أنا الموقع أعلاه اقر واعترف وأنا بكامل قواي العقلية , وصحة ذاكرتي التي هددوني بمحوها يوما , بأني اخترت الانحياز لهويتي وثقافتي الإنسانية العربية الوطنية , وقررت وانا متمتع بحريتي التي فطرت عليها وأنا في رحم بدوية الحموي وصلب تركي مطر ولامستها مع الصرخة الأولى المبشرة بانطلاق حياتي في هذا الكون أن اسخر ما بقي لي من مسافة تفصلني عن موعد العودة إلى أصلي -" التراب "- أن أبوح بما اعرف عن الحقيقة كلما أحاطت مداركي بجزء منها , وأن أزيح أقنعة تقدر حواسي مجتمعة على الإمساك برأس خيطها الفاصل مابين الباطل والحق مهما كان رفيعا . اقر واعترف بأني لن ادع الذين يسرقون حياتنا ومستقبلنا وآمالنا ثم يدورونها في معاملهم السرية , الذين يسوقون كلماتهم المخدرة المنومة , ونقيضها المنشطة للفحولة الذكرية , وحشواتهم التعبوية الدافعة للتفجير والانشطار , سأكشف ما استطعت انحرافاتهم وانقلاباتهم , فانا لا يمكنني الصمت فيما أراهم ينقلبون على مبادئ وقوانين الحياة التي لا أول لها ولا آخر , فهؤلاء يبشرون للموت الذي لا يعلم الإنسان العاقل عنه سوى انه المحطة الفاصلة بين المعلوم والمجهول . فيستبدلون نعيم أفكار الحياة بتعاميم التخويف والإرعاب بالجحيم . اقر وأعترف بان واحدا من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح واحدا لم يدفعني ولم يدفع لي ولم يأمرني ولم يطلب مني توظيف حروفي وكلماتي أو عدستي , فحرية الفكر والإبداع والرأي والتعبير في فتح عقيدة تاجها الالتزام الأخلاقي والوطني , كما أني لم اطلب ولن اطلب من أي مناضل في هذه الحركة أو أي إنسان في هذا الوطن إتباع سبل التحريف والتشويه والتزييف والكذب لأنها من سمات عمل الذين صنفونا في خانة الأعداء , ومارسوا علينا التمييز العنصري , فحركة فتح التي شرفتني بموعد اللقاء الحقيقي مع فلسطين :الإنسان التاريخ والأرض والثقافة والنضال والكفاح والهوية التحررية التقدمية الديمقراطية والسلام المنشود حبا وطواعية في قلوب أهلها والمنبسط على ربوعها لم تعلمنا إلا قيم الأخلاق مذ كنا أشبالا قبل اثنين وأربعين عاما, ربتنا على السلوك القويم . واحترام الرأي والموقف الآخر مادام نبيلا صادقا موضوعيا , والاعتداد بآرائنا ومواقفنا المدعومة بالحقائق والبيانات والمنطق . اعترف بخوف على أبرياء يدعي أمن حماس أني آمرهم بمهمات بحكم موقعي كمدير تنفيذي لمفوضية الثقافة والإعلام في حركة فتح وبحكم كوني عضوا في المجلس الثوري , فالذين يدعي بيان امن حماس انه اعتقلهم بتهمة تشويه حكومة حماس وصورة المقاومة , اعترف واقر أني لا اعرفهم ولا يعرفوني ولا صلة لي بهم مهنيا أو شخصيا في إطار عملي أبدا . فأمن حماس يعرف أني صادق وأنهم سيتجرعون مرارة الكذب والافتراء على المواطنين الصالحين المؤمنين , وأنهم بهذا الفعل المشين يرمون المحصنين .فهم لم يكشفوا سرا عندما تحدثوا عن موقعي وطبيعة عملي في المفوضية , فالمناضلون على طريق انتصار المشروع الوطني أعلام ترفرف في الفضاء لا نواريها ولا نخفيها , فنحن لا نستحي مما نفعل فأعمالنا خير للقضية والوطن , وليس ذنبنا أنهم يفعلون في سرهم ما تقشعر له الأبدان , ويخجل عن ذكره اللسان , فلا سرية ولا أسرار في عملنا , فالوطن وطننا والشعب أهلنا فهل من أمان أعظم من هذا ؟!. " مبروك جالك مليون " مع ابتسامة من الأصدقاء عبر المحمول ومن الزملاء أزاحت عنا بعضا من ثقل التفكير والتخطيط لمعركتنا الوطنية مع الاستيطان والتهويد , وساعدتنا على تحمل آلام غدر جنود الاحتلال بأطفالنا الأبرياء في نابلس , فبينما كنا منهمكين بصياغة بيان ندعو فيه لمحاكمة ضباط جيش الاحتلال على جرائمهم ضد أطفالنا في عراق بورين وعورتا بنابلس كان المسئولان عن امن وإعلام حماس منشغلان بإصدار بيان حافل بالباطل , وبمليوني دولار !! فليتهما أجلا إصداره إلى يوم الأول من نيسان , فتكون حقا الكذبة في موعدها . لا داعي للاعتراف والإقرار بأن زوجي أم ضياء أحبت غزة وأهل فلسطين , فشهادة أحبتها في غزة تغني وتكفي , لكنها اضطرت للهجرة إلى وطنها الأصلي تونس بعد الخوف والرعب من قذائف ورصاص مسلحي حماس الذي فتك بآمالها وآمالي العظيمة بحياة مستقرة آمنة في وطننا الصغير بيتنا في برج يافا بمدينة العودة , فصور الموت والدمار , الرصاص والشظايا , الدماء والأدمغة المتناثرة , الصراع بين الأخوة قد طبعتها حماس في ذاكرتها بعد أن سلبتها صورة فلسطين الحرية والاستقلال والسلام والمحبة .