خبر : توتر ومبادرة في الشمال/هآرتس

الإثنين 01 مارس 2010 12:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
توتر ومبادرة في الشمال/هآرتس



 في الحدود الشمالية نشأ من جديد التوتر الامني، ومرة اخرى تنطلق اقوال حربية. اسرائيل حذرت سوريا من نقل سلاح "متطور" لحزب الله، وهددت باسقاط النظام السوري اذا ما اندلعت حرب. سوريا هددت بضرب مدن اسرائيل، وايران حذرت من أن اسرائيل توشك على مهاجمة سوريا ولبنان. رئيسها، محمود احمدي نجاد التقى زعماء سوريا، حزب الله وحماس في دمشق وتنبأ "بشرق اوسط دون صهاينة".  الادارة الامريكية حاولت التهدئة ونقلت سلسلة رسائل لاسرائيل حذرت من التدهور كنتيجة لـ "سوء التقدير". بالتوازي استدعى الامريكيون السفير السوري وطلبوا منه الكف عن نقل السلاح الى حزب الله. وزير الدفاع، ايهود باراك، تحدث مع كبار مسؤولي الادارة في واشنطن عن الخطر المتصاعد في الشمال، وفي اعقابه خرج الى هناك رئيس الاركان ايضا. وفي الاسبوع القادم سيزور اسرائيل نائب الرئيس جو بايدن، وهو ايضا من المتوقع أن يدعو الى ضبط النفس والامتناع عن عملية عسكرية. اسرائيل تخشى عن حق حصارها بالصواريخ بعيدة المدى مع رؤوس متفجرة متطورة، منصوبة في سوريا، لبنان وقطاع غزة وقادرة على أن تضرب التجمعات السكانية في غوش دان ومطارات سلاح الجو. ولكن قبل أن تنطلق الى عملية عسكرية في الشمال، عليها أن تمتنع عن التصعيد وان تستنفد البدائل الدبلوماسية. وبدلا من التهديد بحرب، على اسرائيل أن تسعى الى استئناف المفاوضات السياسية مع سوريا، بهدف تحقيق تسوية سلمية معها. ليس لدى اسرائيل وسيلة اكثر نجاعة من اتفاق سياسي لاحداث تغيير استراتيجي في الشمال وتفكيك التحالف المعادي الذي تقوده ايران. انسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان، مقابل ترتيبات امنية مناسبة وتطبيع العلاقات مع دمشق، سيخلق واقعا جديدا في الشرق الاوسط، يطيل حدود السلام لاسرائيل، يعزز الاستقرار في لبنان ويمنح سوريا بديلا للحلف مع احمدي نجاد. باراك محق في تأييده لمفاوضات متجددة مع سوريا، ولكن محظور عليه الاكتفاء بموقف المحلل والمفسر. عليه أن يعمل على استئناف المفاوضات. واذا ما واظب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رفضه الحديث مع سوريا بدعوى معارضته لـ "الشروط المسبقة"، وتمسك بموقفه بانه محظور النزول من الجولان – فلا يجب أن يتفاجأ اذا ما تحققت تحذيرات الحرب من دمشق ايضا.