبق. واحتار المنتظرون  في جدل بيزنطي جديد قديم بين من له سبق الخلق، الدجاجة ام البيضة ؟؟        ان السياسة  تصنع  بادوات القوة وليس بانتظار الرحمة  والاستجابه من  الاخر.  تحددها المقومات الداخليه التى تراكم اسباب الفعل والقوة وتزود  اي اطروحه بوسائل تحقيقها. وخاصة ان الامر  لايحتمل الانتظار على نار الوعود ، فالجرافة الاسرائية لم توقفها شطارة وبلاغة مفاوض ومهما كانت كفاءته المهنية، الامر ليس على طاولة التفاوض بل ما يجري على ارض الواقع الميداني. والذي يجري في اعماق المجتمع العربي، هو الملل الى حد القرف والشعور بالاهانه من استراتيجية أننا لمنتظرون. عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، مسئولها في لبنان، روائي وفنان تشكيلي فلسطيني* .