خبر : في سرت رفض العرب الحوار مع إيران وأصروا عليه مع إسرائيل!!! - د. علاء مطر

الثلاثاء 30 مارس 2010 10:08 ص / بتوقيت القدس +2GMT
في سرت رفض العرب الحوار مع إيران وأصروا عليه مع إسرائيل!!! - د. علاء مطر



جاء البيان الختامي لقمة سرت كالمعتاد والمتوقع مخيباً لآمال المواطن العربي عموماً وآمال الفلسطينيين على وجه الخصوص، سيما وأن ما اتخذ من قرارات في كثير منه لن يجد سبيله للتطبيق مع حالة الضعف والتردي العربي وغياب القوة وأوراق الضغط التي تؤهل لقرن الأقوال بالأفعال. أكدت العرب في سرت على إصرارهم بالمراوحة في أماكنهم دون السعي لتغيير أوراق اللعبة السياسية في المنطقة لصالحهم وهذا ما يبقيهم ألعوبة في يد إسرائيل وأمريكا. فما الذي جنته أمة العرب من علاقاتها مع هاتين الدولتين على وجه الخصوص؟؟، هل زاد رصيدهم على صعيد التأثير السياسي إقليمياً ودولياً؟؟، بل هل هناك نوع من تكافؤ في حجم الاستفادة نتيجة لهذه العلاقات المنسوجة عبر سنين طوال؟؟. ألا كان يجدر بالعرب تغيير اللعبة السياسية وتنبني مقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي طرحه أمام الجلسة الافتتاحية للقمة والقاضي بإطلاق حوار عربي- إيراني؟؟. ألا تعتبر إيران دولة ذات تأثير إقليمي ودولي يعتد به وأن تحسين العلاقات معها والارتقاء بها من شأنه على الأقل أن يمنح الدول العربية ورقة ضغط في علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل.  فما المانع من فتح الحوار مع طهران ومن أوسع أبوابه؟؟! فهناك تاريخ وحضارة وجغرافية ودين ومصالح مشتركة، في المقابل ما الدافع وراء استمرار الحوار وعلاقات بعض الدول العربية مع إسرائيل، رغم أنها وراء كل القلاقل في المنطقة؟؟!. هل هو الخوف من طموح إيران التوسعي والجامح في المنطقة كما يشير البعض؟؟ فما الفارق بينها وبين إسرائيل في ذلك، فهي على الأقل ليست عدوة للعرب؟؟!. أم المشكلة في مصالح إيران المتعددة في المنطقة والتي تتعارض مع المصالح العربية؟؟! فلما التعارض فلكل دولة الحق في تعزيز مصالحها في حال لم تكن على حساب الدول الأخرى. أم هناك خوف من أن تكون العلاقات مع طهران على حساب العلاقات مع واشنطن؟؟، كيف هذا وإيران تربطها علاقات قوية مع العديد من الدول التي تربطها علاقات متينة مع واشنطن. أم يعود ذلك للاختلافات السياسية تجاه عدد من الملفات والقضايا؟؟ مثل الملف الفلسطيني واللبناني والعراقي، والملف النووي الإيراني، ودعم الإرهاب، وعملية السلام، واحتلال الجزر الثلاث، وتسمية الخليج "عربي أو فارسي". ما يمكن قوله هنا، أن حوار عربي ـ إيراني بإمكانه تجاوز هذه الخلافات، خاصة وأن هناك أرضية قوية للحوار بين الطرفين، في ضوء تراجع حدة الاختلاف حول العديد من القضايا منها، الخلاف حول عملية السلام والذي من المفترض أن يكون  قد تراجع كثيراً في ضوء الجمود الذي يعتريها وعدم جدوها في ضوء التعنت الإسرائيلي المستمر والإجراءات والممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والمقدسات. كما أن قضية أمن الخليج والجزر الثلاث، لا تشكل محور خلافي كبير، خاصة وأن دول الخليج العربية يربطها علاقات طيبة مع طهران، وهنا علاقات دبلوماسية بينهم، واتفاقيات تعاون في العديد من المجالات، ومنها المجال الأمني. كما أن الإمارات صاحبة مشكلة الجزر الثلاث، تعتبر من أكبر الشركاء التجاريين لإيران.  حتى أن الخلاف الناجم عن اتهام بعض الدول العربية لإيران بدعمها الإرهاب وزعزعة الأمن في المنطقة، يمكن تجاوزه، سيما وأن طهران يمكن أن تستجيب لمصالحها على حساب ما سواها، وقد قامت بذلك عملياً حين عمدت ومنذ بداية عهد رفسنجاني إلى الانسحاب المنظم للأنشطة العنيفة خارج إيران ومراكز التوتر في العالم خاصة العالم الإسلامي، وأصبح الدعم الذي تقدمه  للحركات الثورية الإسلامية يخضع لمراجعات كثيرة، حيث انكمش دعم الحركات الثورية خارج العالم الإسلامي وتركز في بعض الحركات الإسلامية، وما تقم به طهران من دعم للحركات الثورية هو في الأساس يصب في مصلحتها والزيادة والتقليص في هذا الدعم يتبع تقديرات المصلحة. من جانب أخر والذي من المهم الإشارة إليه، أن تحميل بعض الدول العربية ولو ضمنياً التيار المحافظ في إيران المسؤولية وراء عدم النهوض بالعلاقات عند الحد المطلوب-نظراً لوقوفه خلف نقاط الخلاف والدعم الإيراني الموجه لإثارة القلاقل وزعزعة الأمن في المنطقة- له أثر سيء على توجهات السياسة الخارجية الإيرانية تجاه العرب ولن يساهم في حل الإشكاليات بين الطرفين، لأن المحافظين هم من يسيطروا على صناعة القرار بصورة فعلية في إيران، وأي حل لأي قضية خلافية لن يمر دون موافقتهم. لكن ما نذكره أن المحافظين لن يحلوا القضايا الخلافية مع العرب دون اتفاق على رزمة من الحلول للعديد من الخلافات بين الجانبين بالإضافة إلى تنسيق وتقاسم المصالح في المنطقة، وهذا لن يتم إلا عبر الحوار والتقارب وليس الصراع والتباعد.