خبر : هنيئا لي في أبي حسن يوسف !! .. بقلم : إسماعيل الثوابتة

السبت 13 مارس 2010 06:36 م / بتوقيت القدس +2GMT
هنيئا لي في أبي حسن يوسف !! .. بقلم : إسماعيل الثوابتة



جميل أن يكون الولاء لله عز وجل وحده، وجميل أن يكون البراء من المشركين، وبين هذه وتلك فروق شاسعة كما بين السموات والأرض، فما أصعب أن يتبرأ الرجل من ابنه، إنها خطوة لا يحتملها إلا قلب إنسان مؤمن حق الإيمان، فكيف إن كانت هذه البراءة من أجل الله تعالى ومن أجل مرضاته جل وعلا، وإخلاصا لكلمة التوحيد التي حملها وبارز بها الأعداء في كافة الأوقات الميادين .. لقد مثلت خطوة البراءة التي أقدم عليها وأستاذنا وأبينا الشيخ المجاهد حسن يوسف القيادي في حركة حماس، امتحانٌ صعب لا يقدر على إجابته أي إنسان صابر محتسب، وإن الذي يجيب على هذا الامتحان هو فقط صاحب الولاء الصادق لله رب العالمين .. تتعاظم شخصية "أبي" الرجل حسن يوسف في قلبي كلما رأيت اسمه وصورته، ذاك الأسد الذي مازال يقبع خلف قضبان الاحتلال، وينتابني شعور بالدفء والعظمة والحنان عندما وضعت نفسي في شعور أنني أحد أبناءه، فعلا إنه نعم الأب ونعم القائد ونعم الرجل هو.. شموخ ورفعة وآيات عظيمة منقطعة النظير يتمتع بها الرجل العملاق "أبي"، فهو الرجل الذي عاش في السجن أكثر مما عاش خارجه، إنه رجل صبر على كافة الأساليب التعذيبية التي استخدمتها سلطات الاحتلال بحق جسده الضعيف، قوي الإيمان والعزيمة .. لقد ابتليت يا أبي "حسن" ابتلاء الأنبياء والصالحين وأنتم منهم، فلا ضير، لقد ربح البيع، وإننا نسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب وأن يعوضك في مصيبتك عوض خير .. على مدار الدعوة إلى الله، فإن الدعاة واجهتهم عقبات كبيرة وصخرات قوية، لا يمكن أن يفتتها إلا هم وحدهم، ولا أحد غيرهم من دعاة الانهزام والتواطؤ، لقد أقدم الأنبياء على تلك الخطوة يا أبي فلا تحزن لما أصابك، لقد أقدم نبي الله نوح عليه السلام من ابنه الكافر "يام" حين رفض الركوب إلى السفينة، حيث قال لوالده: "... سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء .."، وليس فقط نوح، بل فعلها سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما تبرأ من والده، وكذلك فعلها سيدنا هود عليه السلام وغيره من أنبياء الله حين تبرأوا من أقوامهم المشركين .. وفي حقبة الإسلام العظيم الذي تسير أنت على نهجه يا أبي وتحمل رايته؛ فعلها الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح الذي تبرأ من أبيه هو الآخر، كما فعلها مصعب بن عمير الذي تبرأ من أخيه، والأمثلة كثيرة ولا يمكن حصرها في مقال .. وفي الاتجاه الآخر ولن أطيل في الحديث عن بعض مظاهر الانهزام التي أرادت النيل من أبي حسن يوسف، نقول لهؤلاء النكرات: لو أنكم تعرضتم لمثل هذا الامتحان العصيب، كيف ستجيبون عليه؟، لقد أجاب عنه أبي إجابة رائعة وموفقة ومرضية لربه جل وعلا، ولا أظن لو أنكم تعرضتم لمثل هذا الاختبار ستنجحون!!، لقد فاز أبي ورب الكعبة، فهنيئا للأمة العربية والإسلامية بمثل أبي المجاهد حسن يوسف، وهنيئا لفلسطين الحبيبة بهذا الداعية المخلص العملاق، وهنيئا لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بمثل هذا القائد، وهنئيا لي بمثل هذا الذي أفتخر أنا أن يكون أبي.   صحفي فلسطيني مقيم في غزة