رام الله / سما / دعا الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اليوم، علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي للتحرك ’على وجه السرعة للحفاظ على هوية المدينة المقدسة ومقدساتها من إجراءات تهويدها’. وقدم د. التميمي خلال لقائه وفد من الكنيسة اللوثرية الألمانية البافارية برئاسة القسيس هانز شتراوخ، في مكتبه ببلدة العيزرية شرق القدس، شرحا مفصلا عن آخر مخططات وإجراءات التهويد التي تتّخذها سلطات الاحتلال بحقّ المدينة المقدسة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وبين التميمي للوفد الضيف، تفاصيل خطة ما يسمى بـ’بلدية القدس’ لتهويد حي البستان وهدم اكثر من 90 منزلا لإفراغ الحي من سكانه الأصليين، إضافة إلى مخطط تهويد المدينة المسمى بـ ’القدس2020’ الذي وضعت لبناته الأساسية عام 2000 بمشاركة أكثر من 25 جهة رسمية إسرائيلية. وأوضح التميمي أن المخطط يهدف لجعل الفلسطينيين مجرد أقلية في لا يتجاوز عددهم 12% من إجمالي السكان وإحلال أكثر من مليون يهودي مكانهم، إضافة إلى الحفريات المتواصلة أسفل المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، واقتحام الجماعات اليهودية المتكرر لساحاته وحصاره، والانهيارات المتتالية ببلدة سلوان والتي كان آخرها الانهيار الذي وقع بالقرب من مسجد العين وفوق الأرض الوقفية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية بعرض وعمق أكثر من 3 أمتار، ووضع الحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح وأسوار القدس ضمن قائمة التراث اليهودي. ونوه إلى وجود دعوات إسرائيلية جديدة لضم مواقع أخرى إسلامية ومسيحية إلى ما يسمى بـ ’قائمة التراث اليهودي’، مشيرا أن حكومة الاحتلال تسعى لتغيير وضع القدس الديني والتاريخي والديمغرافي والجغرافي لتحويلها إلى مدينة دينية يهودية. كما اطلع الدكتور التميمي الوفد الضيف على ’انتهاك إسرائيل الدائم لما دعت إليه الشرائع الإلهية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية من ضمان حرية العبادة للمواطنين، ومنع المساس بالمقدسات أو الهيمنة على دور العبادة أو ازدواجية العبادة فيها لأتباع الأديان المختلفة’، مشيرا إلى أن المدينة المقدسة هي ’أرض النبوات ومهبط الرسالات ومهد الحضارات، وأنه لا يجوز للاحتلال أن يعمل على طمس معالمها الحضارية العربية والإسلامية بهدف تحويلها إلى مدينة يهودية’. من ناحيته، نوه الوفد إلى زيارته لحي البستان واطلاعه على أوضاع المواطنين ’الصعبة’ التي يعيشونها، واعدا ببذل كافة الجهود الممكنة من أجل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ونقل هذه المعاناة وما يتعرض له من مضايقات إلى الحكومة الألمانية والشعب الألماني.