منذ أن صعدت حكومة الاحتلال حملتها الاستيطانية في الضفة الغربية وخاصة في مدينة القدس ومحيطها وافتتاحها كنيس الخراب في المدينة المقدسة، هذه الإجراءات جاءت أيضا بمثابة اختبار إسرائيلي لإرادة وقدرة شعبنا على مواجهة أجراءتها بحق شعبنا، لكن شعبنا الفلسطيني لم يتأخر في الرد على ذلك فانطلقت حالة من النهوض الجماهيري الواسع ليس فقط في مدينة القدس بل امتدت لتشمل مدن الوطن قاطبة، وقد بلغت حالة النهوض هذه مدى يمكن اعتباره نواة لهبة جماهيرية واسعة تؤكد على رفض شعبنا لقرارات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في فرض سياسية الأمر الواقع ، كما أنها جاءت لتؤكد على أن المخزون الكفاحي لشعبنا لم ينضب وما زال شعبنا قادر على العطاء رغم قسوة العدوان وآلام الانقسام. الهبة الشعبية هذه أعطت حتى الآن بعض من الثمار يمكن ملاحظتها في بيان اللجنة الرباعية الأخير ، ويمكن لها أن تحقق دون المزيد فيما لو توفرت لها حاضنة سياسية تضمن استمرارها وتواصلها في فضح الاختلال وممارساته، والحذر من الانزلاق نحو مربع المواجهة المسلحة التي تخطط لها حكومة نتنياهو بغرض فك العزلة الدولية عنها وإفقادنا حملة التعاطف والتأييد الذي تحقق على المستوى الدولي،مثل هذه الحاضنة مطلوب توفيرها من القوى الوطنية والإسلامية كافة بعيدا عن الحسابات الخاطئة التكتيكات الخاطئة التي يمكن أن تفقدنا كل ما تحقق ، كما أنها تتطلب من الرئيس محمود عباس المسارعة في دعوة القيادة الفلسطينية لاجتماع عاجل لمتابعة التطورات واتخاذ القرارات المناسبة خاصة في ظل هذا النهوض وما تحقق حتى الآن من انجاز، والإصرار على عدم الدخول بالمفاوضات غير المباشرة مع هذه الحكومة قبل أن توقف الاستيطان،وفي هذا المجال بات من الضروري رسم الخطوط الحمر التي لابد وأن تحكم السلوك السياسي الفلسطيني وكيفية تعاطيه مع الحراك الجاري في اطار الحرص على عدم تبديد التضامن الدولي وتوظيفه في إطار إستراتيجية تقود للتوجه لمجلس الأمن للمطالبة وإصدار قرار لوقف الاستيطان في القدس وكافة الأراضي المحتلة، واستثمار ذلك للتوجه لمجلس الأمن لترسيم حدود الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس يبقى أن أقول أن هذه معركة بكل معنى الكلمة لا يمكن تحقيق انجازات في ظل الانقسام،ولخوضها لابد من الإسراع في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لتمكين الشعب الفلسطيني من الاستمرار موحدا في مواجهة التحديات الشرسة التي يفرضها نتنياهو وحكومته المتطرفة Alawad39@hotmail.com *عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني