لا يجب أن تكون من أشياع بنيامين نتنياهو أو سياسة البناء في المناطق لتعتقد أن الرد الامريكي على قضية رمات شلومو كان عنيفا واستغلاليا. استعملت اسرائيل حماقة تميز السلوك الهاوي لموجهيها في مختلف الشؤون، وحلب البيت الابيض ووسائل الاعلام الامريكية الحادثة أكثر مما كانت في الحقيقة. يمكن في اسرائيل أن نشعر بالدهشة: كيف يحدث لنا هذا خاصة؟ نحن الذين اعتدنا أن نرى انفسنا الولاية الثانية والخمسين، والموقع الامريكي المتقدم في الشرق الاوسط؟ نحن الذين نعرف تاريخ البلوز أكثر من أسود من مسيسيبي وتاريخ كرة القدم أكثر من مدرب ثانوية في تكساس؟ أبنا يفعلون شيئا كهذا؟. للاسف الشديد، لا يمكن اتهام الامريكيين بما أصبح عندنا الدعوى الآلية على كل تنديد من اوروبا بقولنا حسن، لقد كانوا دائما معادين للسامية، والآن يسيطر عليهم المسلمون ايضا. إن الشعور بكوننا ضحية، وشقيقته التوأم – الشعور بالتفوق الاخلاقي على الغرب الفاسد الشره الذي يغمض عينيه لكنه سيأتي يوم ويفهم بالدم والنار ما فهمناه منذ زمن – هو رياضة اسرائيلية وطنية. لكن يمكن لعبها فقط مع بريطانيا وفرنسا والسويد والدانمارك. صحيح، يمكن دائما اتهام باراك اوباما. فما الذي يمكن توقعه ممن اسمه الاوسط حسين؟ كانت اسرائيل في 2004 احدى الدول الوحيدة في العالم التي أيد مواطنوها في استطلاعات الرأي بوش لا كيري. وأسهل من ذلك اتهام مساعدي الرئيس اليهود: فلا يوجد موضوع أحب الى اجزاء كبيرة في وسائل الاعلام والجمهور من الشكاوى من الكراهية الذاتية اليهودية والاسرائيلية، التي من المؤكد أن أناسا مثل رام عمانوئيل وديفيد اكسل رود يخطآن بها. لكن ما يزال يتسلل الى القلب الأشد امتلاءً بعدالتنا خوف من ان هذا ليس كل شيء. اليكم محاولة للبيان: أربما يحدث كل هذا لاننا شديدو التقدير للولايات المتحدة نلغي انفسنا أمامها؟ فاسرائيل منذ سنين ليست لها سياسة خارجية سوى سؤال "ماذا سيقولون في واشنطن". يعرض زعماء محتملون علاقاتهم بامريكا الحقيقية أو الوهمية على أنها ميزة تسوغ تأييدهم. وتُرى اول رحلة لرئيس حكومة جديد الى واشنطن عندنا لا الجائزة الحقيقية على انتخابه بل الامتحان الوحيد ايضا: هل سيكون ود أم لا يكون؟ أيدخل الرئيس عرضا اللقاء مع وزيرة الخارجية أم يختار البقاء في الغرفة البيضوية؟ والسيدة الاولى أتبتسم لزوجة رئيس الحكومة أم تظهر مباعدة باردة؟. في أشد ايام الولايات المتحدة سوادا في العقود الأخيرة، وقد شعر الامريكيون انفسهم بأنهم مضللون، كانت اسرائيل من القلة الذين أمّنوا على كل فعل للسيد. ليس هذا التقدير سياسيا فقط فالاسرائيليون يعلمون بالصيحات الحارة في نيويورك أكثر من أهل نيويورك انفسهم، ويقتبسون من "ساينفيلد" أكثر كثيرا من مشاهدي المسلسل في امريكا، ويذكرون بتقوى سوبر بول وطقوس الاوسكار. إن الثقافة الامريكية تدخل اماكن اخرى ايضا في العالم الغربي، لكنها تلقى هناك جيوب معارضة ونفورا. أما عندنا فان عبد العالم يحب سيده. وفي مقابلة ذلك، لم نكتسب شيئا من أحكام الأدب، التي يوجد فيها غير قليل من البرود والنفاق لكنها جوهرية في تصور الامريكيين العام. فنحن نهين نائب الرئيس ونربت بعد ذلك كتفه بشعور بالأخوة ونُبين له أن الموظفين سبب كل شيء. نحن نرفض التخلي عن المساعدة الامريكية، ونتجاهل لراحتنا أن من يدفع الحساب في تصورهم هو الذي يحدد الوجبة ايضا. وبعد ذلك ندهش كثيرا الى حد الاهانة حقا عندما يُبينون لنا، بقوة مفرطة انهم لا يقبلون ذلك.