غزة / سما / دعا رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنيه اليوم الأربعاء السلطة الفلسطينية برفع يدها عن المجلس التشريعي في الضفة الغربية وأن يمنح النواب حقهم الكامل في عقد الجلسات". وطالب هنيه خلال جلسة عقدها المجلس التشريعي بمدينة غزة " حركة فتح والحكومة في رام الله بعدم القيام بأي إجراءات تكرس الانقسام الحاصل، مشدداً على رفضه إجراء الانتخابات البلدية في الضفة الغربية دون غزة قبل التوافق والمصالحة. وعد هنية انعقاد المجلس التشريعي في الضفة وغزة برئاسة عزيز دويك هو استحقاق وطني وانتصار لإرادة الشعب الفلسطيني، "لأن الاحتلال أراد أن يغيب نواب الضفة ليغلب إرادة الشعب". ودعا هنيه للإفراج عن كل المعتقلين السياسيين في سجون الضفة، وقال: "نحن لا يوجد لدينا معتقلون سياسيون في غزة، وطلبنا من فتح اسم معتقل واحد على خلفية سياسية لنفرج عنه"، موضحا أن المعتقلين فقط على خلفيات أمنية. وبين أن قرار حكومته الإفراج عن 20 معتقلا أمنيا من حركة فتح، قوبل بمزيد من الإجراءات القمعية وملاحقة الكبار والصغار في الضفة، ثم توج بمنع انعقاد المجلس التشريعي ومنع النواب ودويك من دخول قاعة البرلمان لبحث القدس والمصالحة. واقترح هنية تشكيل لجنة فلسطينية مشتركة لإعادة فتح معبر رفح بشكل كامل، مضيفا "تعالوا نذلل هذه العقبة ونفتح المعبر بتفاهم فلسطيني". ودعا هنيه لاعتبار الجمعة القادمة يوم غضب جماهيري في فلسطين وخارجها ردا على ما يجري في القدس والخليل والضفة الغربية من اعتداء على المقدسات الإسلامية. من جهة ثانية اكد هنيه أن حكومته لن تعطي أي غطاء للمفاوضات مع اسرائيل سرية كانت أو علنية، مباشرة أو غير مباشرة. وشدد هنية خلال على أن الحكومة لن تقر للمفاوض أن يجري جلسات مع الاحتلال في ظلّ الهجوم على القدس والأقصى، وقال: "ستبقى الحكومة في موقع الرفض لهذه الهرولة السياسية". وأضاف "كان ينبغي أن يكون هناك موقف أكثر تماسكا من قبل الوزراء العرب المجتمعون الآن في القاهرة ردا على ما تتعرض له المقدسات في فلسطين، لكن القرار يسير في اتجاه انحداري وهو إعطاء غطاء عربي للمفاوض في ظل ضرب الاحتلال للعاصمة السياسية الفلسطينية وتهويد المقدسات". ودعا هنية اللجنة العربية للمتابعة المجتمعة في القاهرة إلى إعادة النظر في موقفها من المفاوضات مع الاحتلال. وأكد على ضرورة تحرك الأمة بشكل أكثر فعالية من أجل القدس والأقصى والمسجد الإبراهيمي والمقدسات الإسلامية، لافتا إلى أن حكومته ستتخذ من الإجراءات وتعتمد من السياسات ما يحمي القدس ويحافظ على المقدسات وتوعية شعبنا وأمتنا بهذا الميراث". ونوه إلى أن وزارة التربية والتعليم بغزة بدأت بتنفيذ برنامج على مستوى القطاع بإدخال مادة تتعلق بالقدس والمقدسات على المنهاج التعليمي لإبقاء قضية القدس وفلسطين حية في جيلنا الفلسطيني. وقال: "الحكومة تعتبر أن القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية، فنحن في مواجهة سرقة التاريخ وتزوير الحقائق، وعاصمة أبدية للفعل السياسي العربي والإسلامي"، مطالبا الدول العربية والإسلامية أن تهتم بالقدس كاهتمامها بعواصمها وأن تمدها بكل ما تمد به عواصمها الخاصة. وشدّد على "أن الحكومة ستقوم بحركة نشطة من خلال الاتصالات السياسية مع الرسميين والشعبيين والعلماء من أمتنا لتوفير الدعم الكمالي اللازم". وأضاف "من أجل أهلنا وفلسطين ولاستشعارنا بالمسئولية ولخطورة المرحلة سنبقى الأوفياء لخط المقاومة الباسلة ولخط المصالحة الوطنية، ومستعدون للبحث في كل الأفكار والمقترحات الإبداعية الخلاقة من أجل المصالحة على أساس حماية الثوابت".