خبر : انتبهوا .... حكومة نتنياهو ...محمد سليمان طبش

السبت 13 مارس 2010 06:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
انتبهوا .... حكومة نتنياهو ...محمد سليمان طبش



 في الوقت الذي كان فيه نائب الرئيس الأمريكي ، جوبايدن يلتقي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ، نتنياهو ، وهذا في إطار أول زيارة تقوم بها ارفع شخصية أمريكية في إدارة اوباما الجديدة ، أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي ، زعيم حركة شاس ، ايلي يشاي القرار ببناء 1600 وحدة سكنية في حي رامات شلومو شمالي القدس .... القرار الإسرائيلي كان بمثابة الصاعقة التي أحدثت خلطا للأوراق من جديد وأعادت الأمور إلى ما قبل موافقة السلطة الفلسطينية – ومن خلال ضوء اخضر من لجنة المتابعة العربية – على إجراء مفاوضات غير مباشرة لمدة أربعة أشهر يعقبها تقييم للموقف وبرعاية أمريكية وهذا على طريق إطلاق مفاوضات جادة وحقيقية تفضي إلى تنفيذ حل الدولتين .     القرار الإسرائيلي الذي أطلقه وزير الداخلية ، ايلي يشاي ، دفع الجانب الفلسطيني للاتصال بلجنة المتابعة العربية وبالأمين العام للجامعة العربية والإعلان عن تعليق موافقة الجانب الفلسطيني لدخول المفاوضات الغير مباشرة حتى تلغ حكومة نتنياهو قرار البناء الاستيطاني الجديد وتتعهد بكل وضوح بوقف كامل للنشاط الاستيطاني على مدار مرحلة المفاوضات الغير مباشرة .... الموقف الفلسطيني هذا جاء مدعوما ، لأول مرة تقريبا ، بتهديد عربي صارم ، عبر لجنة المتابعة العربية بسحب الموافقة على إجراء المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي ما لم تلغ حكومة نتنياهو القرار الخاص ببناء الوحدات الاستيطانية في حي رمات شلومو ليس هذا فحسب بل ذهب عمرو موسى إلى التهديد بقيام المتابعة العربية باتخاذ قرارات فاعلة في حال عدم انصياع حكومة نتنياهو لإرادة المجتمع الدولي بوقف النشاط الاستيطاني .     الغريب في الأمر أن نتنياهو حاول أن يتظاهر بان القرار الاستيطاني الجديد الذي أعلن عنه وزير داخليته لم يكن يعلم به وانه فوجئ بهذا القرار وبالتالي حاول الاستخفاف بعقول الآخرين وكذا بعقل صديقه الشخصي جوبايدن  قائلا : " أسف .... توقيت إعلان القرار الاستيطاني غير مناسب " .... أقوال نتنياهو جاءت ردا على تصريحات جوبايدن الذي وصف قرار الحكومة الإسرائيلية بأنه يقوض الثقة ببدء المفاوضات غير المباشرة التي تستهدف الوصول إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ، متواصلة جغرافيا وهو الأمر الذي لا يخدم فقط المصلحة الفلسطينية والإسرائيلية بل انه يخدم مصلحة الولايات المتحدة .     إن تظاهر نتنياهو بعدم العلم بالقرار الذي أعلن عنه وزير داخليته لا يمكن أن يدخل في إطار المنطق ولا يمكن أن ينطلي على احد ، تماما كما أكد على ذلك زعيم حركة ميرتس سابقا يوسي سريد الذي حذر قائلا : " لا تصدقوا نتنياهو لحظة واحدة عندما يقول انه لم يعلم مطلقا بقرار البناء الاستيطاني .     الموقف الفلسطيني الحازم والذي جاء سريعا من جانب الرئيس عباس والذي ابلغه للامين العام للجامعة العربية بعدم الشروع في المفاوضات غير المباشرة قبل إلغاء القرار الإسرائيلي ... هذا الموقف الفلسطيني يحظى بدعم دول الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة ولجنة المتابعة العربية .... إن القرار الإسرائيلي الخاص بإشاعة الاستيطان المجنون حول مدينة القدس يهدف إلى خلق حقائق ديموغرافية على الأرض في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأمريكية لإعادة إطلاق عملية السلام في المنطقة ، إن هذا القرار يكشف بشكل جلي الوجه الحقيقي لحكومة نتنياهو الغير مؤهلة لدفع استحقاقات عملية السلام .      إن الائتلاف الحكومي بزعامة نتنياهو بتركيبته الحالية لا يمكن ان يقود إلى صنع السلام في المنطقة .. ائتلاف حكومي يجمع نتنياهو ، ليبرمان ، ايلي يشاي و ايهود باراك لن يقود إلا إلى المزيد من الجنون الاستيطاني حول مدينة القدس مستغلين بذلك حالة الانقسام الخطير الذي يسود الحالة الفلسطينية .      إن الجانب الفلسطيني في انتظار عودة المبعوث الأمريكي إلى المنطقة جورج ميتشل حاملا معه الإجابة بإلغاء القرار الاستيطاني الأخير وكذا ضمانات أمريكية حقيقية غير مسبوقة تتضمن إلزام حكومة نتنياهو بوقف كافة الأنشطة الاستيطانية المدمرة لعملية السلام .    ونقول أخيرا : إن الرد الأكثر نجاعة لمواجهة سياسة الاستيطان الذي تمارسه حكومة اليمين الديني العنصري المتطرف في إسرائيل يجب أن ينطلق من استمرارية الموقف الفلسطيني الرسمي الصلب والحازم والذي سيزداد صلابة وقوة إذا ما نجح العرب في انجاز المصالحة الفلسطينية وإغلاق ثغرة الانقسام الفلسطيني قبل انعقاد القمة العربية الوشيكة ... صلابة الموقف الفلسطيني المدعوم بالموقف العربي الصلب ،  الغير معهود ، ودعم الرباعية الدولية للموقف الفلسطيني ورفضها المطلق للسياسة المتطرفة لحكومة نتنياهو كل هذه العناصر  يجب أن يتضمنها الرد على سياسات حكومة نتنياهو الغير مؤهلة لصنع السلام .... ؟؟  كاتب ومحلل سياسي