نتياهو بين الاستحقاق الانتخابي ومخططات التوسع …محسن ابو رمضان

الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 01:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
نتياهو بين الاستحقاق الانتخابي ومخططات التوسع …محسن ابو رمضان




يميل العديد من المحللين الي ان قيام حكومة الاحتلال اليمينية والفاشية برئاسة نتياهو بالتهرب من تنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من خطة ترامب في قطاع غزة واستمرار تنفيذ الهجمات العسكرية عليها وعلي كل من  ولبنان وسوريا والتهديد بضرب إيران بانة يأتي في إطار التحضير للسباق الانتخابي الذي سيجري في نهاية أكتوبر من العام القادم .
صحيح ان نتياهو يهدف من وراء ذلك الي زيادة شعبيتة بالشارع الإسرائيلي الذي يزداد تطرفا وعنصرية وحتي يسجل نقاط في مرمي المعارضة التي ترتفع اسهمها باستطلاعات الرأي العام علي حساب الائتلاف الحاكم الا ان الصحيح كذلك يكمن بأن  نتياهو يسعي لاستكمال العدوان علي المنطقة لترسيخ مفهوم الشرق الأوسط الجديد الذي يطمح بأن تتبوء بة دولة الاحتلال قيادة المشهد السياسي بة .
يستغل نتياهو حالة الفراغ التي قد تنشأ جراء تراجع الاهتمام الامريكي بمنطقة الشرق الأوسط وفق التقرير الاستراتيجي الأخير  للامن القومي الامريكي حيث التركيز سيكون علي كل من اميركا اللاتينية و جنوب شرق آسيا في مواجهة الصين .
تحاول دولة الاحتلال تثبيت قواعد جديدة مفادها حرية الحركة والاستباحة لكل المكونات السياسية التي تري بها عدوا لها وكسب المزيد من الاراضي علي حساب شعوب المنطقة وخاصة تجاة الضفة والقطاع وجنوب لبنان وجنوب سوريا أيضا. 
تشي تصريحات أركان حكومة الاحتلال بنواياها بصورة واضحة فقد صرح وزير الحرب كاتس بأن دولة الاحتلال تنوي إعادة الاستيطان في شمال قطاع غزة وبأن جيش الاحتلال لن ينسحب من الجولان ومرتفعات جبل  الشيخ وصرح سموتريتش بأن الضفة كلها لدولة الاحتلال  وهي من اوهبها اللة لليهود فقط وأعلن رئيس هيئة الاركان زامير ان الخط الأصفر في قطاع غزة سيكون الحدود الدفاعية لدولة الاحتلال وانة لن يتم الانسحاب منة .
ويذكر ان الكنيست الاسرائيلي كان قد صوت باغلبية كبيرة اي بما يشمل المعارضة أيضا  بسن قوانين منها اعتبار إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الاردن يشكل خطر وجودي علي دولة الاحتلال وبأن الاونروا والتي ترمز لقضية اللاجئين بأنها منظمة إرهابية كما شرع قانون بالقراءة التمهيدية بضم الضفة الغربية رغم ان ذلك جوبة برفض ترامب الا ان الضم الزاحف يسير علي الارض عمليا  وبتسارع غير مسبوق وذلك بغض النظر عن تصريحات ترامب الرافضة للضم الرسمي .
ان توتير الجبهة الداخلية في دولة الاحتلال تجاة إيران والهجمات المستمرة التي يشنها جيش الاحتلال علي كل من غزة ولبنان وسوريا لا يهدف الي تحقيق مكاسب انتخابية فقط بل يهدف كذلك الي ملئ الفراغ لاستكمال تحقيق الاهداف التوسعية والاستعمارية لدولة الاحتلال ضمن شعار ( السلام بالقوة ) والذي يعني فرض الهيمنة بما يتجاوز القانون الدولي ومبدا حق تقرير المصير وكذلك مبدأ سيادة الدول. 
يعتقد نتياهو ان هناك فرصة تاريخية أصبحت مهيئة بعد عدوان الاحتلال العسكري ما بعد السابع من أكتوبر من العام 2023 لتنفيذ خطة الحسم بالاراضي الفلسطينية بما في ذلك العمل علي تنفيذ مخططات التهجير والتطهير العرقي سواء بالقطاع وكذلك ببعض الأجزاء بالضفة .
يري نتياهو وحكومتة الفاشية بأن الوقت مناسب لتنفيذ فكرة إسرائيل الكبري علي حساب الجغرافية والموارد الإقليمية بالمنطقة  .
ان نجاح نتياهو بتشكيل حلف مع كل من اليونان وقبرص  لا يأتي في سياق مواجهة النفوذ التركي فقط وفق ادعاؤة  بل يهدف كذلك  الي بناء قوة استعمارية كبري تقودها دولة الاحتلال بالمنطقة. 
والسؤال هنا هل ستسمح إدارة ترامب بذلك بما يتعارض مع رؤيتها المبنية علي ضرورة تحقيق الاستقرار بالمنطقة. ؟؟
اعتقد انها ستسمح لها إلا  إذا كانت هناك أوراق قوة اقتصادية وسياسية من بلدان المنطقة تشعر الإدارة الامريكية بأن مصالحها ستكون مهددة اذا استمرت بدعم دولة الاحتلال واطماعها التوسعية علي حساب أمن وسيادة الدول وخاصة إذا ادركنا ان ترامب وادارتة بالبيت الأبيض يؤمنون بلغة المصالح والصفقات .
انتهي .