غزة / سما / استقبل أمس الدكتور إياد السراج – رئيس برنامج غزة للصحة النفسية – في مكتبه بالمقر الرئيسي للبرنامج في غزة السيد فليبو جراندي المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" والسيد داستن أوكازاكي المساعد الخاص للمفوض العام والسيدة ستيفاني فوكس. وفي بداية اللقاء عبر السيد جراندي عن حرصه الشديد على القيام بهذه الزيارة للبرنامج في أول زيارة له لمدينة غزة للإحاطة بآخر التطورات والمستجدات في قطاع غزة. واستعرض د. السراج الأوضاع في غزة وخاصة فيما يتعلق بالشئون السياسية ومدى تأثير هذه الأوضاع على السكان والتي أدت إلى ازدياد حالة الإحباط ونمو الشعور بالخوف من المستقبل الذي يبدو لهم قاتماً خاصة في ظل الحديث عن امكانية شن إسرائيل حرب جديدة على غزة، وفي ظل الانقسام الفلسطيني القائم وموضوع المصالحة الفلسطينية المعلق ، عازياً ذلك إلى تدخل قوى خارجية، مشيراً إلى المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها أهالي غزة وخاصة الشباب والأطفال الأمر الذي أدى إلى انتشار ظاهرة الإدمان بين الشباب بسبب غياب فرص العمل، مطالباً الفلسطينيين الصمود والثبات على أرضهم وعدم التفكير بالهجرة . وناقش د. السراج مع الوفد مدى أهمية الانفتاح على حركة حماس و الحكومة بغزة، مؤكداً أن الوقت قد حان لكي نعمل جميعاً كفلسطينيين من أجل قضيتنا وشعبنا الفلسطيني، وضرورة عدم تعليق الآمال على أمريكا وإسرائيل وأن نمد أيدنا للمؤمنين بالعدالة في كل أنحاء العالم ومن بينهم اليهود. وتطرق د. السراج إلى أهمية التعليم وتشجيع الفكر العلمي في بناء جيل فلسطيني جديد بعيد عن العنف والتطرف وأهمية الأسرة في لعب هذا الدور، لتزويد الجيل الجديد بقاعدة للتفكير العلمي ويمكن الإنسان من الصمود على أرضه عن طريق تطوير قدراته بالتعليم، موضحاً أهمية العناية بالأطفال في مجتمعنا وتوفير الرعاية الصحية والبيئة المناسبة والتعليم المناسب لهم وكذلك احترامهم واحترام حقوقهم التي كفلتها المعاهدات الدولية لما في ذلك من أهمية لبناء المجتمع الفلسطيني على أسس سليمة لأن طفل اليوم هو رجل المستقبل، مشيداً بالدور الذي تلعبه وكالة الغوث وخاصة الجهود التي بذلها السيد جون جنج في العمل على تنمية قدرات الطلاب وتحسين مستواهم التعليمي. وشدد السراج على ضرورة ألا يقتصر دور الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين بل يجب العمل على تصفية المؤامرة ضد الشعب الفلسطيني وإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ونصرة العدالة. وبدوره أكد السيد جراندي على أهمية التعليم في تغيير العديد من الأفكار الخاطئة ، مشيراً إلى أن وكالة الغوث ومن خلال عملها في مخيمات اللاجئين والخدمات التي تقدمها لهم وخاصة في المجال التعليمي تسعى إلى تنمية مهارات الأطفال، لافتاً إلى أن الوكالة تسعى دائماً إلى تبني برامج وطرق جديدة للعمل مع الشباب والجيل القادم وهو ما دعى إليه في خطابه الأول، داعياً صناع القرار إلى ضرورة تمكين الفلسطينيين من حق العودة. وفي نهاية اللقاء وجه د. السراج عبر السيد جراندي رسالة إلى السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة مفادها أن كل ما نتمناه منه هو أن يتمسك بقيم الأمم المتحدة والقوانين الدولية وألا يكون منحازاً لأي طرف إلا للعدالة. كما قدم د. السراج بعض الكتيبات التي صدرت عن البرنامج وتم عرضها في تل أبيب بالتعاون مع مؤسسات حقوقية في إسرائيل، مشيراً إلى أن تعاون كهذا له أهمية كبيرة في العمل سوياً مع الأقلية الواعية في إسرائيل من أجل تحقيق العدالة والسلام.
