خبر : القمة العربية تنعقد في الجماهيرية الليبية .. محمد صالح المسفر

الثلاثاء 23 مارس 2010 01:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
القمة العربية تنعقد في الجماهيرية الليبية .. محمد صالح المسفر



  ( 1 ) في ظل حال الأمة العربية الراهن المخيف، وفي وقت يتدافع رجال الإدارة الأمريكية ـ نائب الرئيس الأمريكي، وزير دفاعه، ومندوبوها على أعلى المستويات ـ نحونا في الوطن العربي لا لأعمال خيرية وإنما لأمر جلل، وفي ظل ظروف دولية تجمع قواها للنيل منا بكل السبل، وفي الوقت الذي يتصاعد فيه الطغيان الاسرائيلي في الارض المحتلة ويتزايد فيه التحدي للعالم كله، وفي الوقت الذي تتصاعد فيه مقاومة اهل القدس للدفاع عن مقدساتهم الاسلامية والمسيحية تنعقد القمة العربية في الجماهيرية الليبية لاول مرة في تاريخ ليبيا، وفي يقيني أن على جدول أعمال هذه القمة بنودا كثيرة غالبيتها حول الشرق الأوسط وما يدبر له من أزمات وفتن ومحن، والحق أن مؤتمرات القمة العربية منذ عام 1945 الذي وحتى قمة الدوحة قطر عام 2009 والمواضيع المطروحة على جدول الأعمال أمام القادة العرب هي ذاتها، تضاف اليها من وقت إلى آخر مصائب عربية جديدة ومتجددة، كاحتلال جزر دولة الامارات العربية المتحدة من قبل القوات الإيرانية في عصر شاه إيران وما برحت محتلة في العهد الجمهوري حتى هذه الساعة ، واحتلال العراق، وأزمة سياسية في اليمن تنذر بأوخم العواقب علينا جميعا، وقرصنة في بحر العرب ومدخل البحر الأحمر الذي يكاد يكون بحيرة عربية مطلقة، وحصار ظالم على أهلنا في غزة دون التفاتة عربية جادة أو دولية حريصة على حقوق الإنسان كما يدعون، والصومال تتناهشه قوى تريد التهامه، والسودان وما أدراك ما يحاك ضده وضد قياداته السياسية، وعدو شرس اخترع اختراعا ’الإرهاب’ انه بعكس كلمة النازية أو الفاشية فهما كلمتان لا تشيران إلى مصدر الخطر، ولا تصف طبيعته أو مكوناته، بل تشير إلى نتيجته وهو التخويف. إنها لا تشير إلى سبب الخوف بل إلى اثر من آثاره.الشيوعية مخيفة بالنسبة للفكر الرأسمالي الغربي، والإرهاب أيضا مخيف فالعبارة الأولى تدل على معنى ولها مبتدأ وخبر يصف مبتدأها، أما العبارة الثانية ’ إرهاب ’ فلا تقول شيئا على الإطلاق، إذ أن الخبر ’مخيف’ لا يضيف شيئا إلى المبتدأ ’الإرهاب’، فكلاهما لهما معنى واحد وكأنك تقول الشيء ’المخيف مخيف’ وتقول مارغرت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الأسبق عنا وعن دائرتنا الحضارية العربية الإسلامية: ’أن الإسلام ــ ونحن العرب مكلفون بحمل رسالته السمحاء ــ سيكون عدو الغرب في المستقبل المنظور’ هكذا ينظرون إلينا وهكذا يخططون للنيل منا ومن ديانتنا على الرغم من مؤتمرات حوار الأديان التي تنعقد من الدوحة إلى الامارات إلى المغرب إلى صنعاء إلى القاهرة إلى مدريد ثم الولايات المتحدة الأمريكية، كل جهودنا الصادقة نحوهم لم تجد نفعا فما العمل؟الرأي عندي أن نوظف كل قوانا وما أكثرها لصالح قضايانا ولتحقيق مصالحنا القومية في ظروف عالم لا مكان للضعفاء في دائرته. ( 2 ) اتفقنا على أن القمة العربية ستنعقد في الجماهيرية الليبية في أواخر هذا الشهر، لكن السؤال هل انعقاد هذه القمة سيكون على أعلى المستويات في التمثيل بما يتناسب والأحداث الجسام التي تلتف حول عنق هذه الأمة؟ أم أن التمثيل سيكون عند بعض الدول في أدنى مراتبه كي لا تلتزم بأي قرار قد يصدر عن هذه القمة في الشأن الفلسطيني علما بان القائد معمر القذافي طرح مشروعا أمام الجامعة العربية للتبني مؤداه قيام دولة واحدة في فلسطين تجمع اليهود والفلسطينيين وتسمى ’دولة اسراطين’ ليبيا لم تدفع التزاماتها في ميزانية الجامعة العربية لسبب عدم تبني مشروعها ’اسراطين’ فهل يتخوف بعض الزعماء العرب من المشاركة على مستوى عال خوفا من مفاجآت قد تحدثها الدولة المضيفة، أم أن كل شيء متفق عليه قبل انعقاد القمة العربية؟كل أمنيتي في هذه القمة، إلى جانب أمور أخرى، أن يكون خطاب الأخ القائد معمر القذافي في افتتاح دورة انعقاد القمة مكتوبا وليس ارتجالا رغم قناعتي بقدرة الأخ القائد على بلاغته في الارتجال، وان يعد الخطاب فريق عمل متخصص من رجالات ليبيا المثقفين، تحدد فيه أهداف لهذه الأمة، وترسم سياسات قابلة للتنفيذ، وان يكون خطاب زعيمنا القذافي قصيرا كيلا يثقل على ولاة امرنا فمعظمهم جاوز السبعين عاما ولا يستطيعون الجلوس لفترة طويلة. إن الحد الأدنى من مطالب الشعب العربي من هذه القمة: 1 ـ تأكيد المصالحة الصادقة بين ولاة الأمر، وان يتعاهدوا على أن خلافاتهم واختلاف اجتهاداتهم لا تؤثر على حركة المواطنين العرب بين الأقطار العربية. 2 ـ مطلوب التأكيد قولا وعملا على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين على جرائمهم في غزة والضفة الغربية ولبنان أمام المحاكم الدولية. 3ــ العمل الفعلي والجاد على رفع الحصار العربي عن أهلنا في غزة وإعادة اعمارها في أسرع وقت.4 ــ جعل الملف مصالحة الفلسطينيين بين أيدي قضاة محايدين يرأسهم الفقيه الدولي محمد البجاوي ولا يكون بيد دولة واحدة كما هو الحال. 5 ــ التدرج في إحلال العمالة العربية في الخليج العربي محل العمالة الأجنبية حفاظا على الأمن العربي بكل فروعه. وفق الله قادتنا لخير امتنا العربية.